إسرائيل ستحاكم الصغيرة عهد التميمي وراء أبواب مغلقة. هذه عدالة الاحتلال ضد بنت فلسطين التي صفعت جندياً وركلت جندياً آخر، وهي الآن تواجه اثنتي عشرة تهمة في محاكمة تمنع الصحافة من حضورها.
محاكمة عهد شهادة أخرى ضد الاحتلال وجرائمه، وهي لا تقاس شيئاً بما ينتظر بنيامين نتانياهو من القضاء الإسرائيلي فهو متهم وينكر كما أنكر قتل 518 طفلاً فلسطينياً في حربه الأخيرة على قطاع غزة.
أقول للقارئ العربي إن مجرم الحرب رئيس الوزراء يواجه تهمتين تحملان الرقمين ألفاً وألفين.
القضية الأولى تتعلق بتلقي نتانياهو هدايا ثمينة في 2007 و2016 من رجلي أعمال هما منتج أفلام في هوليوود اسمه ارنون ميلشن وبليونير أسترالي هو جيمس باكر. الهدايا من ميلشن سببها مساعدته في عمله، ربما في ذلك بعض الأعمال المالية، وقد بلغ حجم هذه الهدايا 210 آلاف دولار. الهدايا من باكر ثمنها 70 ألف دولار. في المقابل، حاول نتانياهو جعل الإعفاء الضريبي لليهود العائدين الى إسرائيل (فلسطين المحتلة) يتضاعف الى 20 سنة، والاشتراك في ملكية محطة التلفزيون الثانية في إسرائيل، وتأسيس منطقة تجارة حرة مع البليونير الهندي راتان تاتا قرب الحدود مع الأردن.
القضية الثانية أهم وتتعلق بصفقة بين نتانياهو وارنون موزيس، ناشر جريدة «يديعوت اخرونوت» يؤيد كل منهما فيها الآخر، والجريدة تنتصر لرئيس الوزراء الإرهابي وتدافع عنه. في المقابل، يساعد نتانياهو «يديعوت احرونوت» ضد جريدة «إسرائيل هايوم» التي يملكها البليونير الأميركي شيلدون ادلسون، وهو أصلاً من مؤيدي نتانياهو ومن داعميه مالياً.
هناك تسجيلات لحديث نتانياهو مع موزيس، ونتانياهو متهم بطلب رشوة واحتيال وخيانة الأمانة في عمله.
الرئيس دونالد ترامب، وهو حليف نتانياهو، هدد الفلسطينيين إذا لم يعودوا الى طاولة المفاوضات، وهذا بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول الماضي. ترامب سُئل في مقابلة مع «إسرائيل هايوم» متى تقدّم إدارته خطتها للسلام وهو رد قائلاً إنه ينتظر ما سيحدث ويرى أن الفلسطينيين ليسوا مستعدين لطلب السلام، وربما كان الأمر أن الإسرائيليين أيضاً غير مستعدين لطلب السلام.
الشرطة طلبت محاكمة نتانياهو، إلا أن هذا ليس حكماً عليه، فهو قد ينجو، مع إصراره على براءته وعلى أن القضية ضده ملأى بالثقوب مثل جبنة سويسرية. سياسة نتانياهو ملأى بالجرائم منذ 1996 وحتى اليوم، والتحالف الذي يقوده قد لا يستمر إذا بدأت المحاكمة.
الخاسر مع نتانياهو سيكون حليفه ترامب، فهو أيّد رئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي في كل خطوة من الطريق، واتهم الفلسطينيين بجرائم ضد السلام. إذا خسر نتانياهو رئاسة الوزارة فسيخسر معه ترامب لأن التحالف الحكومي التالي سيكون أكثر قرباً من اليسار والوسط منه الى أقصى اليمين الذي يمثله مستوطنون يرأسون بعض الأحزاب المتطرفة.
عندنا بالعربية المَثل «يكاد المريب يقول خذوني» ونتانياهو يصرخ أنه بريء فيدين نفسه. قرأت استفتاءات من إسرائيل عن مصير نتانياهو، ونصف الإسرائيليين أصر على أن يرحل رئيس الوزراء الإرهابي في حين أصر النصف الآخر على أن يبقى. لا أجزم بشيء اليوم ولكن أقول إن المدعي العام افيشاي ماندلبيلت مدح الشرطة علناً مع توصيتها بمحاكمة نتانياهو.
ما أجزم به هو أن لا سلام مع نتانياهو، فهو مجرم حرب عاش في الولايات المتحدة قبل أن يعود مع أسرته الى إسرائيل، وسياساته كلها في أقصى اليمين، ما يعني أن السلام معه صعب الى مستحيل.