الثابت الوحيد في دائرة الشوف - عاليه في مختلف سيناريوهات التحالفات الإنتخابية هو أن رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط لا زال الرافعة الأساسية للعبور إلى المجلس النيابي.
وإن كان القانون النسبي قد أعاد الآمال للعديد من القوى والشخصيات في مملكة جنبلاط الدرزية بأن تتمثل ، إلا أن التوازنات السياسية لا زالت تشكل عائق في تجاوز جنبلاط وكسره .
في الشوف - عاليه ، الدائرة ذات الأغلبية الدرزية والتي تم ضم المنطقتين في دائرة واحدة نزولا عند رغبة البيك ، تتنوع القوى السياسية فيها وتتشابك المصالح الإنتخابية .
ويشكل الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يرأسه جنبلاط الرقم الأول والأقوى في الدائرة ، وهناك أيضا قوى لها ثقلها على الأرض كالحزب الديمقراطي بزعامة النائب طلال أرسلان والحزب السوري القومي الإجتماعي والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وحزب الأحرار وحزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب.
إلا أن الجمع بين القوى المناوئة لجنبلاط لا زال صعبا ، فحتى الآن لم تستطع قوى ٨ آذار من تركيب لائحة مشتركة ضد جنبلاط لإعتبارات عدة أهمها صعوبة الجمع بين وئام وهاب وطلال أرسلان في لائحة واحدة .
وقد برزت في هذا الأسبوع عدة معطيات جديدة متعلقة بالتحالفات كان عرابها التيار الوطني الحر عبر اللقاءات التي حصلت مع أرسلان وجنبلاط.
إقرأ أيضا : لعبة إنتخابية جديدة تمارسها السلطة ... ترشيح لوائح رديفة للتشويش على المنافسين
الإجتماع مع جنبلاط لم يؤت أكله حتى الآن على الرغم من العرض الجنبلاطي للتيار بإعطائه مرشح ماروني " ماريو عون " في الشوف ومرشحين في عاليه عن المقعدين الماروني " سيزار أبي خليل " و والأرثوذكسي " إيلي حنا " بحسب ما ذكرت جريدة " الأخبار ".
أما لقاء أرسلان بالوزير جبران باسيل ، فتشير التسريبات إلى تقارب في وجهات النظر وإمكانية تشكيل لائحة تضم التيار وأرسلان والحزب السوري القومي الإجتماعي، ومن الصعوبة بل المستحيل أن تتحالف القوات اللبنانية مع هذه اللائحة بسبب تحفظات متبادلة من الطرفين.
أما الوزير السابق وئام وهاب يبدو أن وضعه صعب في ظل هذه التحالفات ، فهو بطبيعة الحال لن يتحالف مع جنبلاط الرافض له بالأساس ، وهناك رفض من أرسلان أن يكون معه على نفس اللائحة ، لذلك إذا ما إستمر الرفض الأرسلاني وعدم تدخل حزب الله على خط تقريب وجهات النظر بين الحلفاء فهذا يعني إحتمال ذهاب وهاب إلى تشكيل لائحة بوجه لائحتي جنبلاط وأرسلان.
لكن الأمور ليست محسومة إلى الآن ، فالإتصالات بين جنبلاط وأرسلان لم تنقطع بعد وهذا يعني إحتمال أن يتحالف الزعيمان وهذا سيسهل مهمة وهاب في التحالف مع التيار لو حصل ذلك.
أما على خط لائحة جنبلاط ، تنشط الإتصالات بين القوات وتيار المستقبل وزعيم المختارة لإقامة تحالف مشترك في حال عدم نجاح المفاوضات بين جنبلاط وأرسلان، والمفاوضات تقدمت خصوصا بين القوات وجنبلاط بعد رفض التيار لعرض الأخير.
ووجود القوات على لائحة جنبلاط قد يصعب من إمكانية إنضمام أرسلان إليها لعدة إعتبارات.
إقرأ أيضا : أبناء القرى الشيعية في كسروان - الفتوح وجبيل يرفضون مرشح حزب الله
من هنا ، تبدو خريطة التحالفات في الشوف - عاليه معقدة جدا ، ولا شيء محسوم حتى الآن وقد تتغير الأمور بين ليلة وضحاها ، خصوصا أن التيار الوطني الحر يرفض إعتبار أن التحالفات قد حسمت وتيار المستقبل يبدو أنه بوارد الإبتعاد عن التحالف مع التيار البرتقالي بعد إجتماع إنتخابي غير مشجع حصل بين مدير مكتب الحريري الأستاذ نادر الحريري والوزير جبران باسيل.
وتؤكد مصادر مواكبة للإتصالات أن كل شيء وارد في الشوف - عاليه ومن المبكر الحديث عن حسم للتحالفات ، فالأمور ستبدأ بالوضوح بعد إقفال باب الترشيحات في ٦ آذار المقبل .