البرنامج الإنتخابي هو عبارة عن "الخطة أو برنامج العمل الذي يضعه المرشح، ويوضح من خلاله الأهداف والمشاريع التي يسعى لإنجازها أثناء فترة توليه المنصب.
ويعمل المرشح على عرض هذه الخطة على الناخبين، وذلك لكسب أصواتهم من خلال ما يحدده من أهداف ومطالب في برنامجه".
وتتشابه البرامج الإنتخابية في بعض النقاط وتختلف في نقاط أخرى، وذلك حسب المرشح وحسب الدائرة والمنطقة التي يتم الترشح عنهما.
كما وتختلف البرامج الإنتخابية حسب طبيعة المنصب الذي تجري المنافسة عليه، كمنصب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس البلدية أو رئيس الجامعة أو رئيس شركة تجارية أو منصب نائب في مجلس النواب....
وبما أن لبنان على أبواب الإنتخابات النيابية في شهر أيار المقبل، لازالت معظم البرامج الإنتخابية حتى الآن شبه غائبة، لا بل تطغى الخطابات والعبارات الإنشائية على أبرزها، ومن واجب الناخب أن يُطالب المرشح بتقديم برنامجه، وأن يطرح مطالبه أيضًا، فما الذي يجب أن تتضمنه البرامج الإنتخابية؟
ما تتضمنه البرامج الإنتخابية
تتضمن البرامج الإنتخابية خطة عمل واضحة على الناخب التقيد بها طيلة فترة مزاولته لمنصبه، ومن هنا على المرشح أن يعرض على الناخبين كافة الخطوات المستقبلية التي ستخدم مصلحة المنطقة.
وخطة العمل تلك تحتاج من المرشح التالي:
- أن يُعرِف المرشح عن نفسه، وعن برنامجه الإنتخابي وإسم اللائحة التي يترشح عنها.
- أن يذكر سبب ترشحه للإنتخابات، على أن يعطي أسباب منطقية ومقنعة.
- أن يكون ملمًا بكافة المشاكل التي تعاني منها منطقته، ومن هنا عليه أن يسعى إلى حل تلك المشاكل من خلال منصبه كنائب.
- أن يزور المنطقة وسكانها للإطلاع على مطالبهم وحاجاتهم من جهة، وللتقرب منهم من جهة أخرى.
- أن يعرض على الناخبين أبرز الأفكار والمشاريع التي سيسعى إلى تحقيقها.
- وأخيرًا عليه الوفاء بوعوده خصوصًا بعد فوزه في الإنتخابات.
إهتمامات الناخب
تشهد الساحة اللبنانية في الفترة الحالية خصوصًا أننا على أبواب الإنتخابات، تفاؤل بعض اللبنانيين بزوال الطبقة الحاكمة، ودخولنا في مرحلة تجديد وإصلاح في حال إلتزم النواب بذلك، واليوم أصبحت إهتمامات الناخب اللبناني معنية بالداخل أكثر من أزمات الخارج؛ إذ طغت الإهتمامات الداخلية على الإهتمامات والصراعات الإقليمية والدولية، فهَم المواطن اللبناني اليوم ليس صراع دولي في الخارج، أو صفقة دولية، إنما همه الوحيد هو التحرر من الفساد الداخلي، المحاسبة، العيش حياة كريمة، وخوض الإقتراع في سبيل التجديد والإصلاح.
البرامج الإنتخابية السابقة
المشهد اللبناني اليوم، خير دليل على فشل الطبقة السياسية الحالية في الإلتزام ببرامجها الإنتخابية منذ عام 2009، هذا إن توفرت تلك البرامج حينها، فمعظم البرامج الإنتخابية السابقة لم ينفذ منها شيء، إذ شهد لبنان أزمات داخلية مثل إنقطاع الكهرباء والخلافات على هذا الملف، الفساد الغذائي، تراجع الزراعة، الفقر، الجرائم.... وصولاً إلى أزمة النفايات والتلوث في العديد من المناطق اللبنانية، عدا عن هموم ومشاكل الناس الذين لم يجدوا من يسمع صوتهم ومن يخدمهم، وخير مثال على ذلك الناخب في بعلبك – الهرمل؛ تلك المنطقة التي عانت كثيرًا من كل أنواع الفساد والفقر، إذ يعيش سكان المنطقة كل أشكال الحرمان وبشكلٍ لا يُحتمل، ومعظم الأبواب مغلقة في وجوههم، وطرقات المنطقة مليئة بالحفر، وأبناء المنطقة محرومين من أبسط حقوقهم كالكهرباء والماء.... فما هي أبرز إهتمامات وحاجات الناخب في بعلبك - الهرمل؟
إهتمامات وحاجات الناخب في بعلبك - الهرمل
أولاً: على الصعيد الصحي
- يحتاج سكان منطقة بعلبك - الهرمل إلى:
- مراكز طبية توفر خدمات الطبابة العامة لاسيما الوقائية منها.
- الخدمات الشبه مجانية التي تعد متوفرة في مناطق غير لبنانية، وغير متوفرة في بعلبك – الهرمل حتى الآن.
- مراكز رعاية صحية تُعنى بالمسنين والعجزة والأيتام، والأحداث المنحرفة، والمرضى في الطب النفسي.
- مستشفيات، ودعم المستشفيات الحكومية عبر توفير طبابة صحية للطبقة الفقيرة، وتسهيل خدمات الضمان الإجتماعي للسكان.
ثانيًا: على الصعيد الزراعي
- تحتاح الأراضي الزراعية في بعلبك - الهرمل إلى الإهتمام والمتابعة من قبل الدولة، وإلى تعزيز الإنتاج المحلي لتصريفه محليًا وخارجيًا.
- ويحتاج المزارعون إلى أدوية زراعية وغيرها من المستلزمات، كمصادر مياه الري والتي تعد معدومة في المنطقة.
ثالثًا: على الصعيد التربوي والتعليمي
- تفتقر المنطقة إلى جامعة لبنانية قوية ومعاهد جامعية باسم الدولة اللبنانية، ويحتاج الطلاب إلى مثل هذه المؤسسات التعليمية.
- كما ويحتاج الطلاب إلى إنشاء مدارس جديدة نظرًا لقلة عدد المدارس الموجودة في المنطقة، وهناك عدد كبير لا يُستهان به من الطلاب المتفوقين، وهؤلاء لا يُعطون الحق في الدراسة في أهم الجامعات اللبنانية، ويحتاجون إلى خدمات تعليمية ودعم الدولة لهم.
رابعًا: على الصعيد السياحي
- تحتاج الأماكن الأثرية والسياحية في بعلبك إلى الدعم والتّرويج لها والذي يعد شبه معدوم، وهذا ما يعزز القطاع السياحي في المنطقة.
- ويحتاج السكان إلى إنشاء مشروع سياحي يتضمن مطاعم ومقاهي مهمة تُؤدي إلى المنفعة لسكان المنطقة وتوفير فرص العمل لأبناءها.
خامسًا: على الصعيدين الإقتصادي والخدماتي
- يحتاج السكان إلى إنشاء مراكز خدماتية للتواصل معهم، والإستماع إلى مشاكلهم ومطالبهم، وإستقبال شكاواهم، وبالتالي إلى إنشاء مجلس لمساعدة الناس، لاسيما عوائل الشهداء والفقراء، عبر صندوق مساعدات.
- يحتاج السكان إلى فرص عمل، إذ يعاني معظمهم من البطالة.
سادسًا: على الصعيد الأمني
يحتاج السكان إلى الحماية والأمن لأن الأمن شبه غائب في المنطقة على الرغم أنه من مسؤولية الدولة.
وأخيرًا يطالب معظم أهالي بعلبك الهرمل بمطلب العفو العام بحق المطلوبين (المطاليب) بمذكّرات قضائيّة من أبناء البقاع، فهناك أكثر من 40 ألف مذكرة توقيف، ولابد من معالجتها بما يخص الحق العام، وبطريقة واعية ونزيهة، للحد من تفاقم المشكلات والمخاطر الأمنية.