شنت صحيفة "الشرق" الإيرانية الإصلاحية المقربة من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء، هجوما حادا على تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، بسبب معركة "عفرين".
ونشرت مقالا على صفحتها الأولى للكاتب الإيراني، صالح نيكبخت، قال فيه إن "أردوغان يرى أن حكومته تمثل امتدادا لخلافة الدولة العثمانية، وقد سجل تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية وحروب إيران والعثمانيين، إرثا فظيعا من الخلافة العثمانية وسلوك جيشها مع شعوب الدول التي كانت تحتلها، ويخاف العالم من تكرار هذا التاريخ العثماني".
وأضاف الكاتب: "تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، هاجمت مدينة عفرين عن طريق استخدام مسلحي المعارضة السورية المقربين من القاعدة، وأرسلت معتقلي تنظيمي داعش والقاعدة في سجونها، للمشاركة بالحرب ضد الأكراد في عفرين".
واستهجنت صحيفة "الشرق" الإيرانية تصريحات أردوغان حول قوة تركية العسكرية في مواجهات المليشيات الكردية، وقالت إنه "فشل الجيش التركي والمليشيات الداعمة له في تحقيق وعد أردوغان"، وطعنت في مصداقية تركيا قائلة إنه "ثبت فعليا أن هدف هذه المعركة كان من أجل تثبيت الوضع السياسي لأردوغان وحزبه الحاكم".
وتابعت: "الجيش التركي الذي أعلن أنه سيدخل في معركة لا تستغرق سوى ثلاث ساعات فقط، الآن تورط في مستنقع عفرين، ولم يصل سوى إلى شمال وغرب العراق، بل لم يتمكن حتى من السيطرة على قرى عفرين الحدودية مع تركيا".
وأردفت "الشرق" الإيرانية: "المليشيات التي تدعم الجيش التركي في معارك عفرين من خلال احتلالها للقرى، نهبت أموال الناس وسرقت بيوتهم وممتلكاتهم وحتى الحيوانات والدواجن، ووصفهم أهالي المدينة باللصوص".
ووصفت الصحيفة الرئيس التركي بالديكتاتور، بالقول إن "أردوغان الذي كان في السنوات العشر الماضية يحكم تركيا من خلال قمع خصومه وتقييد الحريات الديمقراطية، كان من الصعب عليه أن يعلن للشعب التركي أن الحرب قد تستغرق شهورا، فالهزائم العسكرية والسياسية لا تدفع الديكتاتوريين للتفكير في اتخاذ نهج جديد، ويتطلعون دائما إلى النصر بالقوة العسكرية".
واعتبرت "الشرق" الإيرانية، أن تصريحات أردوغان حول الخطر الذي يواجه أمن تركيا، لا صحة لها، وقالت: "من الواضح أن وهم أردوغان بتعرض الأمن القومي التركي عن طريق الأكراد لا أساس له من الصحة".
وشبهت الصحيفة ما يحدث في عفرين بحادثة كربلاء التاريخية، حيث نقلت عن أحد العلويين في عفرين قوله إنه "بالحرب الحالية بدأت كربلاء جديدة، حيث استخدمت تركيا القنابل العنقودية والنابالم في المناطق التي تزعم أنها أماكن تجمع المليشيات الكردية، وقصفت الأسبوع الماضي مناطق سكنية في عفرين بقنابل غاز الكلور".
واتهمت الشرق الإيرانية، المسؤولين الأتراك بأنهم كـ"الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، سيرفضون اتهام استخدام الأسلحة الكيميائية".
ومنذ انطلاق عمليات "غصن الزيتون"، تهاجم الصحف والمواقع الإيرانية، تركيا والرئيس أردوغان، في حين يقاتل الحرس الثوري الإيراني وعشرات المليشيات الشيعية المدعومة من إيران في الحرب السورية، إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد.