ورأى غرانوت أن رد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر الأمن بميونخ بقايا حطام الطائرة غير المأهولة الإيرانية التي أسقطتها "إسرائيل" مؤخرا، بأنه "عابر وغير ملزم".
وبحسب غرانوت، "بدا وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف قلقا عندما قال: "سندافع عن أنفسنا إذا تعرضنا للاعتداء، لكننا لا نريد الحرب"، مضيفا: "أما الرد الأهم، فلم يسمع على الإطلاق".
وقال: "وهذا هو رد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي درج في كل خطاباته على تهديد إسرائيل بوابل من الصواريخ المدمرة الموجهة نحو أهداف إستراتيجية"، معتبرا أن نصرالله اكتفى بالثناء على عملية مضادات الطائرات السورية، التي تسببت بإسقاط الطائرة إف 16 الإسرائيلية".
وأوضح المعلق الإسرائيلي أن "تفسير صمت نصرالله بسيط، فهو يقرأ الخريطة، ويفهم بأن الأمور في الجبهة الشمالية غدت أكثر جدية وأكثر خطورة".
ولفت إلى أنها "المرة الأولى منذ ثورة الخميني تهاجم إسرائيل في وضح النهار أهدافا إيرانية داخل سوريا، ولأول مرة أيضا، يهدد نتنياهو بمهاجمة إيران مباشرة، إذا ما حاولت تثبيت تواجدها في سوريا، والاقتراب من الحدود في هضبة الجولان".
ووفق ما ذكر، فإن "مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران داخل سوريا وما وراءها لم تعد بمثابة سيناريو خيالي، وإن كان الطرفان لا يرغبان فيها، على الأقل في هذه اللحظة"، وأكد أنه "في مثل هذه المواجهة، فإن المشاركة العميقة من حزب الله ستكون محتمة".
ذراع إيرانية متقدمة
ونوه غرانوت بأن "تأسيس حزب الله على يد الإيرانيين في لبنان عام 1982، كان الهدف منه أن يصبح أداة في يد طهران لمحاربة إسرائيل؛ لذا ضخت إيران مليارات الدولارات للمنظمة لتأهيلها لهذا اليوم، وتصدير الثورة لخارج حدود إيران، ولكي يكون حزب الله ذراعا متقدمة لحماية النظام الإيراني".
وأشار غرانوت إلى أن "حزب الله أدخل إلى الحرب في سوريا بسبب رغبة خامنئي في إنقاذ حليفه الرئيس بشار الأسد، والنتيجة أن الأسد نجا، وحزب الله دفع ثمنا مضاعفا للثمن الذي دفعه الايرانيون، حيث بلغ قتلى الحزب 1213 قتيلا، بينهم 75 قائدا كبيرا، بينما عدد قتلى إيران بلغ 535 قتيلا".
ووفق هذه النتيجة، قدّر المعلق أن "هذا هو السبب الذي يجعل نصرالله يصمت حاليا عن سيناريو مواجهة مستقبلية بين إسرائيل وايران.