كشفت مصادر سياسية عراقية، وأخرى مقرّبة من المجمع الفقهي العراقي في جامع أبي حنيفة النعمان، اليوم الأحد، عن رفض كبار علماء بغداد لقاء مفتي نظام بشار الأسد، أحمد بدر الدين حسّون، خلال زيارة الأخير إلى بغداد.
ويقوم حسون بزيارةٍ إلى العاصمة العراقية بدأها أمس السبت، يرافقه فيها وفدٌ يضمّ رجال دين سوريين، للمشاركة في ما يعرف بـ"المؤتمر التأسيسي للمجمع العراقي للوحدة الإسلامية" برعاية إيران وعددٍ من الأحزاب والفصائل المسلحة المُقربة منها.
ويُشارك في المؤتمر مستشار قائد الثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي، وشخصياتٌ دينية إيرانية، ومُقربة من إيران، من لبنان وأفغانستان ونيجيريا ودول أخرى، فيما قاطعت المؤتمر شخصيات عراقية سياسية ودينية بارزة، معروفة برفضها التدخل الإيراني في العراق.
"
وقال قيادي بارز في "تحالف القوى العراقية" لـ"العربي الجديد" إن حسّون "حاول لقاء كبار علماء بغداد في جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، لكن هناك حالة رفض للقائه بسبب دعمه نظام الأسد، والسكوت على المجازر التي ترتكب بحق السوريين"، لافتاً إلى أن "الشيخ أحمد حسن الطه، كبير علماء المجمع الفقهي العراقي، رفض لقاء حسون، بالإضافة إلى علماء آخرين".
بدورها، أكدت مصادر مقربة من المجمع الفقهي، ومن "لجنة الإفتاء الدائمة"، أن حسّون حاول لقاء عدد من علماء بغداد، وكذلك زيارة كلية الإمام الأعظم في جامعة بغداد لإلقاء محاضرة فيها، لكنه لم يلق وجهاً"، وفق تعبير أحد المصادر، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن حسون "وعوضاً عن لقاء علماء بغداد، التقى بشخصيات هزيلة لا ثقل لها في الشارع العراقي السُني، لا دينياً ولا سياسياً، ممولة من حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي".
من جهته، قال القيادي في "التيار المدني العراقي" حسام العيسى لـ"العربي الجديد" إن "وجود حسون في بغداد لا يخدم مشروع المصالحة العراقية، فهو بالنهاية يمثل نموذجاً رخيصاً يقدمه الأسد للعالم، ولا يمكن اعتباره ممثلاً عن طائفة سورية بعينها".
وأعرب العيسى عن أمله في توقف دعم الحكومة العراقية لـ"مؤتمرات ذات رائحة إيرانية، تحاول تسويق شعارات الوحدة الإسلامية، من خلال شخصيات هزيلة لا ثقل لها في الشارع المحلي أو العربي".
وكان حسون قد ألقى كلمة يوم أمس السبت في مؤتمر ما يعرف بـ"المجمع العراقي للوحدة الإسلامية"، الذي أقيم في بغداد، قال فيها إن "لولا انتصارات العراقيين والسوريين، لوصل داعش إلى المدينة ونبش قبر النبي محمد" على حد قوله، مشيراً إلى أن "النيران المشتعلة في المنطقة تهدف إلى إبعادنا عن فلسطين".
يذكر أن نائب رئيس البرلمان العراقي، والقيادي في المجلس الإسلامي الأعلى، همام حمودي، أصدر اليوم بياناً قال فيه إنه التقى بـ"مفتي الجمهورية السورية أحمد بدر الدين حسون"، وبارك "إسقاط الطائرة الصهيونية في سورية الأسبوع الماضي"، مبيناً، بحسب بيان صدر عن مكتبه، إنه "تم التباحث بشأن معركة المسلمين الفكرية ضد التطرف والتكفير بعد الانتصار ضدهما عسكرياً".
من جهة أخرى , أضافت صحيفة " القدس العربي " أن المرجع الشيعي الأعلى في النجف الأشرف السيد علي السيستاني تحفظ عن لقاء المفتي حسون .
( بتصرف )