يكثّف اللواء أشرف ريفي حراكه الانتخابي. يركّز اهتمامه على طرابلس والشمال، مع توسيع مروحة تحركاته وزياراته. زار البقاع والضنية، نشاطه مستمرّ في بيروت، ولديه تواصل مع بعلبك الهرمل والشوف عاليه. وسط انهماكه الانتخابي، يجد ريفي نفسه منهمكاً بأمور مناصريه ومؤيديه. يتابع تفاصيل يومياتهم، وفق ما يقول لـ"المدن"، لا سيما أنهم في هذه المرحلة يتعرّضون لضغوط سياسية وأمنية وعائلية، لتغيير خياراتهم. ودفعهم إلى خيارات تتلاءم مع متطلبات قوى السلطة، وتتعارض مع الطرح التغييري الذي يصرّ ريفي عليه والسير فيه إلى الأمام.
لا يمرّ يوم في طرابلس، بلا تعرّض أحد مناصري الرجل إلى مضايقات، ويقول: "تصل هذه المضايقات على شكل تهديد الناس بأرزاقها، وعبر رفع شعارات متعددة، كمكافحة المخالفات وإزالتها من الشوارع العامة. ولكن المفارقة أن هذه الإجراءات تطاول مناصريّ فحسب، ويتوجهون إليهم بالقول إذا ما أردتم ابقاء أشكاككم، عليكم التواصل مع تيار المستقبل". يلقي ريفي اللوم على القوى السياسية والحكومة وبعض الأجهزة الأمنية على هذه الممارسات التي لا تسمح بضمان سلامة العملية الانتخابية، ونزاهتها، لأنه لا يمكن ضمان حرية الاختيار للناخب في ظلّ هكذا أجواء أمنية، أو الايحاء بأن لبنان يصبح دولة بوليسية، تبدأ بترهيب الناس بسبب خياراتهم، ولا تنتهي بكمّ أفواه الناشطين والصحافيين.
يكشف ريفي لـ"المدن" أنه على تواصل مع منظمات دولية ذات طابع حقوقي، ولها علاقة بمراقبة الانتخابات، ويشير إلى أنه سيطالب هذه المنظمات، ومن بينها منظمة كارتر لمراقبة الانتخابات، للمشاركة في مراقبة الانتخابات في لبنان، وضمان ديمقراطيتها ونزاهتها، ويتوجه إلى المرشحين الآخرين لضم أصواتهم إلى صوته، كي لا تتحول صناديق الاقتراع وعمليات الانتخابات إلى صناديق وغرف سوداء. ولا يتوانى عن مطالبة النواب السياديين في المجلس الحالي، إلى طرح الثقة بالحكومة، لأنه لم يحصل في التاريخ، أن حكومة أكثر من نصف أعضائها مرشحين في الانتخابات وهم يشرفون على العملية الانتخابية.
رغم الضغوط والظروف السياسية واستثمار قوى السلطة مواقعها انتخابياً، فإن ريفي لا يزال مصمماً على موقفه في خوض الاستحقاق، ويقول: "لا شيء سيدفعنا إلى التراجع. وكل الضغط سينقلب على من يمارس الضغوط في صناديق الاقتراع، النتائج ستفجّر مفاجآت في كل المناطق اللبنانية ولا سيما في الشارع السنّي، الذي يجد نفسه اليوم مطية لحسابات خاصة، وشمعاً يضيء أنفاق الصفقات، وشاهداً على تسليم البلد لحزب الله. وبالتأكيد، فإن أصحاب الخيار السيادي لن يرضوا بذلك، وسيعبّرون عن حقيقة موقفهم في صناديق الإقتراع، لأن سياسة الترغيب والترهيب لم تعد تنفع على من ثار ضد النظام السوري".
يرفع المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي شعار "صوتكم غالي.. صوتنا عالي" لمعركته الانتخابية، وذلك لرفع الصوت في وجه تسليم البلد إلى حزب الله ومن خلفه إيران. ويعتبر أن الناس ستتجاوب مع هذا الشعار لأنها غير قابلة للبيع والشراء، وقادرة على تحديد مصلحتها والتعبير عن خياراتها. قائلاً: "من كان في مهرجان 14 شباط محاطاً بقوى 8 آذار ورموز النظام السوري، سيجد نفسه محاطاً بهؤلاء أيضاً في لوائح الانتخاب. وهذا بالتأكيد لن يمرّ لدى الناس".
لا تزال الأبواب مفتوحة على خيارات متعددة. سيرشّح ريفي لائحة كاملة في طرابلس، يؤكد أنه لن يتحالف مع أي من القوى التقليدية، ولا مع أي شخص له علاقة بقوى 8 آذار. ويرفض الحديث عن أرقام وتوقعات، معتبراً أن الأمر متروك للناس وخياراتهم، والثقة بهم مطلقة، مشدداً على أنه لن يقدّم هدايا مجانية لأي طرف، لا في طرابلس ولا في غيرها. في عكار التشاور مفتوح مع قوى ووجوه جديدة، بالإضافة إلى التنسيق مع النائب خالد الضاهر.
ومن الشمال إلى بيروت، حيث يعمل ريفي على تشكيل لائحة كاملة في دائرة بيروت الثانية، كاشفاً عن تواصل مع شخصيات وعائلات بيروتية عديدة، تلتقي مع طروحاته السياسية، وترفض خيار الخنوع والتسليم. ويحتفط بالأسماء لنفسه، ولا يعلنها قبل أن يحين أوانها. في الشوف، سيكون لريفي مرشحين عن المقعدين السنيين، ويشدد على أنه حريص على تمثيل برجا. ويلفت إلى أنه، في هذه الدائرة، يتواصل مع قوى المجتمع المدني البعيدة عن الشبهات، والتي تتجرأ على اتخاذ موقف من الدويلة والسلاح. وكذلك بالنسبة إلى البقاع الأوسط وبعلبك الهرمل.