وتشير الصحيفة إلى أن "مجموعة اللاعبين الذين ساعدوا على تدمير سوريا خلال 7 سنوات من الحرب يضعون معاً قواعد جديدة للعبة، في جهود عالية المخاطر قد تؤدي إلى إثارة أوسع للحرب بعد انهيار تنظيم داعش في البلاد".
وكان أول حدث استحوذ على العناوين الرئيسية هو إسقاط طائرة من دون طيار إيرانية غربي سوريا من قبل "إسرائيل" نهاية الأسبوع الماضي، وإسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز (إف 16) من قبل النظام السوري الموالي لإيران قريباً من الحدود السورية، وهي أول خسارة من نوعها منذ عقود.
أما الحدث الثاني فقد أشيع عبر التقارير الصحفية التي ظهرت هذا الأسبوع حول وفاة عشرات من "المرتزقة" الروس الذين هاجموا مستشارين أمريكيين وحلفاءهم من المليشيات في منطقة دير الزور السورية الغنية بالنفط بتاريخ 7 و8 شباط ، ويعد هذا من أكثر الحوادث خطورة بين أميركا وروسيا بعد الحرب الباردة.
في حين أن الحدث الثالث كان أقل خطورة وتمثل بتقدم الجيش التركي إلى مواقع في شمالي سوريا جنباً إلى جنب مع القوات الموالية للنظام السوري، والتي كانت هي نفسها تقصف المعارضين للنظام بمدينة إدلب، لكنهم اجتمعوا مجدداً ضد تهديد الأكراد.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن فواز جرجس، الباحث في الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، أن "هذه هي المرحلة الأكثر خطورة من الصراع السوري؛ لأن القوى الإقليمية والعالمية الاستراتيجية الآن تضع نفسها في مرحلة ما بعد داعش".
ويضيف جرجس: "هناك منافسة شرسة، والجميع على استعداد للتصعيد، وممَّا يثير المخاوف أكثر ليس فقط الصدام بين القوى الإقليمية، وإنما احتمالية تصعيد الصراع إلى مستوى مختلف نتيجة خطأ كبير من قبل روسيا أو الولايات المتحدة".
وقد أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تعتزم الحفاظ على وجود عسكري في مناطق واسعة من الأراضي الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية السورية التي تدعمها، على الرغم من النية المعلنة لدمشق التي تدعمها روسيا وإيران وحزب الله لاستعادة كل شبر من الأراضي السورية.
ويرى محللون أن قرار الأميركيين إبقاء قواتهم في شمالي وشرقي سوريا ليس بسبب الموارد، وليس لأنهم يحبون الأكراد؛ ولكن لأنهم قلقون جداً حول عدم السماح لروسيا وإيران بالقول الفصل بنهاية المطاف.