غطى الدخان الانتخابي، بعد أسبوعين من بدء تقديم طلبات الترشيح إلى انتخابات 6 أيّار 2018، على المشهد الحكومي والرسمي، بما في ذلك «المواجهة المأساوية» في مؤسّسة كهرباء لبنان بين المياومين المهددين بأبسط مقومات الحياة، من الراتب القليل إلى الاستشفاء والاطمئنان بالحد الأدنى إلى الغد، فضلاً عن المديونية الحادّة والعجز المريب في موازنة 2018، التي بدأت أولى جلساتها أمس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون قبل سفره إلى العراق اليوم في زيارة رسمية بدعوة من نظيره العراقي فؤاد معصوم، على ان يتوجه في اليوم التالي (الأربعاء) من بغداد إلى يريفان، ملبياً دعوة من نظيره الأرمني سيرج سركيسيان لزيارة تستمر يومين.
ولئن شكل مجلس الوزراء لجنة برئاسة الرئيس سعد الحريري وعضوية تسعة وزراء، بينهم وزير المال علي حسن خليل حول أرقام الموازنة للعام 2018، كشف رئيس مجلس الوزراء انه سيدعو إلى جلسات متتالية للمجلس لإقرار المشروع وإحالته إلى المجلس النيابي مشدداً على الإصلاحات المطلوبة وعدم زيادة الدين، واحترام خفض نسبة 20٪ على أرقام الموازنة.
وبصرف النظر عن مجرى المعالجة لمسألتي العجز في الموازنة (ثمانية آلاف مليار ليرة لبنانية) والكهرباء ربع العجز للكهرباء) من زاوية ان عدم معالجة إضراب المياومين، بات يُهدّد مؤسسة كهرباء لبنان بانهيار مالي، في ظل عجز عن الجباية كاد يقترب من سنة كاملة.. فإن المسار الانتخابي، بدأ ينم عن جموح أحزاب الطوائف لحصد المقاعد المخصصة لكل طائفة مسلمة أو مسيحية، ولكل مذهب، وبصرف النظر أيضاً عن النظام النسبي، الذي تتباهى الطبقة السياسية في وصفه بالنظام الانتخابي الآيل إلى التمثيل والتغيير..
فالثنائي الشيعي رشح 27 شخصية نيابية وعامة للمقاعد الشيعية الـ27 في البرلمان، وهو لم يستثنِ دائرة واحدة، لا في بيروت ولا في جبيل أو أي مكان آخر.. مع ترشيح كاثوليكي عن دائرة الزهراني - صور (هو النائب الحالي ميشال موسى)، والنائب الحالي عن قضاء حاصبيا النبطية - مرجعيون - بنت جبيل قاسم هاشم ليصبح العدد 29 مرشحاً (16 سمّاهم الرئيس نبيه برّي و13 سمّاهم السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله).
وبروفة الترشيحات في مرحلتها الأولى، وإن راعت الحساسيات الطائفية الأخرى، فإنها مفتوحة على ائتلافات قيد الانضاج، في وقت يتحرك فيه «الحليفان الجديدان» تيّار المستقبل والتيار الوطني الحر لدراسة الأسماء والتحالفات أو توقيت إعلان اللوائح، وما شاكل من شؤون انتخابية، بين حليفين في الحكم، يختبران العمل الانتخابي معاً.
ترشيحات الثنائي الشيعي
انتخابياً، ارتفعت بورصة الترشيحات الرسمية في وزارة الداخلية إلى 64 مرشحاً، بمن فيهم مرشحو الحزب التقدمي الاشتراكي الذي كان أوّل من بادر إلى تقديم أوراق مرشحيه رسمياً، وأعلن «الثنائي الشيعي امل وحزب الله» امس اسماء المرشحين الحركيين وبعض الحلفاء والحزبيين في الدوائر الانتخابية التي يتواجد فيها الطرفان في مختلف الدوائر، وقال رئيس المجلس نبيه بري في مؤتمر صحافي ان «حركة امل» قررت ترشيح كل من:
- عن دائرة الجنوب الثانية (صور والزهراني): علي خريس، عناية عز الدين، نبيه بري، علي عسيران، وميشال موسى.
- عن دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل، النبطية، مرجعيون، وحاصبيا):ايوب حميد، علي بزي، ياسين جابر، هاني قبيسي، علي حسن خليل، انور الخليل، وقاسم هاشم.
- عن البقاع الثانية (راشيا، البقاع الغربي): محمد نصرالله.
- عن البقاع الثالثة غازي زعيتر.
- عن بيروت الثانية محمد خواجة.
- عن جبل لبنان الثالثة (بعبدا): الدكتور فادي علامة.
ولوحظ ان بري لم يعلن ترشيح أبراهيم سمير عازار للمقعد الماروني في دائرة صيدا – جزين، كما لم يرشح سالم زهران عن المقعد السني في بيروت الثانية ولا اي شخص غيره، وذلك بانتظار تشكيل اللوائح في جزين وبيروت حيث سيتم ضم شخصيات مستقلة وحليفة على اللوائح التي سيشكلها الثنائي الشيعي، وبلغ عدد المرشحين الجدد ٤ بينهم امرأة.
ومساء اعلن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله اسماء مرشحي الحزب في عددمن الدوائر بينهم ٦ جدد، بعدما اعلن الفصل بين الوزارة والنيابة على مستوى مسؤولي الحزب لمدة ولاية كاملة. وهم:
- عن بعلبك الهرمل دائرة البقاع الثالثة: الدكتور حسين الحاج حسن، الدكتور علي المقداد، الدكتور ابراهيم علي الموسوي، وايهاب حمادة.
- عن دائرة جبل لبنان الثالثة – بعبدا علي عمار.
- عن دائرة زحلة انور حسين جمعة.
- عن دائرة جبيل كسروان الشيخ حسين محمد زعيتر.
- عن دائرة بيروت الثانية النائب السابق أمين شري.
- عن دائرة الجنوب الثالثة: الحاج محمد رعد، الدكتور حسن فضل الله، الدكتور علي فياض.
- عن دائرة الجنوب الثانية صور – الزهراني نواف الموسوي وحسين جشّي.
ولوحظ ان السيد نصر الله ترك مقعداً شيعياً فارغا في دائرة بعلبك- الهرمل(11 نائبا)، وهو سيكون للواء جميل السيد الذي قال لـ«اللواء»: انه سيقدم ترشيحه رسميا قريبا بعد اعلان اسماء المرشحين الحركيين والحزبيين وترك مقعد شاغر له كمستقل ومقاعد للحلفاء المفترضين لاحقا.
يُذكر ان نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم كان أعلن الخميس الماضي ان اللواء السيّد سيكون مرشحاً عن أحد المقاعد الشيعية في بعلبك - الهرمل، ما يعني تبني دعمه رسمياً من قبل الحزب.
كما لم يسم نصر الله المرشحين السنيين ولا المرشحين الماروني والكاثوليكي في بعلبك - الهرمل تاركاً ذلك للحلفاء، علی أمل ضم الجميع إلى اللائحة الكاملة لاحقاً، علماً ان ترشيح زعيتر عن المقعد الشيعي في دائرة كسروان - جبيل، يعني تحالفاً غير معلن بعد، بين الحزب و«التيار الوطني الحر»، يقضي بأن يحل زعيتر محل النائب عباس هاشم مقابل مقعد ماروني للتيار في دائرة أخرى يتفق عليها لاحقاً.
ورفع أهالي بلدة تمنين الفوقا التي تقع في قضاء بعلبك لافتة في أحد شوارع البلدة كتبوا عليها: «سماحة الأمين العام إن خضتت البحر نحن معك. لكن لم ولن ننتخب من يساهم بتشويه بيئة بلدتنا (الدكتور حسين الحاج حسن).
لكن بلدية تمنين ومخاتيرها استنكروا اللافتة، معربين عن كل محبة وتقرير لوزير الصناعة الحاج حسن.
وتزامن حسم الثنائي الشيعي لأسماء مرشحيه، مع تقديم عدد من مرشحي «التيار الحر» أوراق ترشيحهم رسمياً إلى وزارة الداخلية، ومن بينهم العميد المتقاعد شامل روكز عن المقعد الماروني في كسروان - جبيل والوزير سيزار أبي خليل عن المقعد الماروني في دائرة عاليه، والنائب إبراهيم كنعان عن المقعد الماروني في دائرة المتن، إلى جانب مرشحين آخرين بلغ عددهم أمس 14 مرشحاً، بينهم الوزير السابق ألبير منصور عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة بعلبك - الهرمل ومسعود الأشقر عن المقعد الماروني في بيروت الأولى وخليل برمانة عن المقعد الارثوذكسي في بيروت الثانية، ومحمّد بعاصيري عن المقعد السني في بيروت الثانية.
اجتماعات انتخابية
وعقد في مقر حزب الطاشناق في برج حمود مساء أمس أوّل اجتماع ذي طابع رسمي، جمع الأمين العام للطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان ووزير السياحة افاديس كيدانيان مع النائب ميشال المرّ والوزير السابق الياس بوصعب ومرشح التيار العوني في المتن ادي معلوف، في محاولة لتشكيل لائحة تضم «التيار» والمر والطاشناق من دون القوات اللبنانية، بغرض تجنيب المتن معركة وصفها بقرادونيان بأنها قد تكون «شرسة».
ونفى بقرادونيان وجود فيتو على هذا التحالف الذي سيكون عنوانه الوفاء، كاشفا عن إمكانية الإفادة من هذا التحالف ولو كنا على لوائح مختلفة.
ومن جهته، أكّد عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر ان التيار سيعلن قريبا أسماء مرشحيه، موضحا ان القانون الجديد القائم يجعل هامش التحالفات ضيقاً جيدا، لذلك لا استبعد ان يخوض التيار الانتخابات بلوائح زرقاء صرف، و«زي ماهي» من دون الحاجة إلى تحالفات انتخابية، لافتا إلى ان «وضعنا الانتخابي جيد، ونحن مرتاحون للنتائج التي سنحققها في دوائر عدة».
وعقد مساء امس اجتماع في «بيت الوسط» بين الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، أي استكمالا للقاءات سابقة، ويفترض ان يكون الاجتماع حسم التحالف بين التيارين في الانتخابات.
وقالت مصادر طلعة لـ «اللواء» ان اجتماع بيت الوسط هو بداية لسلسلة اجتماعات بين المستقبل والوطني الحر، قبل إعلان ترشيحات المستقبل، وتركيب اللوائح.
وأشارت المصادر إلى ان المجتمعين بحثوا في التحالف على أساس كل منطقة على حدة، مستبعدة ان يكون هناك تحالف في كل المناطق.
وكان باسيل، التقى الوزير طلال أرسلان في ضوء تعثُر التحالف بين التيار العوني والحزب التقدمي الاشتراكي.
كما التقى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، للبحث في التحالف الانتخابي في دائرة زغرتا - اهدن - بشري.
جلسة الموازنة
مالياً، باشر مجلس الوزراء درس مشروع موازنة عام2018 في جلسة عقدها في القصر الجمهوري تركزت على عرض عام قدمه وزير المال علي حسن خليل بحضور رئيسة مصلحة الموازنة في وزارة المالية ،حول نسب الواردات والنفقات والمخاطر المحتملة لزيادة العجز وضرورة إدخال الاصلاحات البنيوية على الموازنة لا سيما لجهة خفض النفقات بنسبة لا تقل عن عشرين في المائة،مشيرا الى وجود اوجه انفاق جديدة يجب اخذها بالحسبان.
واستمع المجلس الى ملاحظات عامة من الوزراء حول المشروع، تركزت حسب المصادر الوزارية «على سبل خفض الانفاق ومنها تخفيض المساهمات والمساعدات للجمعيات، وبناء مجمع للوزارات بدل المباني المستأجرة التي تبلغ قيمة ايجاراتها نحو80 مليون دولار سنويا،وخفض عجز الكهرباء عبر بناء معامل جديدة للكهرباء على البر واولها معمل ديرعمار خفضا لفاتورة الكهرباء وتقوية للاقتصاد الوطني».
واوضحت المصادر ان ايا من الوزراء لم يطلب زيادة على موازنة وزارته حتى الآن بل إن الكل وافق على مطلب تخفيض نسبة العشرين في المائة.
وتقرر تشكيل لجنة وزارية مصغرة ستجتمع في الثانية من بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، وتضم كل الكتل السياسية المكونة للحكومة تقريبا، مهمتها درس الملاحظات على الموازنة وادخال ما يمكن من اصلاحات وتخفيضات، وهي برئاسة الرئيس الحريري وعضوية نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني ووزراء: المال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري، والاشغال يوسف فنيانوس ،وشؤون التخطيط ميشال فرعون، والاتصالات جمال الجراح، والشباب والرياضة محمد فنيش، وحقوق الانسان أيمن شقير، والسياحة أواديس كيدانيان.
وذكرت المعلومات ان اللجنة ستبحث في نحو 21 بنداً إصلاحيا سبق وطرحت في موازنة عام 2017 لكن تم تبني 11 بندا منها فقط.
احترام مشاعر المسلمين وحقوقهم يوم الجمعة
وفي شأن داخلي آخر، وإزاء ما يحصل في بعض المحاكم، وفي قاعات التدريس في الجامعة اللبنانية، من عدم احترام مواقيت الصلاة، أجرى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالا على من وزير العدل سليم جريصاتي ورئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب طالبا إليهما، عدم عقد جلسات أوقات الصلاة، ليتاح للمحامين والمتقاضين المسلمين أداء هذه الفريضة، فضلا عن إعطاء محاضرات واجراء امتحانات ليتسنى للاساتذة والطلاب أداء شعيرة الصلاة براحة وطمأنينة.
وسمع المفتي دريان من الوزير جريصاتي، ومن رئيس الجامعة اتخاذ إجراءات لتفادي هذه الاشكاليات، سواء عبر إصدار تعاميم أو لفت انتباه المعنيين في المحاكم بهذه المسائل.
تحرك المياومين
نقابياً، واصل مياومو الكهرباء تحرّكاتهم امام مؤسسة كهرباء لبنان للمطالبة بتثبيتهم في المؤسسة، حيث نفّذوا يوم امس اعتصاماً امام المؤسسة شارك فيه رئيس الاتحاد العمّالي العام بشارة الاسمر وسط اجراءات امنية شديدة اتّخذتها عناصر مكافحة الشغب.
وحاول احد المياومين قتل نفسه بآلة حادة أمام الكاميرات خلال وقفة تضامنيّة مع المياوم حسن عقل قبل ان يتم منعه من قبل رفاقه فيما استمر التدافع مع القوى الامنية (عناصر مكافحة الشغب) لمنعهم من الدخول الى صالة الزبائن في مؤسسة كهرباء لبنان لعقد مؤتمرهم الصحافي لشرح ما حصل معهم السبت الفائت وعن تعرّض المياوم حسن عقل لصفعة من عميد في قوى الامن اداخلي خلال اعتصام الاسبوع الفائت، كما طالب المياومون باستقالة رئيس مجلس ادارة مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك.
وشارك في التجمع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، الذي اوضح في كلمة له ان قوى الامن اخوة لنا، ولا يجب ان نتواجه معهم، على ان يعقد اجتماع غداً بهدف التوصل الى تسوية