أطلقت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع جمعية CHAMPS Fund في الجامعة الاميركية في بيروت، الحملة الوطنية للتوعية على موت القلب المفاجىء لدى الشباب تحت عنوان "لتبقى قلوبكم تنبض بالحياة"، والتي ستمتد من شهر شباط الحالي ولغاية آخر كانون الاول المقبل، سوف تنظم Champs fund وبالتعاون مع عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية (35 مركزا) في كافة الأقضية اللبنانية، محاضرات توعية على موت القلب المفاجىء لدى الشباب وكيفية الوقاية منه، وإجراء الكشف المبكر للقلب من خلال الفحص الطبي وتخطيط للقلب مجانا للشباب من عمر 12 الى 35 سنة، إضافة إلى إقامة جلسات تدريب على الانعاش القلبي. وتهدف الحملة إلى الحد من حوادث توقف القلب المفاجىء التي تؤدي سنويا إلى خسارة عدد من الشباب، والتوعية على استخدام آلة إزالة الرجفان القلبي وإجراء الإنعاش القلبي في حال حصول حوادث.
حضر الحفل المدير العام للوزارة الدكتور وليد عمار ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رندة حمادة، رئيسة جمعية Champs fund الدكتورة منى عثمان، الاختصاصي في طب القلب والأوعية الدموية وكهرباء القلب الدكتور مروان رفعت وممثلون عن اليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والصليب الأحمر اللبناني ووزارتي التربية والشباب والرياضة.
بعد النشيد الوطني، ألقت حمادة كلمة ترحيبية، وأكدت أهمية الحملة الوطنية للتوعية على موت القلب المفاجئ لدى الشباب والعمل على تفاديه من خلال الوقاية.
بدوره، أوضح رفعت أن "توقف القلب المفاجىء يختلف عن الذبحة أو الجلطة القلبية التي تنتج عادة عن انسداد في شرايين القلب وعدم القدرة على إيصال الدم إلى أجزاء من القلب"، لافتا الى أن "توقف القلب المفاجىء يصيب الشباب الذين يتراوح عمرهم بين 12 و35 سنة، بسبب مشاكل وتضخم أو التهاب في عضلة القلب أو مشكلة خلقية في شرايين القلب والصمام أو مشاكل في كهرباء القلب أو بعد تلقي ضربة قوية على الصدر"، مشددا على أن "العلاجات وسبل الوقاية من هذه الأمراض متوفرة".
وأشار إلى أن "توقف القلب المفاجىء يصيب الرياضيين الشباب بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف أكثر من الشباب الذين لا يمارسون الرياضة، وتشير الإحصاءات إلى أن اثني عشر شابا يتوفون أسبوعيا في المملكة المتحدة، وشابا كل ثلاثة أيام في الولايات المتحدة الأميركية بسبب توقف القلب المفاجىء"، مؤكدا أن "الكشف الطبي يساعد على الإكتشاف المبكر لأمراض القلب غير المشخصة عبر جمع معلومات عن التاريخ المرضي للشاب أو الشابة وفحص سريري، إضافة إلى إجراء تخطيط للقلب هو فحص بسيط لا يسبب الالم ويتم إجراؤه في 5 إلى 10 دقائق. أما في حال حصول توقف للقلب فمن الضروري حصول إنعاش وإسعاف سريعين، ما يؤدي إلى النجاة".
أما عثمان فعرضت تجربتها الشخصية، لافتة إلى أنها فقدت إبنها عندما توقف قلبه فجأة حين كان يلعب كرة القدم مع أصدقائه وكان يبلغ 15 عاما، ولم يكن يبدو عليه ما يشير إلى إصابته بضعف في القلب. وأكدت أن الهدف من هذه الحملة هو "زيادة الوعي ومواجهة حالات التوقف الفجائي للقلب"، مشيرة الى أن "جمعية Champs fund التي تأسست في عام 2014 أجرت كشوفات صحية لأكثر من 400 شاب رياضي، وقد تم اكتشاف مشاكل لدى البعض منهم كان يمكن أن تؤدي إلى وقف مفاجىء للقلب".
وشددت على "ضرورة تجهيز كل الملاعب الرياضية سواء في المدارس أو الجامعات أو النوادي الرياضية أو النوادي الصحية، بآلة إزالة الرجفان القلبي المعروفة بـ AED (Automated External Defibrillator) وهي كناية عن جهاز صغير من الممكن حمله بسهولة ويساعد على تقييم وضع ضربات القلب عند شخص مصاب بتوقف القلب وإعطائه شحنة كهربائية عند الحاجة لإعادة عمل القلب"، موضحة أن "هذه الآلة تستخدم من قبل أشخاص عاديين من خارج القطاع الطبي ومن المحبذ أن تكون موجودة في الأماكن العامة المكتظة".
وأكدت ضرورة أن يكون "أساتذة الرياضة والمدربون الرياضيون مدربين على إجراء الإنعاش القلبي واستخدام آلة AED المذكورة، لأنهم بذلك يستطيعون إنقاذ حياة المصاب".
وختاما، أشار عمار إلى أن "القلب والشرايين سبب أساسي للوفاة ويصيب عادة الكبار في العمر، إلا أن هذه الوفاة من الممكن أن تصيب الشباب والأولاد أيضا". وقال: "إنها لفاجعة أن تخسر عائلة شابا رياضيا من دون أي علامات سابقة تشير إلى إصابته بأي مرض معين. وقد رأت وزارة الصحة العامة أن من واجباتها رفع نسبة الوعي حول الموضوع الذي من الممكن أن يتفاداه الإنسان إذا كانت لديه المعلومات الكافية وقام بالوقاية اللازمة وتلقى الإسعافات الضرورية لدى حصول الحادث".
أضاف: "لدى وزارة الصحة العامة الإمكانات للمساعدة من خلال مراكز الرعاية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، والتي ستشارك في تنفيذ الحملة حتى نهاية هذا العام، على أن تتضمن إجراءات الفحوصات المبكرة الضرورية والسريرية وتخطيط القلب والتوعية".
وحيا باسم وزير الصحة العامة، جمعية Champs fund وعثمان على "عملها ونضالها حرصا منها على عدم تكرار تجربتها الصعبة مع أمهات أخريات". وقال: "إننا نخسر سنويا عددا من الشباب بسبب توقف القلب المفاجىء، ولكن بإمكاننا الحد من ذلك من خلال التوعية والوقاية. معا نستطيع أن نحمي قلوب الشباب ونبقيها تنبض بالحياة".