نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً رأت فيه أنّ إيران المنخرطة بعمق في سوريا، توسّع "محور المقاومة".
وأوضحت أنّه عندما حلّقت طائرة إيرانيّة مسيّرة فوق الجولان، وتبعتها سلسلة من الضربات الإسرائيلية زادت المخاوف حول نشوب حرب كارثيّة في الشرق الأوسط. ومع انتهاء جولة العنف، تركّزت الأنظار على الإنخراط الإيراني في سوريا وإعادة رسم خارطة المنطقة الإستراتيجيّة.
وبحسب الصحيفة، فقد انتشر مستشارون من الحرس الثوري الإيراني في قواعد عسكريّة في سوريا، ولطالما شوهد قادة منهم على الجبهات لقيادة المعارك. كما تستمرّ إيران بدعم قوات درّبتها في سوريا، واستقدمت تكنولوجيا جديدة مثل الطائرات بدون طيّار من أجل التجسّس على الأعداء وربما ضربهم من الجو.
وقال مسؤولون إسرائيليون وإيرانيون إنّ أي نزاع بين إسرائيل وإيران، أو أحد حلفائها، قد يحشد شبكة المقاتلين التابعين لإيران في عدد من الدول، أي "محور المقاومة".
من جانبه، قال كامل وزني، مؤسّس مركز الدراسات الإستراتيجيّة الأميركية في بيروت: "إذا اندلعت الحرب، فستكون إقليميّة. أي مواجهة ستكون مع جبهة المقاومة بأكملها ضد إسرائيل وحلفائها".
كما قال محلّلون إنّ إيران تستمرّ بتدريب مقاتلين فيما تقوّي علاقاتها مع حلفائها في العراق ولبنان، تحسبًا لأي حرب جديدة، حيث تكون قد بنت جبهة موحّدة.
من جهته، قال المتخصص في الشؤون الإيرانيَة أمير توماج إنّ الهدف الأبرز، هو جعل سوريا جبهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله وإيران في حال اندلاع حرب. ويتحدّث المسؤولون الإيرانيون بالعلن عن عملهم لتأسيس "محور المقاومة" ضد إسرائيل والنفوذ الأميركي.
ويتردّد في إسرائيل الحديث عن حرب سيُقاتلون فيها على الجبهتين السورية واللبنانية، ويقولون إنّ الخطر ليس فقط من القوات المدعومة من إيران ولكن من الجهود الإيرانيّة لإعطاء "حزب الله" أسلحة دقيقة ومتطوّرة يستطيع من خلاله ضرب البنى التحتيّة.
وعبر التوسّع في سوريا، تستكمل إيران النموذج الذي اتبعته من قبل. ففي الثمانينيات، ساعدت في لبنان على إنشاء "حزب الله" والذي أصبح فيما بعد قوّة إقليمية عبر مشاركته في حروب سوريا، العراق واليمن.
وبحسب الصحيفة، يقدّر عدد الإيرانيين في سوريا بالمئات، وفيما يشارك البعض في القتال، يوجد مدربون، قادة وخبراء يقدّمون استشارات للجيش السوري، والمجموعات المقاتلة التي يبلغ عدد مقاتليها 20 ألف، وهؤلاء يشكّلون القوة الحقيقية لإيران، وقد أتوا من لبنان، العراق، باكستان، وأفغانستان، ومن بينهم 6 آلاف من حزب الله.
وحدّد الباحث علي الفوني في المجلس الأطلسي وجود 3 قواعد إيرانيّة تشرف على عمليات في سوريا، واحدة قرب حلب شمالاً، واثنتان في جنوب دمشق، إضافةً الى 7 قواعد تكتيكيّة في الأماكن التي تتواجد فيها إيران وحلفاؤها.
ويقول محلّلون إنّ التواجد الإيراني في سوريا يقلق إسرائيل التي تخشى مواجهة تهديد مماثل لتهديد "حزب الله" في لبنان.