شارك وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية الغربية في طاولة نقاش أقيمت خلال مؤتمر الأمن في ميونخ في ألمانيا.
وتمحورت النقاشات حول الصراع العربي - الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار دعا الصراف إلى النَّظر إلى مشكلة الشرق الأوسط ككلّ، وقال: "إذا كان السلام العادل والشامل هو الهدف فما علينا إلا البدء بإيجاد حلول لكلّ النزاعات ولكل القضايا وأولها حلّ القضية المركزية أي قضية فلسطين".
وشدَّد على أنّ "القدس كانت وستبقى عاصمة لأربعة مليارات نسمة"، مسلطاً الضوء على "معاناة اللاجئين الفلسطينيين المستمرة منذ 70 عاماً والوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه هؤلاء".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الحرب بين اسرائيل وإيران و"حزب الله" مسألة وقت وأنّها واقعة لا محال، قال: "خلال الـ 15 سنة الماضية لم يكن لبنان هو المعتدي في حين أنّ إسرائيل كانت تمعن في اعتداءاتها عليه، وما زالت حتَّى يومنا هذا تقوم بانتهاكات يومية للسيادة اللبنانية وصلت إلى 158 خرقاً في الشهر الواحد".
ورداً على سؤال آخر حول تهديد نتانياهو بشنِّ حرب على لبنان جدد الصراف التأكيد أن "ليس لدى لبنان نية للاعتداء على أحد ولكنَّه في المقابل جاهز للدفاع عن نفسه ولن يقبل بأي شكل من أشكال أي اعتداء عليه".
وعبر الصراف عن "عميق الثقة بقدرة الجيش اللبناني على حماية أرضه وحدوده"، وقال: "نحن أقوياء وقادرون على حماية بلدنا ولن نترك أو نتنازل عن أي نقطة نفط في بحرنا"، كاشفاً عن أنّ "أي محاولة للمساس بالثروة النفطية اللبنانية وتجييرها للجانب الإسرائيلي لن تجد طريقه للنجاح".
وفي معرض حديثه عن الواقع السياسي الحالي في لبنان أكّد الصراف أنّ "شعب لبنان يشكل مثالاً يُحتذى للتنوع والاختلاف وهو تمكَّن رغم كلِّ الظروف التي أحاطت بوطنه من وضع التباينات والمسائل الخلافية جانباً وتمكن بوحدته وترسيخ عيشه المشترك من تحصين وطنه ومنع النيران المحيطة بلبنان من الوصول اليه".
وكان الصراف قد شارك في أعمال طاولة نقاش ثانية بدعوة من الصليب الأحمر الدولي حيث حضرت القضايا الإنسانية التي تعمّ العالم على طاولة البحث.
وشرح الصراف الإجراءات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية بشأن النازحين السوريين مؤكداً "أهمية عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا خصوصاً أنّ انعكاسات النزوح السوري أفرزت واقعاً اقتصادياً واجتماعياً سلبياً على اللبنانيين".
وفي لقاءات الصراف على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ لقاء مع رئيسة "جمعية أطباء بلا حدود" جوان ليو "حيث تمحور اللّقاء حول أوضاع النازحين السوريين في لبنان".
وشدَّد الصراف خلال اللقاء على "ضرورة التنسيق بين الحكومة اللبنانية والجمعيات غير الحكومية لتصب نتائج أي تعاون في مصلحة النازحين".
بعد ذلك زار الصراف والوفد المرافق كنيسة "st. Ludwgskirche" حيث شارك بالقداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور عدد من المؤمنين من أبناء الجالية اللبنانية في ألمانيا.