إنتهت جولة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في لبنان وفتحت معها باب التوقعات لما قد يجري في المنطقة وخصوصا بين لبنان وإسرائيل.
فالزيارة أعقبها إطلالة إعلامية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قدم فيها عرضا للدولة اللبنانية بأنه كحزب جاهز لجعل منصات النفط الإسرائيلية تتوقف في حال طلبت الدولة اللبنانية ذلك ، وهذا العرض جاء في سياق التصعيد المتبادل بين إسرائيل ولبنان.
والأبرز في كلام نصر الله أنه وضع التطورات السياسية والأمنية والعسكرية التي تحصل في لبنان والمنطقة في إطار معركة النفط والغاز ، ولا شك أن هذه القضية ستكون على سلم أولويات قادة المنطقة في المرحلة المقبلة.
وبما يخص الجانب اللبناني ، هناك حالة إرتياب وقلق مما ستؤول إليه الأمور ، في ظل التعنت الإسرائيلي وإستمرارها في التعدي على الحقوق اللبنانية سواء في البر أو البحر.
فالجدار الحدودي في منطقة الناقورة تستكمل إسرائيل بنائه وهو يجرف في طريقه مناطق متنازع عليها مع لبنان ولم يتم الإتفاق على وضعها النهائي حتى هذه اللحظة.
إقرأ أيضا : عرض تيلرسون النفطي لحل الأزمة مع إسرائيل ... هل يقبل لبنان بحصة ال ٥٥٪ من البلوكات ؟
وفي حين يتمسك لبنان بعدم الفصل في ترسيم الحدود والمنطقة الإقتصادية بين البر والبحر ، يطالب الإسرائيلي عبر الأميركي بضرورة الفصل بينهما والعودة إلى خط هوف ، أي النقطة رقم " ١ " بعكس ما يطالب به الجانب اللبناني وهي النقطة رقم " ٢٣ " في البلوك رقم " ٩ ".
أمام هذه التطورات ، تبرز ٣ إحتمالات أساسية لقراءة ما قد تشهده الأمور في المستقبل على المدى المتوسط والبعيد.
أولى هذه الإحتمالات هو أن يتم الإتفاق بين الفريقين اللبناني والإسرائيلي عبر وسيط ثالث -أميركا تحاول لعب هذا الدور - لإيجاد تسوية ترضي الطرفين وتؤمن مصالحهما، وقد جرى الحديث في هذا السياق عن محاولات لجر لبنان إلى مفاوضات ثنائية مع إسرائيل لكن من المستبعد أن يقبل لبنان بذلك.
بالمقابل ، هناك من يحاول أن يطرح فكرة أن يتم تجميد الوضع القائم كما هو وأن يصار إلى توقيف كافة مشاريع التنقيب والعمل في المناطق المتنازع عليها حتى يتم الوصول إلى إتفاق نهائي يراه الطرفين مناسبا لمصلحتهما.
أما الإحتمال الثالث وهو الأخطر ، أن يتم الذهاب إلى تحريك الآلة الحربية من أحد الجانبين ما قد يؤدي إلى حرب أو تصعيد أمني محدود عند منطقة الحدود لفرض شروط جديدة وتغيير الأمر الواقع الذي يحاول الإسرائيلي فرضه.
وهذا الإحتمال يراه المراقبون غير متوقع حاليا لكنه ليس مستبعدا خصوصا إذا إستمرت إسرائيل في سياسة الأمر الواقع وبناء الجدار وإستمرار التنقيب دون أخذ الهواجس اللبنانية بالحسبان ، فحينها من الصعب أن يبقى لبنان متفرجا على ما يحصل وهو يرى ثرواته تسرق من قبل الإسرائيلي بشكل علني.
إقرأ أيضا : ماذا يريد ريكس تيلرسون من حزب الله ؟
وإذ تحاول إسرائيل الترويج أنها مع الحل الديبلوماسي للأزمة ، يرى المراقبون أنها مجرد إدعاءات إسرائيلية تدحضها ممارساتها على الأرض ، فلو أن إسرائيل بوارد إيجاد تسوية مقبولة لما إستمرت أعمالها الإستفزازية من خلال بناء الجدار.
لذلك ، تبدو الأسابيع والأشهر المقبلة مصيرية حول هذا الموضوع الذي سيتقدم لناحية الأهمية والأولويات على مواضيع وقضايا أخرى.