يبدو ان المنطقة مهما كبرت فيها الاحداث ومهما حصل من نزاعات، فانها تحت دائرة التنسيق الاميركي - الروسي، سواء ما يحصل في العراق، او بالنسبة للعلاقة ودور ايران، ام ما يحصل في سوريا وصولا الى الصراع بين لبنان واسرائيل بشأن الثروة النفطية على حدود المياه الاقليمية بين لبنان واسرائيل، اي فلسطين المحتلة.
وقد ظهر ذلك من خلال انتقال الصدام الاميركي - التركي، بشأن دور جيش حماية الشعب التركي وحجم المناطق التي يسيطر عليها الاكراد، الى اتفاق اميركي - تركي ادى الى تغيير الصراع بشكل كامل، بخاصة في عفرين، وهي مدينة تركية على الحدود السورية - التركية. فبعد شهر من القتال بين الجيش التركي وجيش حماية الشعب الكردي حيث حاول الجيش التركي احتلال دائرة عفرين، لم يتمكن الا من احتلال 8 بالمئة من قرى دائرة عفرين، فيما قاوم جيش حماية الشعب الكردي بكل طاقته، واستطاع صد الجيش التركي وإلحاق الخسائر بعشرات الدبابات وناقلات الجنود.
دخول الجيش السوري الى عفرين
وفي حين كان القتال على اشده بين الجيش التركي وبين جيش حماية الشعب الكردي في مدينة عفرين ودائرتها المؤلفة من حوالى 80 قرية، ومضى على الحرب شهر كامل، تبين ان حوالى 510 جنود من الجيش التركي قتلوا واصيبوا بجروح، لكن على الاقل هنالك 140 قتيلاً من الجيش التركي من ضباط ورتباء وجنود. كذلك تمت اصابة اكثر من 7 دبابات تركية بصوارخ تاو الاميركية التي اطلقها جيش حماية الشعب الكردي على الدبابات التركية. كما اصيبت 13 ناقلة جنود تركية على مدخل عفرين وقتل الجنود الذين كانوا داخل ناقلات الجنود. واذا كان الجيش التركي قد فقد 140 قتيلا على الاقل وحـوالى 370 جريحا، فانه استعمل كل طاقته وكان الجميع يعتقدون انه عندما امر الرئيس التركي رجب طيب ارودغان باحتلال مدينة عفرين السورية التي يسكنها الاكراد مع الدائرة التابعة لها، واعطى الامر للجيش الثاني التركي المؤلف من مئتي الف جندي بان سيطرة وانتصار الجيش التركي ستحصل خلال عشرة ايام كحد اقصى. لكن مضى شهر واكثر على الحرب الـتي شنها الجيش التركي على مدينة عفرين ودائرتهـا، ولم يستطع، رغم تحالفه مع جيش سوريا الحر المنشق، الا السيطرة على 8 بالمئة من قرى دائرة عفرين. وهذه المنطقة سيطر عليها الجيش العربي السوري المنشق، فيما الجيش التركي ركز هجومه على مدينة عفرين لانه اعتبر انها هي الاساس ويسكنها 60 الف من الشعب الكردي السوري، وفيها القوة الكبير لجيش حماية الشعب الكردي الذي قدم له الجيش الاميركي كل انواع الاسلحة، بخاصة الصواريخ من مدرعات ودبابات من طراز تاو، كذلك صواريخ ضد الجنود و تجمعاتهم من طراز هال فاير. لكن تركيا لم تستطع دخول عفرين واحترقت دباباتها على مداخل عفرين لان تحصينات جيش حماية الشعب الكردي كانت قوية جداً، وحافظ جيش حماية الشعب الكردي على مواقعه، ومنع الجيش التـركي من اقتحـام عـفرين.
واشترك في القتال اكثر من 80 طائرة تركية من طراز اف 16، اضافة الى حوالى 800 مدفع من عيار 155 ملم، اضافة الى مدفعية الدبابات، وقصفوا جميعهم على مدينة عفرين. لكن تحصينات جيش حماية الشعب الكردي وصموده ادت الى منع الجيش التركي من التقدم وإلحاق هزيمة كبيرة فيه. وعلى اثرها، قام الجيش التركي بنوع من المجازر، اذ ان جميع الاسرى من جيش حماية الشعب الكردي تم اعدامهم، بخاصة فتيات في سن العشرين مقاتلات من جيش حماية الشعب الكردي تم اعدامهن بدم بارد من مسافة نصف متر بإطلاق الرصاص على رؤوسهن ونمتنع عن نشر الفيديو حول كيفية اعدام الفتيات المقاتلات من الشعب الكردي برصاص الجنود الاكراد من مسافة نصف متر وهم يطلقون الرصاص على رؤوس الفتيات ويدمرون رؤوسهن. اما في جانب جيش حماية الشعب الكردي، فان الخسائر وصلت الى مقتل وجرح حوالى 810 مقاتلين ومقاتلات ومواطنين ونساء واطفال، نتيجة حرب تركيا على مدينة عفرين الكردية السورية ودائرتها التي تبلغ 80 قرية. وعدد قتلى جيش حماية الشعب الكردي وصل الى 200 قتيل. اما البقية فهم جرحى، وبخاصة من المدنيين حيث ان القصف المدفعي الكردي على القرى الصغيرة في دائرة عفرين، وكلها منازل ضعيفة لا تحتمل قنابل الطائرات والصواريخ. كذلك الاحياء داخل مدينة عفرين حيث لا يمكن تحمل قذائف المدفعية والطائرات، وقد سقط حوالى 1600 جريح منهم 1300 من المدنيين من اطفال ونساء، اضافة الى جرح 300 مقاتل من جيش حماية الشعب الكردي.
واصطدمت تركيا بالولايات المتحدة، واعلنت ان على الولايات المتحدة ان تختار بين تركيا وبين الاكراد، فاذا قررت الاستمرار في دعم جيش حماية الشعب الكردي، فمعنى ذلك ان تركيا سيحصل خلاف كبير بينها وبين الجيش الاميركي، وانها قد تنسحب من الحلف الاطلسي الذي هي العضو الثاني فيها. وبعدما استمرت المعارك شهراً ولم يستطع الجيش التركي تحقيق تقدم، وصل وزير خارجية اميركا تيلرسون من بيروت الى انقره، وبدأ محادثات مع القيادة التركية، وبخاصة مع رئيس جمهورية تركيا الرئيس رجب طيب اردوغان، فتم التوصل الى حل بأن يدخل الجيش السوري النظامي التابع لقيادة الرئيسي السوري بشار الاسد الى مدينة عفرين وينتشر فيها وينسحب الجيش التركي من تلك المدينة ودائرتها عبر اتفاق حصل بين وزير خارجية اميركا تيلرسون ورئيس تركيا رجب طيب اردوغان.
كيف كانت محادثات تيلرسون مع تركيا ؟
كان الجو متوترا جدا في تركيا، واجتمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع وزير خارجية اميركا وابلغه ان تركيا لن تسمح ابدا بقيام دولة كردية على حدودها مع سوريا، وبالتالي يجب قطع جغرافية الدولة الكردية في ريف حلب كيلا يكون ممتدا من محافظة الحسكة الى ريف ادلب الى ريف حلب الى البحر الابيض المتوسط.
وهنا حاول وزير خارجية اميركا اقناع تركيا ان اميركا لا تدعم قيام ووجود وانشاء دولة كردية في سورية على حدود تركيا، لكنها ساعدت جيش حماية الشعب الكردي لانه قاتل داعش، وان خطر داعش ما زال موجودا في سوريا. وهنالك خلايا نائمة وقوية كثيرة تابعة لداعش ما زالت في سوريا ولذلك فان اميركا تدعم جيش حماية الشعب الكردي كي يكون جاهزا للقتال ضد داعش في اول ظهور يقوم به داعش بعملية عسكرية او غيرها. لكن الرئيس التركي قال لوزير خارجية اميركا انكم تدعمون ارهابيين كي يقاوموا ارهابيين اخرين ذلك انه بالنسبة لتركيا، فان جيش حماية الشعب الكردي هو تنظيم ارهابي، وخلال ثلاثين سنة قام بعمليات من داخل الاراضي السورية ضد الجيش التركي داخل تركيا، وادى الى مقتل 12 الف مواطن مدني وجنود وضباط من الشعب التركي نتيجة عمليات حزب «ب كا كا» الارهابي. وان تركيا كانت ستشن حرباً على سوريا في ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي طلب من زعيم الاكراد، وبخاصة حزب الـ «ب كا كا» اوجلان الخروج من سوريا حيث قامت تركيا باعتقال اوجلان بعد ان انتقل من سوريا الى روسيا الى ايطاليا ثم افريقيا، وقامت بجلبه بطائرة خاصة بعدما اعتقلته في افريقيا، وهو الان في سجن مرمرة في البحر قبالة الشاطئ التركي. ولذلك فلا يمكن ان تقبل تركيا مبدأ ان الاكراد الذين يعتبرون ارهابيين هم سيقاومون داعش، بل ان الجيش التركي قادر على ضرب داعش بقوة وليس بحاجة الى الاكراد. وان ما يجري ليس تحضير جيش حماية الشعب الكردي للقتال ضد داعش، بل تحضير لاقامة دولة كردية. وما لم يتم قطع جسم الدولة الكردية على طول الحدود السورية - التركية من محافظة الحسكة حتى ريف حلب، فان تركيا ستقود المعركة، وقطع جسم الدولة الكردية هو بانهاء وجود جيش حماية الشعب الكردي في مدينة عفرين السورية ودائرتها البالغة 80 قرية. وعندئذ رضخ وزير خارجية اميركا لطلب تركيا التي هددت بشن حرب شاملة ضمن الاراضي السورية وانهاء وجود جيش حماية الشعب الكردي بالقوة في عفرين مهما كلفت الحرب من خسائر. وان الجيش التركي بالنتيجة، قادر رغم مرور شهر على عدم الانتصار، ان ينتصر. وهذه المرة سيحصل هجوم ساحق كبير وينهي وجود كافة عناصر جيش حماية الشعب الكردي، اضافة الى طرد الشعب الكردي من ريف حلب الى محافظة الحسكة في شمال سوريا.
عند ذلك، رأى وزير خارجية اميركا ان الامر خطر على صعيد العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة، ووافق على قطع جسم الدولة الكردية في منطقة عفرين وقطع الامدادات من شمال سوريا نحو غربها. وبالتالي دخل الوزير تيلرسون باتصال مع روسيا مقترحا على وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ان يقوم الجيش العربي السوري الذي يقوده الرئيس الاسد بدخول مدينة عفرين وسحب قوات جيش حماية الشعب الكردي مع اسلحته، منها وان يسيطر الجيش السوري على مدينة عفرين سيطرة كاملة، وان يتم انسحاب الاكراد الذين هم ليسوا من عفرين ويذهبوا الى محافظة الحسكة في شمال سوريا حيث هناك جيش اميركي يتحالف مع جيش حماية الشعب الكردي.
فاتصلت موسكو ووزير خارجيتها سيرغي لافروف بالرئيس الاسد، واقترح عليه الحل بأن ينسحب الجيش الكردي من عفرين وبأن يذهب الجيش السوري النظامي الى عفرين ودائرتها ويسحب اسلحة جيش حماية الشعب الكردي من كامل عفرين وتسيطر سوريا على ارضها. وعندئذ ينسحب الجيش التركي، على اساس قطع جسم الدولة الكردية الممتدة من محافظة الحسكة الى ريف ادلب الى ريف حلب. وبالتالي هكذا تكون تركيا قد منعت قيام الدولة الكردية في سوريا على حدودها.
وبعد سلسلة اتصالات بين واشنطن وموسكو وتركيا ودمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد، حصلت التسوية. وهذا امر يحصل للمرة الاولى، ذلك ان الجيش العربي السوري سيدخل الى منطقة عفرين ودائرتها ويسيطر على منطقة لم تكن تحت سيطرتها بل كانت تحت سيطرة المعارضة، الى ان جاء جيش حماية الشعب الكردي وضرب التنظيمات التكفيرية من داعش والنصرة وجيش الاسلام واحرار الشام في منطقة عفرين ودائرتها وسيطر على المنطقة. واصلا في المنطقة هنالك سكان اكراد سوريون منذ مئات السنين، لكن لم يكن جيش حماية الشعب الكردي موجوداً كقوة عسكرية قادرة على اقامة دولة كردية كما وصل الامر في نهاية الوضع منذ حوالى سنتين. وبنتيجة الاتصالات، تم الاتفاق على ان يدخل اليوم الاثنين الجيش العربي السوري التابع لقيادة الرئيس بشار الاسد الى مدينة عفرين ويسيطر عليها، فيما سيقوم الجيش التركي والجيش الاميركي بالانتشار في مدينة منبج في ريف حلب، وهي منطقة سيطر عليها جيش حماية الشعب الكردي، وهي مدينة عربية، وقام بطرد 90 بالمئة من السكان العرب. وتركيا مصرة على عودة السكان السوريين العرب من غير الاكراد الى مدينة منبج، ووافق وزىر خارجية اميركا على هذا وطلب مهلة شهر لايجاد حلول عملية لتنفيذ هذا الاتفاق. مع الاشارة الى ان وزير خارجية اميركا كان معه في الوفد كبار ضباط الجيش الاميركي الذين يقودون الجيش الاميركي في سوريا والعراق. كذلك كان الى جانب الرئيس التركي اردوغان كبار ضباط الجيش التركي. لكن بالنسبة لمنبج في ريف حلب وطرد الاكراد منها وجيش حماية الشعب الكردي واعادة السكان العرب الى مدينة منبج من السوريين، فان اميركا رفضت ان يحصل ذلك فورا لانه قد يؤدي الى مذابح وحوادث خطرة. فطلبت مهلة شهر، وقام الضباط الاميركيون والضباط الاكراد بتأليف لجنة مشتركة لكيفية انتشار الجيش الاميركي والتركي في منبج في ريف حلب وهي تبعد 100 كلم عن عفرين الهامة التي هي الحدود التركية - السورية وتبعد 90 كلم عن اهم مدينة في المنطقة، وهي حلب العاصمة الثانية في سوريا.
وهكذا اوقف وزير خارجية اميركا تيلرسون الصراع مع تركيا وربح شهراً كي يتم التوصل الى حل. لكن تركيا حصلت على وعد نهائي من اميركا بعدم قيام دولة كردية على الحدود السورية - التركية. واستطاعت، عبر نشر الجيش التركي الى جانب الجيش الاميركي في مدينة منبج في ريف حلب، قطع جسم الدولة الكردية التي امتدت الى ريف حلب. وكانت تنوي الانتشار في ريف اللاذقية كي تصل الى البحر. وهو امر قال الرئيس التركي اردوغان انه يضرب الامن القومي لتركيا، ولا يمكن لتركيا ان تقبل بأي شكل من الاشكال هذا الامر.
وقد وافق بالنتيجة وزير خارجية اميركا على منع قيام دولة كردية سورية، لكن ان ينفذ هذا الامر الجيش السوري الذي يقوده بشار الاسد وليس الجيش التركي، وان يتم نشرهم في مدينة عفرين ودائرتها وكذلك في قرى كردية في ريف حلب، على اساس نزع اسلحة جيش حماية الكردي وانسحاب المقاتلين الى شمال سوريا في الحسكة حيث لا مانع لتركيا من وجود اكراد وجيش حماية الشعب الكردي هناك، لان تركيا سلمت بالامر حيث ان الشعب التركي وجيش حماية الشعب التركي قاما بطرد مليونين ونصف مليون مسيحي من السريان والاشوريين في محافظة الحسكة والرقة وسكنوا مكانهم في هاتين المحافظتين، لكن الجيش التركي قادر عند اللزوم على اختراق جبهة الحسكة وضرب حماية الشعب الكردي. اما وجود حماية الشعب الكردي في ريف ادلب وحلب، فلا يمكن القبول بوجودهم، وعلى الجيش العربي السوري ان يسيطر، وبالتالي ليس فقط ان ينتشر بل ان يمنع قيام الدولة الكردية كيلا تمتد من محافظة الحسكة الى ريف ادلب وحلب ثم نحو البحر.
ماذا قال تيلرسون عن لبنان في انقره؟
هذا، واثناء وجود وزير خارجية اميركا في تركيا ووجود وفد صحافي من كبريات محطات التلفزة والصحف الاميركية معه وهم يرافقونه في طائرة وزارة الخارجية الاميركية الضخمة، فقد قال لهم اثناء سفره من بيروت الى انقره خلال ساعتين ونصف من السفر انه توصل الى حل في لبنان بين اسرائيل والدولة اللبنانية. وانه قال لهم، اي لاسرائيل ولبنان، اولا يجب الاتفاق على الحدود بين لبنان واسرائيل، وبعد ذلك نبحث قيام جدار الاسمنت بين اسرائيل ولبنان. ولذلك طلب من الجيش الاسرائيلي وقف بناء حائط الاسمنت في مناطق الخلاف التي يرفض لبنان التخلي عنها ويعتبرها انها ارض لبنانية، فيما تعتبر اسرائيل ان هذه الارض هي ضمن السيادة الاسرائيلية. ولذلك قال تيلرسون للصحافيين «لقد اقنعت الجانب اللبناني وحتى الرئيس عون وبقية المسؤولين بعدم التصعيد». واما المسؤولون اللبنانيون فأخذوا على عاتقهم ان لا يتدخل حزب الله في هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد، وان الدولة اللبنانية ستكون مسؤولة عن تحديد نقاط الاختلاف وكيفية حلها بين لبنان واسرائيل. لكنه اضاف ان موقف لبنان موحد وان كل المسؤولين الذين قابلتهم، كذلك الاحزاب السياسية، وكذلك الذين قابلهم معاوني ساترفلد، ان كل الاحزاب والقوى متفقة على عدم التخلي عن الاراضي اللبنانية التي تعتبره جزءاً من لبنان. ولذلك ابلغت الاسرائيليين بوقف وعدم اقامة اي جدار في نقاط الاختلاف لان الحرب ستقع والولايات المتحدة تعرف تماما ان الولايات المتحدة ليس لديها قوة بينما الخطر هو وجود حزب الله المدعوم بالصواريخ من ايران، وهو تحت النفوذ الايراني في لبنان، وهو يملك عشرات الاف الصواريخ، وان الحرب ستندلع بين لبنان واسرائيل. وقال ان لبنان اصبح تحت المظلة الاميركية للحماية والاستقرار، وان هذا القرار اتخذته واشنطن بادارة الرئيس الاميركي ترامب وحضور وزير الخارجية الاميركي تيلرسون ووزير الدفاع الاميركي ماتيس ومساعد الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي الجنرال ماك ماستر، اضافة الى رئيس اركان الجيوش الاميركي. وبالتالي تعتبر الولايات المتحدة لبنان تحت المظلة الاميركية بشكل كامل، وهي تدعم جيشه بالسلاح. كذلك تقوم بتدريب مئات الضباط اللبنانيين الذين تقوم الولايات المتحدة بتدريبهم في كلياتها العسكرية. وبالتالي لن تسمح اميركا بأن تشن اسرائيل حرباً على لبنان. كذلك قامت اميركا بضبط حزب الله الايراني والارهابي برأي اميركا في لبنان من خلال المفاوضات التي جرت مع رئيس الجمهورية اللبناني وكبار المسؤولين اللبنانيين. كما انه بالنسبة للساحل اللبناني الاسرائيلي، فان لجنة من الامم المتحدة ستقوم خلال شهر وشهرين برسم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وبعد رسم هذا الخط يتم حل الخلاف بشأن المربع رقم 9، وان الولايات المتحدة حاولت اقناع اسرائيل بالتخلي عن المطالبة بجزء من المربع رقم 9 لكن نتنياهو ووزير دفاع اسرائيل رفضا ذلك.
واجتمع السفير ساترفلد الذي ارسلته الى اسرائيل كي يبلغها ان لبنان لن يقبل بناء الجدار على الارض المختلف عليها بالبر. كذلك لن يقبل ان تأخد اسرائيل اي جزء من المربع رقم 9 والولايات المتحدة تطلب من اسرائيل التعاون كيلا تحصل حرب بين لبنان واسرائيل، والحرب ستكون من جانب ايران التي تدعم حزب الله الارهابي برأي تيلرسون، اي وزير خارجية اميركا وهذا ما لا تريده اميركا. وهذا سيؤدي الى تدمير لبنان لان اسرائيل عندئذ ستشن حربا بالطائرات الحربية وتقوم بتدمير البنية التحتية بكامل الدولة اللبنانية. وهذا الامر غير مسموح من قبل الولايات المتحدة ولا تقبل ضرب الجيش اللبناني ولا البنية التحتية ولا المدن اللبنانية. بل كرر وزير خارجية اميركا انه بعد التفاوض بينه وبين كبار المسؤولين اللبنانيين، وهنا اشاد بتفاهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كذلك اشاد باجتماع معاونه في وزارة الخارجية، اي معاون تيلرسون في واشنطن السفير ساترفلد من خلال اجتماعه مع العماد جوزيف عون والاتفاق على ان يؤدي الجيش اللبناني دور حماية الحدود اللبنانية، لكن مع منع اي تصعيد يحصل على طول الحدود، وان الجيش اللبناني سينشر قوى على طول الحدود بين لبنان واسرائيل ويمنع حصول هجوم اسرائيلي وفي الوقت نفسه يمنع حزب الله من الهجوم على الاراضي الاسرائيلية. لكن تيلرسون قال ان امكانيات الجيش اللبناني محدودة وصواريخ حزب الله الارهابي، كما يقول تيلرسون، هي منتشرة في كامل الاراضي اللبنانية وسيطلقها حزب الله على اسرائيل، وعندئذ لا يكون بقدرة الجيش اللبناني منع اطلاق الصواريخ. لكنه توصل الى الحصول على تعهد من رئيس الجمهورية بأن لا يبدأ حزب الله باطلاق الصواريخ على اسرائيل الا بعد اذن من الدولة اللبنانية. ورد تيلرسون ان رئيس الجمهورية رد بالموافقة، وان قرار الحرب على اسرائيل سيكون بيد الدولة اللبنانية، وان حزب الله يعتبره رئيس الجمهورية هو حزباً لبنانياً مسلحاً ويرد اسرائيل عند الحاجة، واذا قامت اسرائيل بإسقاط دور الدولة اللبنانية عندئذ ستحصل الحرب بين حزب الله واسرائيل. ولذلك على اميركا ان تمنع اسرائيل من اقامة الجدار الاسمنتي على الارض المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل على طول الخط الازرق الذي تم رسمه تحت اشراف الامم المتحدة، وبخاصة بين لبنان وحزب الله الذي يسميه تيلرسون الحزب الارهابي.
اضاف تيلرسون : لقد توصلت الى اتفاق رائع بتجميد الوضع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية ومنع اي تصعيد عسكري يحصل بين لبنان واسرائيل، وان قضية وضع الحدود في المياه الاقليمية سيحصل خلال شهرين او ثلاثة ولدينا متسع من الوقت، لان تنقيب لبنان عن النفط لن يبدأ قبل 2019 واستطاعت الولايات المتحدة، كما قال تيلرسون، ابلاغ لبنان ان اميركا لن تقبل ان تقوم ايران بالطلب الى حزب الله بقصف اسرائيل، لانه اخذ وعدا من رئيس جمهورية لبنان وكبار المسؤولين ان لا يتحرك الحزب الا بقرار من الدولة اللبنانية اذا فشلت المحادثات بين لبنان واسرائيل. ولم تستطع الولايات المتحدة ايجاد حل، واذا قامت اسرائيل ببناء الجدار على المناطق المتنازع عليها ستقوم دبابات لبنان بقصف موقع حفر الحائط الاسمنتي على الحدود. وعندئذ سيكون الامر محصورا بشكل ضيق بين الجيش اللبناني والجيش الارسائيلي، لكن لا احد يتوقع ان يبقى الامر. كذلك ان حزب الله وان كان رئيس الجمهورية عون قد وعد بضبط قرار الحرب بيد الدولة واطلاق الحزب الصواريخ، وتريد الطلب من حزب الله شن صواريخ على اسرائيل وضرب المدن الاسرائيلية وعندئذ ستفلت الامور وزمام الامور من الجميع. لكن تيلرسون اكد للصحافيين الاميركيين انه انهى زيارته الى لبنان والى اسرائيل، لكن الجواب النهائي جاء من اسرائيل انها لن تتخلى عن 40 بالمئة من المربع رقم 9، والا ستمنع لبنان من التنقيب والحفر من المربع 9، ولذلك سنقوم برسم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
اما بشأن الخلاف على اراض البر بين لبنان واسرائيل فسنجد حلاً لها من خلال لجنة من الامم المتحدة يشترك فيها الجانب الاسرائيلي واللبناني، وتكون هنالك لجنة اميركية مختصة لوضع الحدود سواء على صعيد الحدود البرية ام الحدود في البحر بين لبنان واسرائيل.
الديار : واشنطن اتفقت مع تركيا بشأن الأكراد وولايتي يدعو الى مقاومة الوجود الأميركي
الديار : واشنطن اتفقت مع تركيا بشأن الأكراد وولايتي يدعو...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
410
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro