أعدت قناة " المنار " اللبنانية وثائقيا بمناسبة " أسبوع الشهداء القادة " في حزب الله لتخليد إنجازات القيادي العسكري البارز في الحزب عماد مغنية.
الوثائقي يحمل عنوان " لهيب الصنوبر " وعرض على شاشة " المنار " يوم الجمعة الفائت ، ويستعرض فيه ما أسماه الوثائقي تفاصيل عملية الإستشهادي أحمد قصير وكيف أعد لها عماد مغنية.
يمتاز الوثائقي بالجودة لناحية الغرافيكس والصور والمؤثرات الصوتية والسرد ، وظهر فيها ضباط ومفكرين صهاينة لم توضح القناة أو القيمين على الفيلم إذا ما كانت شهاداتهم خاصة بالوثائقي أو مأخوذة من أفلام وثائقية إسرائيلية أخرى.
وتخلل الفيلم شهادات لسكان محليين من مدينة صور جنوب لبنان حيث جرت العملية الإستشهادية الأكبر في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي عام ١٩٨٢ وإستهدفت مبنى الحاكمية الإسرائيلية وأودت بحياة مئات القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو الإسرائيلي.
كما عرض الفيلم لوصية صوتية إدعى فيها أنها للشهيد عبد المنعم قصير يتحدث فيها عن حزب الله في العام ١٩٨٣، وختم بصورة لعماد مغنية موجودة عند شاطىء تل أبيب بحسب ما إدعى القيمون على الفيلم.
وغاية الفيلم هو تأكيد وجهة نظر حزب الله بأن المخطط لعملية أحمد قصير هو فقط عماد مغنية .
إقرأ أيضا : جمهور حركة أمل غاضب من إشادة نصر الله بباسيل
لكن الفيلم لم يمر مرور الكرام عند جمهور حركة أمل الذي أبدى إنزعاجه وغضبه وإستيائه منه وطالب بعدم عرضه ، لكن المنار رفضت ذلك وقامت بعرضه يوم الجمعة.
إستنكر جمهور حركة أمل خطوة المنار وتغييبهم لدور القيادي في المقاومة حينها محمد سعد ، حيث يدعي جمهور حركة أمل أن المخطط لتلك العملية هو محمد سعد ويستندون بذلك إلى صورة مشتركة لمحمد سعد وأحمد قصير وتسجيل صوتي لوصية محمد سعد يتكلم فيها بوضوح عن العملية.
فإنتشرت البوستات والتغريدات عبر وسائل التواصل الإجتماعي لإثبات صحة وجهة نظر حركة أمل.
ودخل على الخط لأول مرة النائب عن حركة أمل هاني قبيسي الذي نشر بوستا على حسابه الشخصي في الفايسبوك قبل عرض الفيلم بساعات مرفقا بصورة لأحمد قصير وصفه فيها بأنه تلميذ محمد سعد.
وجاء في بوست قبيسي " الشهيد احمد قصير زرع البطولة رعبا في قلوب الصهاينة ، عندما دخل بسيارته البيضاء إلى اول المستودع في مبنى قيادة العدو في صور ، مطلقا العنان لثورة الاستشهاديين على درب التحرير ، وغدا تلميذ محمد سعد شهيدا ."
كما تم إطلاق صفحة على الفايسبوك تسمى " آن الأوان يا محمد سعد " حاولت تفنيد كل ما سمته أكاذيب قناة المنار.
وبالأمس إنتشر بيان عبر السوشيال ميديا بإسم أهالي وأبناء الشهداء في معركة جاء فيه :
" بيان صادر عن أبناء الشهداء وشرفاء معركة
{بسم الله الرحمن الرحيم}
-يا أبناء محمد وعلي .. يا أبناء الحسن والحسين .. أيتها الزينبيات .. يا أهلنا في أم القرى وبوابة التحرير وصانعة المجد ..(معركة)..
وأخواتها القرى المجاورة.. يا جماهير الامام الصدر .. أيها العامليون الشرفاء....
تضج في هذه الايام أصوات وأبواق أعلامية تحاول التطاول والعبث بحرمات أئمة ورموز المقاومة والممانعة والأنسانية والعدالة والوطنية.
إن من يحاول مصادرة وتحريف وتزييف التاريخ لأجل مكاسب دنيوية أو بهدف تقوية موقفه في أروقة السياسة المحلية والدولية وعلى حساب دماء الشهداء والمجاهدين وأهلنا الصامدين ...
نقول له خسئت ولن تنال إلا سخط الله وغضب الأوفياء كل الأوفياء لخط ونهج وفكر الأمام موسى الصدر .. ولقادة النصر والتحرير .. محمد سعد،خليل جرادي، حيدر خليل،وداوود ومحمود وحسن وحسين سعد،وسامي مصطفى ومحمود خليل والآلاف من الشهداء اللذين باعوا جماجمهم لله ...
ونقول لصعاليق السياسة والمتطفلين ،إياكم والمساس بتاريخنا.. لقد أقدم المتآمرون على أرتكاب جريمة العصر بإخفاء الأمام الصدر وكانت النتيجة أن تفجر بركان أمل .. واليوم يعود الجلاد بقناع آخر ليصادر تاريخ وإنجازات قادةٍ إنتصروا بفكر ونهج موسى الصدر ..
-إن الشهيد القائد محمد سعد كان رجل مقاومة مخطط ومنفذ لعملياتها العسكرية وحافظ لأسرارها وبقيت فترة طويلة تعمل بإخفاء وأستطاع أن يخترق العمق في المخابرات الأسرائيلية..
نقول للمستخفين بعقول الناس وتاريخهم: إذا أردتم أن تعرفوا من هو القائد صفر .. نقول لكم هو الفكر ... هو العمل .. هو المخطط .. هو المدبر.. هو الرقم الصعب ...
-ونقول لكم أمام كل ما حصل ويحصل من ضوضاء وتطبيل وتزوير وتشويه وكذب ندعوا الجميع لتحمل مسؤولياتهم أمام الله والتاريخ والوقوف صفاً واحداً للتصدي لهذه المؤامرة على تاريخنا ومقاومتنا وشهدائنا وأهلنا ...
وخاصة ونحن اليوم على أبواب الرابع والعشرون من شهر شباط يوم أنتصر القرار النابع من الفكر من الذات من معركة .. يوم أنتصر الدم على السيف وأنتصرت كلمة الله أكبر على الميركافا ..
ويوم هزمت معركة الأسطورة التي عجز ١٥٠ مليون عربي أن يقفوا بوجهها..
وأنتصرنا وكسرنا الحاجز النفسي وقالت معركة كلمتها ...
-إننا ندعو المجلس البلدي والفعاليات الأجتماعية وكافة القطاعات التربوية والصحية وأصحاب المهن الحرة وأهالينا المجاهدين لأتخاذ الموقف المناسب اتجاه ما يجري والطلب من الجهات المسؤولة ووسائل أعلامها الأعتذار من جميع أهالي معركة عرين المقاومة وبوابة التحرير ومعقل قادتها اللذين هزموا إسرائيل وسحب هذا الوثائقي الملفق ونقول لمن تسوله نفسه إن يطمس حقيقة الأمام الصدر ونهجه أفواج المقاومة اللبنانية أمل ومعركة وقادتها محمد سعد وخليل جرادي وكل الشهداء والمجاهدين..
خط أحمر ولا تجربوا معنا وإذا كُنتُم لا تجيدون القراءة عليكم أن تتعلموا .. تاريخنا يشهد لنا ...
(وأملُ بنصر الله)
معركة في : ١٨/٢/٢٠١٨"
بالمقابل ، حاول جمهور حزب الله الرد على حملة حركة أمل ، نافين كل الإدعاءات ومتمسكين بما جاء في وثائقي " لهيب الصنوبر ".
علما أنها ليست المرة الأولى الذي يجري فيه هذا الأمر ، فقد سبق أن حصلت جدالات واسعة بين الجمهورين على خلفية معركة خلدة والشيخ راغب حرب والقيادي خليل جرادي وغيرهم.