جاري شاب عزم على الزواج من إمرأة مطلقة وعندها ولد من طليقها رفض والده الزواج منها لكونها إمرأة مطلقة وتوترت العلاقة بين الوالد والولد توترا شديدا إلى حد هدد فيه الوالد ولده بحرمانه من الميراث وبقطع العلاقة معه بصورة مطلقة !
طلبوا مني التدخل لمعالجة النزاع فتدخلت وقلت للوالد أنت من أهل الإيمان وأراك تنتقل من مسجد إلى مسجد ومن قاعة حسينية إلى قاعة أخرى راغبا بسماع سيرة النبي (ص ) والأئمة الأطهار من ذريته للإقتداء بهم فمن كان مثلك ليس من الطبيعي مطلقا أن تقف بوجه ولدك معترضا على زواجه من إمرأة مطلقة ، لقد تزوج النبي (ص) من إمرأة مطلقة ، وتفاجأ وذُهِلَ حينما قلت له بأن أسماء أرملة الشهيد جعفر ابن ابي طالب رضوان الله عليه تزوجها الخليفة أبو بكر رضي الله عنه وبعد وفاته تزوجها الإمام علي عليه السلام وأكثر من ذلك لقد ربَّى له ولده محمد بن أبي بكر ، فتفاجأ جاري المسلم الشيعي إلى حد الذهول من زواج الإمام علي من أرملة أبي بكر وطلب مني الأدلة التاريخية لإثبات صحة الرواية فنصحته بمراجعة كل فقهائه ليعلم منهم بأنها رواية صحيحة ولا خلاف حول صحتها .
إقرأ أيضا : منتدى الثلاثاء يحتفل باليوم العالمي للقصة
إن زواج الشاب من فتاة مطلقة أو أرملة للأسف الشديد يُعَدُّ من الأفعال القبيحة في مجتمعاتنا الشرقية والأخطر من ذلك أنه صار يتم رفضه بخلفية دينية بعدما جعلوه من الأمور التي يستقبحها الشرع ويقول بكراهيته الشديدة !!
ولو كنا مجتمعا يؤمن بحرية التفكير والنقد واستطعنا أن نضع على طاولة النقاش والتحقيق كثيرا من عاداتنا التي ألبسناها ثوب الدين لاكتشفنا بوضوح براءة الدين منها وعدم صلتها بثقافته وأدبياته .