أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجانبان التركي والأميركي، هو أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى نقطة الأزمة، الأمر الذي استدعى تأجيل المفاوضات حيال القضايا الخلافية إلى الشهر المقبل"، موضحةً أن "وزير الخارجية الأميركية، ريكس تيلرسون كان قد عقد الجمعة في العاصمة التركية أنقرة جولة محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استمرت قرابة ثلاث ساعات".
ولفتت إلى أن "زيارة تيلرسون إلى تركيا هي جزء من سلسلة اجتماعات عقدها كبار المسوؤلين الأميركيين مع نظرائهم الأتراك، آخرها كان لقاء وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس مع نظيره التركي في بروكسل قبل أيام، وأيضاً اللقاء الذي عقده مستشار الأمن القومي الأميركي، إتش ماكماستر، في إسطنبول، مع مستشار الرئيس التركي، إبراهيم كالين"، مشيرةً إلى أن "بذور الخلاف التركي–الأميركي تعود إلى عام 2014 عندما اجتاح تنظيم داعش العراق وسوريا، يومها ناشد الرئيس أوباما، نظيره التركي رجب طيب أردوغان المساعدة في مكافحة المسلحين، إلا أن أردوغان رفض ذلك في البداية".
وأشارت إلى أن "واشنطن اضطرت إلى الاستعانة بمليشيات كردية بالإضافة إلى الجيش العراقي، من أجل دعمهم على الأرض وتشكيل قوة لمحاربة تنظيم "داعش" ولكن دعم أميركا للأكرد أثار غضب ليس أنقرة وحسب، وإنما حتى بغداد، فلقد قامت القوات العراقية، في أكتوبر الماضي، بمهاجمة القوات الكردية في كركوك الغنية بالنفط والسيطرة عليها، أما في سوريا فيبدو أن المشكلة بدأت الآن"، لافتةً إلى أن "واشنطن سعت إلى محاولة تهدئة مخاوف أنقرة، بتأكيد أن هذا الدعم محدود، إلا أن الأنباء التي تحدثت عن نية واشنطن تشكيل قوة من 30 ألف مقاتل كردي في سوريا، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تبعها مباشرةً، هجوم عسكري تركي ضد المليشيات الكردية في عفرين".
وأضافت الصحيفة "تنظر تركيا إلى المليشيات الكردية في سوريا على أنها ذراع لحزب العمال الكردستاني وجماعة كردستان المتمردة في تركيا والتي تشن هجمات مسلحة منذ عقود، ومما عزز المخاوف التركية أن تقريراً استخباراتياً أميركياً أشار هذا الأسبوع إلى أن الجماعات الكردية في سوريا، ربما تسعى للحصول على حكم ذاتي، وهو ما تخشاه تركيا".