مأساة برج البراجنة.. زينب وابنتها قتلتا بسقوط مبنى، والآلاف ينتظرون دورهم فيما الدولة لا تحرك ساكنًا
فعلًا لا شيء أغلى من الحياة، ولا رغبة تعلو رغبة البقاء فيها، لكن فقر بعض اللبنانيين يدفعهم إلى تجاهل ما قد يُعرض حياتهم للخطر وللموت، يسكنون في منازل قابلة للسقوط، لا يهجرونها ليس حبًا بالمخاطرة، ولا تمسكًا بذكريات تجمعت على مر السنين بين تلك الجدران المتعبة المشققة، بل لأنهم غير قادرين على تركها بسبب سوء الأحوال المادية.
"يوم أمس الخميس استفاق أهالي منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وتحديدًا عند الساعة الرابعة فجرًا، على كارثة انهيار مبنى سكني قديم الإنشاء يبلغ عمره ثمانين عامًا، يملكه عبيدو عنان المستأجر من عائلة عيتاني.
انهيار المبنى أودى بحياة الطفلة سالي عيتاني ابنة السبع سنوات، ووالدتها زينب عمار، فيما لا يزال الزوج سامر عيتاني في حالة حرجة حيث يمكث في العناية الفائقة في مستشفى الرسول الأعظم، فضلًا عن إصابة آخرين بجروح طفيفة".
ظاهرة إنهيار الأبنية السكنية في لبنان
أعاد انهيار مبنى برج البراجنة فتح ملف الأبنية المتصدعة والمهددة بالسقوط في لبنان، وخصوصًا في مدينة بيروت مع تأكيد خبراء أن أكثر من 60 في المائة من الأبنية في العاصمة قديمة، وبحاجة لإعادة دراسة بنيان وأن قسمًا كبيرًا منها بحاجة لإعادة ترميم.
ومن يعرف أبنية برج البراجنة لا تفاجئه هذه الحادثة، بل يتوقع أن يسقط كل يوم مبنى، وبإعتراف البلدية هناك آلاف الوحدات السكنية المهددة بالإنهيار، ما يعني أن آلاف الأرواح مهددة بالموت.
أسباب إنهيار الأبنية السكنية في لبنان
خلال جولة سريعة في شوارع بيروت يمكن ملاحظة أمور عدة في المباني المهددة بالسقوط.
- أولاً: عدد غير قليل من المباني ليس قديمًا، وتاريخ بنائها يعود إلى ما بعد الحرب (حرب تموز)، ولا يمكن لمن يرى تلك المباني من الخارج أن يتصور مدى سوء الحالة التي بلغتها، وليس الأمر سرًا، فالتلاعب في المواد المستخدمة في عملية البناء يشكل السبب الرئيسي لذلك.
- ثانياً: سكان الشقق في تلك المباني هم مالكوها على نقيض سكان الشقق في المباني القديمة حيث يكون الساكنون مستأجرون ويستفيدون من قانون الايجارات القديم أو من انخفاض اسعار الإيجارات.
- ثالثًا: معظم ساكني المباني المتصدعة أو تلك المهددة بالسقوط يرفضون الحديث أو الإفصاح عن أسمائهم خشية "تسليط الضوء على المبنى الذي يسكنون فيه، وخوفًا من طردهم منه وليس اصلاحه".
- رابعًا: يجمع أصحاب المباني على اعتبار أنفسهم غير معنيين بكل ما يحصل أو ما يمكن أن يحصل.
طرق المعالجة
- متابعة من قبل البلدية والدولة للكشف على وضع الأبنية.
- وضع دراسة شاملة عن واقع المباني في بيروت.
- إجراء عمليات ترميم وإصلاح للمباني المصدعة والمعرضة للسقوط قبل فوات الآوان.
- تأمين تعويضات أو مباني بديلة لسكان المباني المتصدعة والمعرضة للإنهيار، بدل الخوف من ترك المبنى أو السكن في الشارع.
- إنشاء هيئة عليا لإدارة الكوارث، تتولى المراقبة وإدارة الكوارث.