على الرغم من تأكيد وزير الخارجية ريكس تيلرسون استمرار دعم بلاده للبنان وجيشه واستقراره، وسعيها إلى بلوغ اتفاق نهائي بين بيروت وتل أبيب في شأن النزاع الحدودي البري والبحري استناداً إلى أفكار جديدة سيستكمل العمل عليها مساعده ديفيد ساترفيلد، لفتت صحيفة "الراي الكويتية"، إلى "أن الموقف الصارم الذي أطلقه تيلرسون حيال حزب الله وسلاحه وأدواره الخارجية ترَكَ علامات استفهام حول مدى قدرة لبنان على تحمُّل وزر التعاطي مع هذا الملف بعدما عاود رئيس الديبلوماسية الأميركية وضْعه بقوة على الطاولة ومحمّلاً ضمناً الحكومة والشعب اللبناني مسؤولية إيجاد حلّ له وتطبيق سياسة "النأي بالنفس" عملياً.
وأضافت الصحيفة، بعد نحو 24 ساعة من الكلام الذي قاله تيرلسون من الأردن حول "وجوب الإعتراف بأن حزب الله جزء من العملية السياسية في لبنان" الأمر الذي ترك التباسات، وفُسِّر على أنه في إطار تخفيف واشنطن موقفها إزاء الحزب قبيل زيارة وزير خارجيتها لبيروت، سارع تيلرسون إلى ما يشبه تصويب الموقف رافعاً السقف مجدداً بإزاء حزب الله الذي "نعتبره منظمة إرهابية منذ عقدين، ولا نقبل أي فرق بين ذراعه العسكرية والسياسية، ومن غير المقبول أن يتصرف حزب الله خارج إطار سلطة القانون والحكومة اللبنانية، ونرى أن الجيش اللبناني هو المدافع الوحيد عن الدولة اللبنانية"، موجهاً رسالة إلى الشعب اللبناني الذي "عليه أن يشعر بالقلق من حزب الله، فتنامي ترسانته وتورطه في الصراعات الإقليمية يهددان أمن لبنان".