كانت تسير بسلام مع صديقتها في طريقهما الى الدكان لشراء الخبز، قبل أن يهاجمها كلب، أمسك بساقها وبدأ نهشها. بكت، صرخت وطلبت النجدة، حاولت صديقتها ابعاده، ضربته بحجر لكن ذلك لم يحل دون ان يسلخ جلدها في مشهد مريع... هي الصغيرة نور الهدى عبد العتر التي مرّت بلحظات مظلمة، قبل ان ينتشلها القدر من انياب الكلب.
فريسة لمفترس
طلب والد نور الهدى (11 سنة) منها عند الثانية من بعد ظهر الثلثاء الماضي التوجه لشراء خبز، انطلقت مع صديقتها للقيام بمهمة روتينية اعتادت عليها، من دون ان تتوقع ان هذه المرة ليست كسابقاتها، وان ما ينتظرها على الطريق كلب سيهاجمها وينهش جسدها. ووفق ما شرحته والدتها غالية التي تلازمها في مستشفى الرئيس الياس الهراوي في زحلة: "الكلب يعود لأحد ابناء البلدة، وقد كان مربوطاً بسلسلة حديد طويلة، وحدها العناية الالهية انقذتها منه". واضافت: "لم اكن في المنزل حينها بل في عملي، وعند عودتي تفاجأت بعدم وجودها ووالدها، سألت الجيران، وعندها اطلعوني بما واجهته صغيرتي".
رحلة علاج وعتب
خضعت نور ابنة محافظة الرقة السورية الى جراحة "زرع جلد" كما قالت والدتها، شارحة: "تم حقنها بلقاحات داء الكلب بعد خضوعها لجراحة، إلا انه ربما تحتاج الى جراحة ثانية خلال اسبوعين. وفي حال لم يستطع الاطباء اخذ انسجة من جسدها، سيضطرون لتأمينها مني او من والدها". واضافت: "ما يحزنني ان صاحب الكلب الذي يملك مجموعة منها في المنطقة لم يسأل عن ابنتي في البداية، بل عمل على اخفاء الكلب على الرغم من ضرورة معاينته لمعرفة فيما ان كان مسعوراً، وهذا ما دفعني الى رفع دعوى ضده، الا انه حضر اليوم الى مخفر شتورا معلناً تحمله كامل المسؤولية".
رئيس بلدية تعلبايا جورج صوان اكد في اتصال مع "النهار" ان "البلدية تتابع القضية، وقد ارسلنا عناصر من الشرطة الى قطعة الارض التي يضع فيها الرجل الكلاب لمعاينة المكان ورفع تقرير الى المحافظة، وسنأخذ اجراءات قانونية لمعالجة الامر"، واضاف: "بحسب المعلومات التي وصلتني فإنّ الصغيرة اقتربت من الكلب لإطعامه فوقع ما لم يكن في الحسبان".
لم تمر ايام على صدمة اللبنانيين من خبر وفاة الشاب إيلي نافعة (21 عاماً) الذي تدهورت حاله الصحية نتيجة تعرضه لعضّة كلب جاره قبل ان يسلم الروح، حتى برز خبر وقوع نور الهدى في مصيدة كلب آخر، لكن يبقى الأمل الا تلقى ذات المصير وتعود الى منزلها وحياتها من جديد.