أنهى لعب كرة القدم ليعود بعدها الى منزله، استحم وجلس مع زوجته، أخبرها أن صدره يؤلمه قبل ان يلفظ آخر أنفاسه، هو علي حسن كجك ابن بلدة الخرايب الجنوبية الذي باغته الموت ليل أول من امس الأربعاء مفاجئاً الجميع بخطفه وهو في عمر الخامسة والثلاثين.
ألم مميت
عند نحو الساعة العاشرة من يوم الأربعاء كتب الفصل الأخير من حياة علي، على الرغم من انه عاش سنوات عمره كما قال قريبه الدكتور علي كجك لـ "النهار": "من دون اي معاناة من مرض او الشعور بأي عوارض صحية"، مضيفاً "هي المرة الوحيدة التي اشتكى فيها من ألم في صدره وما هي سوى لحظات حتى أطبق عينيه للابد. ندهت زوجته للجيران الذين اتصلوا بالاسعاف لينقل الى مستشفى علاء الدين لكن وصل جسداً بلا روح". ويلفت "تقرير الطبيب الشرعي اشار الى ان سبب الوفاة سكتة قلبية".
صدمة الفراق
أجبر الموت علي ان يرحل تاركاً ثلاثة اولاد وزوجة مصدومة من هول المشهد "اذ كيف لها تصور ان شريكها وسندها فارق الحياة امام ناظريها، فللمرة الاولى تلفظ اسمه من دون ان يجيب، تحاول ايقاظه ولا يحرك ساكنا"، ويتابع: "ليست عائلته فقط من خسرته بل كل من عرفه، فهو الشاب الهادئ المحبوب من ابناء بلدته الذي تربى في عائلة مؤلفة من 6 شبان وشقيقتين، عمل في المفروشات، والدته توفت منذ سنين اما والده فلا كلمات تعبر عن هول مصابه".
حرمان متبادل
"هوى علي الصيد البري والبحري اما لعبة كرة القدم فلم تكن من ضمن هواياته الا انه بين الحين والاخر كان يلبي طلب ابناء بلدته بالمشاركة ببعض المباريات وهذا ما حصل يوم امس" يقول علي"، لافتاً: "شاء القدر ان يترجل عن صهوة جواده من دون اكمال الطريق مع من كرّس حياته لتربيتهم، فقد كان اولاده بالنسبة إليه كنزاً ثميناً، احاطهم برموش عينيه، قبل ان يجبر على اطباقهما فيحرم من رؤيتهم ويحرمون من حنانه".
عصر أمس الخميس وارى جثمان علي الى مثواه الاخير، بعد وصول شقيقه الاكبر محمد من المانيا الذي أصر ان يكون في وداعه الاخير لزفه وبلدته عريساً من جديد لكن هذه المرة بغصة ودموع!