كشف الجيش المصري للمرة الأولى عن مخاوف رسمية من احتمال تحول شبه جزيرة سيناء إلى بؤرة إرهابية بديلة، في وقت يقترب فيه الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي في سوريا من القضاء على فرعي التنظيم في البلدين قضاء مبرما.
وكثيرا ما كان “توطن” الإرهاب في سيناء أحد الهواجس التي يأخذها الجيش وأجهزة استخباراتية مصرية على محمل الجد. لكن التصريحات، التي أدلى بها العقيد أركان حرب تامر الرفاعي المتحدث باسم الجيش، الخميس، هي أول اعتراف علني بهذه المخاوف، التي كان ينظر إليها أحيانا باعتبارها مبالغات.
وبعد هزيمتهم في سوريا والعراق، يسعى الجهاديون إلى إيجاد “بؤرة إرهابية جديدة” في سيناء شرق مصر.
وتتزامن تصريحات المتحدث العسكري المصري مع خوض القوات المسلحة حملة واسعة النطاق بدأتها الأسبوع الماضي تحت مسمى “سيناء 2018″، تستهدف خصوصا الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يضاعف الهجمات ضد قوات الأمن في سيناء.
وبدأت العملية العسكرية قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 26 مارس المقبل.
وقال العقيد تامر الرفاعي في مؤتمر صحافي “نحن طبعا نتابع المشرق العربي وانتقال العناصر الإرهابية من سوريا والعراق بعد النجاحات التي تم تحقيقها هناك”.
وأشار إلى “مخطط خلق بؤرة إرهابية جديدة في مكان آخر من المحتمل أن يكون شبه جزيرة سيناء”.
وتابع الرفاعي “في الفترة السابقة، رصدت الأجهزة الأمنية وأجهزة جمع المعلومات تحديات على الدولة المصرية من كافة الاتجاهات”.
وأعلن الجيش الأربعاء أنه قتل 15 “تكفيريا” في إطار عمليته العسكرية في شمال ووسط سيناء، ما يرفع إلى 53 حصيلة القتلى بين الجهاديين منذ انطلاق العملية.
وكان الجيش أعلن الجمعة حالة التأهب القصوى مع إطلاق عملية “سيناء 2018″ للقضاء على “العناصر الإرهابية” في شمال سيناء وبعض مناطق الدلتا.
كما ارتفع عدد الموقوفين إلى 679 شخصا منذ انطلاق العملية.
ولم يتمكن تنظيم “ولاية سيناء”، الفرع المصري من تنظيم داعش، من السيطرة على أراض أو مدن في المنطقة. وباءت محاولات سابقة لاحتلال مدينة الشيخ زويد، في أقصى شمالي شرق مصر، بالفشل.
وساهم في ذلك تعزيز السلطات المصرية قوات الجيش، التي ضمت معدات ثقيلة دخلت المنطقة للمرة الأولى، منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.
ويقول مراقبون إن الجيش أدخل دبابات من طراز “أبرامز″ الأميركية، وطائرات من طراز “رافال” و”أف-16″، ضمن إطار تنفيذ العملية “سيناء 2018″، لكنه على ما يبدو لا ينوي سحب هذه القوات، التي ينص الملحق الأمني لاتفاقية السلام على عدم وجودها في محاذاة الحدود مع إسرائيل.
ولطالما استخدمت مصر ورقة الجماعات الإرهابية من أجل الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لإعادة تمركز مثل هذه المعدات والأسلحة في المنطقتين “ب” و”ج” في شمال سيناء.