تسببت الدقائق القليلة التي قضاها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في القصر الجمهوري منتظرا دخول نظيره اللبناني جبران باسيل، بموجة من التساؤلات عن الموقف «المحرج» للضيف الأميركي، وما إذا كان العمل مقصوداً ومن خلفه رسائل سياسية، أم أن الأمر مجرد مصادفة وما حصل مجرد خطأ بروتوكولي.
وأشعلت لقطات تلفزيونية تظهر تيلرسون وهو يجلس بضع دقائق في غرفة وبجواره مقعد شاغر قبل أن يدخل الوزير باسيل ويصافحه، مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، ما دفع الرئاسة اللبنانية إلى إصدار بيان رسمي ينفي حدوث أي خروج عن العرف الدبلوماسي.
وأفاد رفيق شلالا مدير المكتب الإعلامي للرئيس عون بأن تيلرسون وصل مبكرا بضع دقائق عن المتوقع وأن الاجتماع بدأ في موعده.
وأكد شلالا أنه كان في استقباله أيضا على أرض المطار السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، ومدير المراسم بالتكليف في وزارة الخارجية اللبنانية السفير عساف ضومط.
بالمقابل، أكد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ما حدث كان عملا «مقصودا» بالفعل، يندرج في إطار «المعاملة بالمثل»؛ في إشارة إلى أن وزير الخارجية اللبنانية كان قد انتظر لبضع دقائق أيضا قبل أن يتم استقباله من قبل نظيره الأميركي في واشنطن.
وانتقد طبارة تصرف باسيل باعتبار «أن لبنان بحاجة ماسة إلى مساعدة الولايات المتحدة بملفات عدة، أبرزها الأزمة المتعلقة بالاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية».
وأوضح طبارة أن البروتوكول ينص على استقبال وزير الخارجية لنظيره فور وصوله إلى القصر الجمهوري، وأكد على أن «اضطرار تيلرسون للانتظار يعد في حد ذاته خرقاً، بغض النظر عن الخلفيات والأسباب، خاصة أن تيلرسون لم يحضر مفاجأة إلى القصر، بل كان هناك فريق أمني كبير ينسق عملية وصوله، أي إن الوزير كان على علم بتحركاته منذ لحظة مغادرته المطار»، حسب قوله.