قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "باي باي بيبي"، إنّ على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنحي عن منصبه، والإجابة عن اتهامات الفساد التي يواجهها.
وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنّ "إسرائيل تتميز عن بقية دول الشرق الأوسط بأنها الدولة التي تحترم القانون، وفي الوقت الذي أوصت فيه الشرطة الإسرائيلية بتوجيه تهم بالفساد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كانت الشرطة المصرية تلاحق منافسي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويجب أن يكون استعداد إسرائيل لمحاسبة قادتها درسا لجيرانها الديكتاتوريين".
وترى الافتتاحية أن "لا مكان هنا للتواطؤ، فالاتهامات الموجهة لنتنياهو تأتي بعد 14 شهرا من التحقيقات التي كانت ستهز السياسة الإسرائيلية، فإحدى القضايا تتعلق بخدمة مصالح رجل أعمال إسرائيلي مقابل هدايا ثمينة، أما الثانية فتزعم أن نتنياهو ناقش إمكانية تغيير الأنظمة والمعايير الإعلامية التي تنفع مؤسسة إعلامية مقابل تغطية أخباره وحكومته بطريقة إيجابية، ونفى رئيس الوزراء كلا التهمتين، وبأنه عقد لقاءات مع الأشخاص المعنيين بهما، ووصف التحقيق بأنه ملاحقة وتصيد، وهناك شاهد رئيسي برز الآن هو يائير لابيد، السياسي من الوسط والمنافس لرئيس الوزراء".
وتجد الصحيفة أنّ "نتنياهو ليس مخطئا عندما طلب الانتظار حتى يقرر النائب العام بعد النظر في الأدلة وتوجيه اتهامات بناء عليها إنّ رأى هناك حاجة لهذه الخطوة، ويقول مؤيدو نتنياهو إن توجيه اتهامات سيؤدي إلى شلّ الحياة السياسية، في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة خطيرة، حيث تمّ إسقاط مقاتلة إسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة لمنع حزب الله، المدعوم من إيران، من إطلاق طائرات استطلاعية دون طيار، فالحرب السورية، التي وضعت تركيا أمام الولايات المتحدة والمقاتلين الذين تدعمهم قطر ضد المقاتلين الذين تدعمهم السعودية، أصبحت بشكل متزايد مواجهة بين إسرائيل والقوات المدعومة من الإيرانيين".
وتشير الافتتاحية إلى أنّ "نتنياهو جعل من المواجهة مع الإيرانيين الجزء الأكبر من فترة حكمه، وتمثل الحبل الذي يربط بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "استقالة نتنياهو قد ترسل إشارة ضعف في وجه الأزمة الدولية، لكن يجب عليه التنحي عن السلطة، فمثل أيّ مواطن، فإن رئيس الوزراء يظل بريئا حتى تثبت إدانته، لكن دوره صعب دون اتهامات الفساد، ففي عام 2008 استقال إيهود أولمرت، من رئاسة الوزراء بعد سلسلة من تحقيقات الشرطة والقضاء، وفي ذلك الوقت قال أولمرت إنّ (رئيس الوزراء ليس فوق القانون)، وانتهى ليقضي 16 شهرا من 27 شهرا في السجن، وفي تلك الفترة ظن نتنياهو، الذي كان زعيما للمعارضة أن رئيس الوزراء (المغطى حتى رقبته بالتحقيقات) لن يكون قادراً على إدارة شؤون الحكومة، وستلاحقه تصريحاته هذه إلا في حالة اعترافه أنّ بقاءه في الحكم سيحوله إلى بطة عرجاء، وربما اعتقد أنّه يستطيع أن يواصل الحكم حتى نهاية فترة حكومته في تشرين الثاني 2019، وربّما كان يراهن على انتخابات مبكرة والفوز فيها ليسكت خصومه".
وتلفت الافتتاحية إلى أنّ "نتنياهو واجه في الماضي الفضائح ونجا منها، ولا مجال للقول إنّه زعيم جريح وسينظر إليه بهذه الطريقة أمام خصومه في الشرق الأوسط، وسيؤثر ذلك على العلاقة الأمريكية الإسرائيلية".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إنّ "نتنياهو لا تعوزه الشجاعة، ويجب أن يبني عليها، ويظهر أنّ هذه القوة الإسرائيلية الخفية ليست سلاحها القوة، بقدر ما هو اتخاذ قرارات صعبة باسم ديمقراطيتها".