حذرت المستشارة ميركل شريكها في الائتلاف القادم الحزب الاشتراكي من تغيير المسار في السياسة المالية والسياسة المتعلقة بالموازنة، ولفتت إلى أنها تتفهم القلق داخل حزبها حيال التخلي عن حقيبة المالية.حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من تغيير المسار في السياسة المالية والسياسة المتعلقة بالموازنة. وخلال لقاء "أربعاء الرماد" الذي أقامه حزبها المسيحي الديمقراطي في ولاية مِكلنبورغ-فوربومرن، في مدينة دمين، وقالت ميركل اليوم الأربعاء (14 شباط/فبراير 2018)، إنه في حال شغل الاشتراكيون وزارة المالية، فإن القائمين على شؤون الموازنة في التحالف المسيحي سيتعين عليهم أن يراعوا بشكل أكبر عدم لجوء ألمانيا إلى الحصول على قروض جديدة على عاتق الأجيال القادمة.
وأضافت أنها على قناعة بأن من الممكن عدم اللجوء إلى ديون جديدة مستقبلا. وتابعت ميركل أن التحالف المسيحي استطاع خلال مفاوضات الائتلاف الكبير مع الحزب الاشتراكي، أن يفرض حقيقة أن المواطنين سيتم تخفيف أعبائهم في حال تحقيق عائدات ضرائب قياسية وليس إثقال كاهلهم، ولفتت إلى أنها تتفهم القلق داخل حزبها حيال التخلي عن حقيبة المالية.
وفي هذا السياق، قالت ميركل إن حزبها سيتولى في الائتلاف الكبير المقبل، حقيبة الاقتصاد، وأبدت اندهاشها من أن هذا الأمر لم يُعْتَد به، ووعدت بأن يحول الحزب المسيحي، وزارة الاقتصاد مرة أخرى إلى مكان يفخر فيه الناس بلودفيغ إرهارد، وزير الاقتصاد الأسطوري (في الفترة بين 1949 - 1963) والذي يعد صاحب "المعجزة الاقتصادية" لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
ودون أن تشير بشكل مباشر إلى الحزب الاشتراكي أو إلى أحزاب أخرى، حذرت ميركل من أنه "ليس المهم في اللحظة الراهنة السؤال بشكل دائم عن الخطأ الذي يفعله الآخر"، ورأت أن الوضع الراهن يتطلب من كل حزب أن يسأل "ماذا يمكن أن أفعل لهذا البلد، لأن واجب السياسة هو الخدمة وليس تصيد الأخطاء".
يذكر أن ظهور ميركل في مدينة دمين، هو الأول أمام قواعد الحزب بعد انتهاء مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير مع الحزب الاشتراكي قبل أسبوع. وكانت ميركل تعرضت لانتقادات من داخل التحالف المسيحي بعد أن تنازلت في مفاوضات الائتلاف عن حقائب وزارية مهمة للاشتراكيين، ومن بينها حقيبة المالية.
من جانب آخر، أعربت المستشارة ميركل عن رفضها لتخفيف محتمل للسياسة المتعلقة باستقرار اليورو. وقالت ميركل اليوم الأربعاء، إن ألمانيا عازمة مع الحكومة المقبلة أيضا أن تكون " شريكا جيدا في أوروبا"، لافتة إلى أن هذا لا يعني الدفاع عن تطبيق مسؤولية مشتركة عن ديون دول الاتحاد الأوروبي. وأضافت أنها على قناعة بأن من الممكن عدم اللجوء إلى ديون جديدة مستقبلا.
وأوضحت ميركل "سنكون شريكا جيدا في أوروبا، عندما نعمل من أجل يورو مستقر وأوروبا قوية اقتصاديا وقادرة على المنافسة". في المقابل، رأت ميركل أن هناك مشاكل كثيرة لا يمكن حلها إلا بالمشاركة مع شركاء مجموعة اليورو، ومنها على سبيل المثال مكافحة أسباب اللجوء.