فراشة عائلة الكسّار كسرت اجنحتها بعدما سقطت من شرفة منزلها في بلدة ببنين - عكار... الضربة أتت على رأس ابنة الثلاث سنوات ونصف السنة، حاولت ان تقاوم الموت ساعات قليلة الا انها استسلمت في النهاية ورحلت بعيداً من هذا العالم تاركة والدين مفجوعين بخسارة وحيدتهما على شقيقين.
غفلة قاتلة
عند نحو الساعة الخامسة من بعد ظهر السبت الماضي وقع ما لم يكن في حسبان والد ريم الذي كان يقف وإياها على شرفة منزله، طلب منها كما قال قريبه المختار زاهز الكسّار ان تدخل وتستبدل ملابسها كي يخرج واياها في زيارة، الا ان القدر شاء ان تبقى هي على الشرفة ويدخل هو لجلب هاتفه من الغرفة ليعاود الخروج ويجدها قد سقطت من الطبقة الثانية، جنّ جنونه ووالدتها وشقيقاها فسارع لينتشلها وقع على الدرج قبل ان يصل ويشاهد فلذة كبده غارقة بدمائها"، واضاف: "تم نقل الصغيرة الى مستشفى الخير الحكومي حاول الاطباء انقاذها لنحو ثلاث ساعات الا ان الروح فارقت جسدها".
قضاء وقدر
لا كلمات تعبّر عن حال والد ريم (نجار موبيليا وسائق باص لنقل الركاب) الذي كان يعتبرها كما قال المختار "فراشة حياته وسبب سعادته فهي صغيرته ودلوعته"، لافتاً "نعتبرها طائراً من طيور الجنة، ما حصل مصيبة الله لا يجرب احد". وشدد على أنه "يجب أن ينتبه الاهل على اطفالهم والا يغفلوا عنهم ولو لحظة ومع ذلك لا احد يمكنه الهروب من قضاء الله وقدره والأهم الا يتفوه احد بكلام في غير موضعه فالمصيبة كبيرة والجمرة لا تحرق الا مكانها".
في ذات اليوم ووريت ريم الثرى، رقدت الفراشة للمرة الأولى بعيداً من حضن والديها، ويستدرك المختار "الجميع في حالة ضياع ومنذ ذلك الحين تأبى عيني والدها النوم".