عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعا مع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري لتوحيد مواقفهم بمناسبة زيارة وزير خارجية اميركا تيلرسون الى لبنان وهي اول زيارة لوزير خارجية اميركي في عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وستكون الزيارة فاشلة فشلا كليا، باستثناء نقطة واحدة وهي تعهد الولايات المتحدة بدعم الجيش اللبناني وتبنيه والقيام بتسليحه تدريجيا وبشكل مستمر اضافة الى تدريب اكثر من 200 ضابط سنويا في الكليات العسكرية في الولايات المتحدة.
اما في شأن زيارة وزير الخارجية الاميركي تيلرسون فهو يأتي في الزمن الخاطىء وفي التوقيت السيء ذلك انه منذ شهر ونصف اعلن الرئيس الاميركي ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، وبذلك سقط مفهوم المفاوضات التي كانت ترعاها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شأن اقامة دولتين، دولة اسرائيل 48 ومساحتها 26 الف كيلومتر مربّع، وفلسطين الضفة الغربية مع القدس الشرقية عاصمة لها وكامل مساحة الضفة والقدس 5900 كلم مربّع، مع العلم انه تم ترك بحث موضوع وضع مدينة القدس المحتلة للمفاوضات النهائية وكيفية تقسيمها بين الدولة الاسرائيلية والدولة الفلسطينية.
لكن مع اعلان الرئيس الاميركي ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل واعطاء الامر بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى مدينة القدس المحتلة، اضافة الى قول الرئيس ترامب قولا وقحا هو ان القدس لم تعد ورقتها  موجودة على طاولة المفاوضات، وكأن مدينة القدس هي جزء من ولاية اميركية او ارض ورثها الرئيس الاميركي ترامب عن أبيه، لكن اميركا والصهيونية العالمية مستمرتان في تنفيذ مخططها منذ اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني وضرب كافة الانظمة العربية والدول العربية المجاورة لفلسطين والتي تؤثر على الصراع العربي - الاسرائيلي.
كذلك دعا الرئيس الاميركي ترامب دول العالم ان تتشبّه بالولايات المتحدة وتنقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس التي اصبحت في رأي الرئيس الاميركي ترامب عاصمة اسرائيل بعد اعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة للكيان الصهيوني.
سقط دور الولايات المتحدة الذي كان اصلا منحازا جدا الى اسرائيل، لكن مع اعلان خطوة وقرار الرئيس الاميركي ترامب سقط دور الولايات المتحدة كليا في أن تكون وسيطا في حل المسألة الفلسطينية واجراء مفاوضات سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وسبّب اعلان الرئيس ترامب موقفا حرجا الى لبنان، الذي كان يريد اقامة علاقة مقبولة مع الولايات المتحدة لكن بعد قرار الرئيس الاميركي ترامب لم يعد هنالك من امكانية لتحسين العلاقات الاميركية - اللبنانية. 
ثم هنالك امر مطروح يسمّى صفقة القرن، خططت له الصهيونية العالمية واسرائيل والادارة الاميركية والقيادة السعودية، والسعودية لم تعد السعودية، بل اصبحت نهج احادي يديره شخص واحد اسمه ولي العهد الامير محمد بن سلمان حليف صهر الرئيس الاميركي اليهودي الاسرائيلي كوشنير، والذي قام باتصالات للتطبيع مع اسرائيل وقيام تحالف اسرائيلي - سعودي الهدف الاساسي منه الوقوف في وجه ايران. وان الادارة الاميركية واسرائيل تؤمّنان للسعودية الحد من النفوذ الايراني في العراق وسوريا ولبنان، وتقوم باضعاف ايران عبر عقوبات اقتصادية قاسية، مقابل موافقة السعودية على صفقة القرن، باعتبار القدس عاصمة اسرائيل، والقبول بمبدأ عدم عودة اي فلسطيني حتى الى الضفة الغربية اذا تم اقامة دولة فلسطينية فيها.
كذلك اعطاء قرية ابو ديس قرب القدس لتكون عاصمة فلسطين بدلا من القدس، كذلك اعطاء قسم من سيناء يمتد من رفح الى العريش ويتسع الى حوالى مليوني فلسطيني مع 3 في المئة من صحراء النقب الاسرائيلية، ليتم توسيع غزة في اتجاه صحراء النقب وتوسيعها باتجاه سيناء والعريش لان العريش في الاساس هي مدينة فلسطينية.

 ماذا وعد محمد بن سلمان الرئيس الاميركي 

وصفقة القرن تشمل اتفاق تسوية بين الدولة الاسرائيلية والدولة  الفلسطينية، التي ستكون ملزمة بقبول الاستيطان الفلسطيني في الضفة الغربية والذي وصل عددهم الى 650 الف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية. كذلك فان حدود الضفة الغربية مع الاردن ستكون تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي ولن تتسلمها السلطة الفلسطينية بل يكون لها معبران اما العبور من الضفة الغربية الى الاردن ليشرف عليه من الجانب الاسرائيلي الجيش الاسرائيلي ومن الجانب الاردني الجيش الاردني ويكون هنالك نقطة فلسطينية للمراجعة من قبل السلطة الفلسطينية. كذلك لا تقوم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ببناء اي جيش او تملك اليات مدرعة وغير ذلك، بل شاحنات وسيارات رباعية الدفع لانشاء شرطة تدير الشؤون الامنية والادارية في الدويلة الفلسطينية في الضفة الغربية.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على الامر، واعطى وعده الى الرئيس الاميركي ترامب، ومقابل التزام اميركا بفرض العقوبات على ايران وضرب النفوذ الايراني في المنطقة، كانت اول دفعة من السعودية للولايات المتحدة اثناء زيارة ترامب الى الرياض هي 450 مليار دولار، مقابل بيع سعر برميل النفط الذي هو 63 دولاراً بسعر 40 دولاراً الى الولايات المتحدة، وزيادة عدد القواعد الجوية الاميركية في السعودية من 4 الى 7 كذلك تركيب منظومات دفاع جوي ضد اي طائرات ايرانية، وخاصة الصواريخ البالستية الايرانية. وقام ولي العهد السعودي بالضغط على ملك الاردن عبدالله الثاني لعدم حضور مؤتمر اسطنبول ضد موقف الرئيس الاميركي ترامب في شأن القدس. لكن ملك الاردن رفض ذلك وفورا قطع ولي العهد السعودي المساعدة المالية السعودية عن الاردن.

 تيلرسون لن يستطيع تغيير الموقف اللبناني 

اما بالنسبة الى لبنان فقد عرض موقف الرئيس الاميركي ترامب اعلن انه ما زال يعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ولذلك لن يستطيع وزير خارجية اميركا تيلرسون تغيير موقف لبنان او الحصول على اي موقف يساير القرار الاميركي.
اما بالنسبة الى الحائط الجداري على الحدود وسيادة لبنان على المربع رقم 9 فلبنان لن يتنازل عن متر ارض في 13 نقطة خلاف على الخط الازرق، واذا قام الجيش الاسرائيلي باقامة الجدار على متر من الارض اللبنانية، فالرئيس العماد ميشال عون اعلن ان الحرب ستقع بين لبنان واسرائيل. ولذلك قام الجيش الاسرائيلي بالتراجع عن قطع الارض الصغيرة المتنازع عليها والتي تحفظ لبنان في شأنها.
لكن يبقى الشأن الاساسي وهذا هو المهم، الولايات المتحدة الداعمة لاسرائيل والمتحالفة مع الصهيونية العالمية واضافت اليها الان التحالف السعودي ضد حزب الله فان اميركا تريد من الدولة اللبنانية تخفيف دور المقاومة ودور حزب الله في لبنان. وسيكون جواب الدولة اللبنانية ان حزب الله حزب سياسي يلعب دوره السياسي بامتياز عبر احترام النظام الديموقراطي في لبنان وخوض الانتخابات النيابية وتمثيله داخل الحكومة اللبنانية.
اما في شأن سلاحه فلبنان في حاجة اليه، لانه طوال 50 سنة قامت اسرائيل بعشرات الحروب والعدوان ضد لبنان ولم تفعل شيئا الولايات المتحدة للدفاع عن لبنان، حتى ان القرار 425 الذي صدر بانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان اثر حرب 1982 وقضى بانسحاب الجيش الاسرائيلي المحتل دون قيد او شرط من لبنان ويومها صوّتت الولايات المتحدة على القرار 425 كي تنفذه اسرائيل رفضت اسرائيل تنفيذه، ولولا قيام المقاومة عبر مجاهديها بالقتال ضد الجيش الاسرائيلي وجيش لحد مدة 18 سنة، لما اضطر رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك ان يعترف بالهزيمة ويعلن انسحاب اسرائيل من كامل الشريط الحدودي، حتى حدود لبنان مع فلسطين المحتلة.

 لا تعهدات لبنانية لواشنطن 

لذلك لا رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس النواب ولا الرئيس الحريري ولا اي طرف يستطيع ان يعطي الولايات المتحدة اي تعهد او اي مسعى لتخفيف دور حزب الله، واسرائيل تعتبر انها في الماضي خرقت نظام الرئيس عبد الناصر في اقرب المستشارين والقادة العسكريين له، واخترقت نظام الرئيس المصري السادات، واخترقت ضباط في سوريا في مستوى كبار، واخترقت التنظيمات الفلسطينية في مراتب عليا، واستطاعت الصهيونية العالمية دفع الادارة الاميركية لضرب العراق وانهاء جيشه المؤلف من 800 الف جندي والغاء الاحتياط الجغرافي والاستراتيجي لدولة العراق التي تشكل خط الدفاع الخلفي والاستراتيجي للجبهة الشرقية ضد اسرائيل، ونجحت في تدمير العراق، واطلقت فتنة الصهيونية العالمية واسرائيل والادارة الاميركية بالتنسيق مع قطر وتركيا والسعودية خاصة بارسال التكفيريين الى سوريا والعراق وخاصة الى سوريا لاسقاط النظام السوري والرئيس بشار الاسد، اولا لانه قام بتسليح حزب الله في صواريخ كورنت اس المضادة للدبابات والتي ادت الى ما يسمى مجزرة دبابات الميركافا في الخيام، كذلك لان مجاهدي حزب الله استطاعوا الحاق الهزيمة بما يسمى جيش تساحال باللغة العبرية وهو عظمة شرف اسرائيل وقوتها الكبرى. وسقطت هذه العظمة وجيش ساحال والجيش الاسرائيلي امام مجاهدي حزب الله الذين خاضوا المعارك بالصدور العالية فيما الجنود الاسرائيليون كانوا خلف المدرعات وضمن الدبابات والقصف الجوي لا مثيل له في قصف مواقع المقاومة، ومع ذلك تم الحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي.

 ايران ودعم دول المواجهة مع اسرائيل 

السعودية من منطلق وهابي، هي على عداء مع حزب الله، وتريد اعلان ان الحرب هي بين العروبة والفارسية، في حين ان مضمون الحرب الحقيقي هو دعم ايران للدول التي تواجه العدو الاسرائيلي واول خطوة قامت بها ايران تقديم سفارة اسرائيل في طهران الى ياسر عرفات سفارة لفلسطين، وقامت ايران بايصال صواريخ ارض - ارض الى غزة عبر البحر الاحمر وخلية سامي شهاب من حزب الله عبر مصر وتم تأمين وصولها الى غزة وحركة حماس، وايران شيعية وحركة حماس سنيّة، كذلك دعمت ايران حزب الله بكامل الاسلحة التي يحتاج اليها وسوريا واستطاعت اخراج الجيش الاميركي مع المقاومة العراقية وانهت احتلاله للعراق. 
لكن السعودية التي تتّبع مبدأ الوهابية المتطرف ويصل الملك محمد بن سلمان الى السلوك ذاته الذي قام به ابن تيمية، الذي ذبح واضطهد الشيعة والمسيحيين وكامل الاقليات وكل من كان لا يشتم الامام علي - عليه السلام - فتصرفت السعودية عبر المبدأ الوهابي ضد حكم العراق حيث استمر حكم صدام حسين السنّي 40 سنة في اضطهاد 13 مليون شيعي في العراق ومنعهم طوال 40 سنة من زيارة النجف وكربلاء. اما سوريا فخاضت حرب 73 ضد اسرائيل ودعمت المقاومة في لبنان.
اما بالنسبة للصهيونية والادارة الاميركية واسرائيل والسعودية فالخطر الاكبر دون السعودية ان حزب الله اعتقدت اسرائيل انه مجرد قوى مقاومة في الجنوب وينتهي امره خلال بضع سنوات، لكن استطاع هذا الحزب المقاوم تحرير الجنوب، وفيما استطاع حزب الله الحصول على حوالى 50 الف صاروخ ارض - ارض بعيد المدى ومتوسط المدى، وانشاء شبكة سلكية لاتصال كامل قياداته بمراكز القتال والوحدات واطلاق الصواريخ. كذلك اقام زرع العبوات الناسفة بزنة نصف طن على كامل الحدود مع فلسطين ومع اسرائيل. وحفر الانفاق والغرف تحت الارض مع ايصال التهوئة اليها، الحق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي، عبر هزيمة كبرى ادت الى اقالة الحكومة بكاملها ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي وقائد سلاح الجو وقائد الجبهة الجنوبية وقائد القوات المدرعة وتم تأليف لجنة فينوغراد واهم بند في استنتاج لجنة فينوغراد لان هنالك اكثر من 41 بند لكن نذكر هذا البند لماذا لم تكتشف المخابرات العسكرية الاسرائيلية ولا جهاز الموساد اي المخابرات الاسرائيلية الخارجية ان حزب الله استطاع تحضير منذ عام 2000 حتى عام 2006 اهم شبكة صاروخية متوسطة وبعيدة المدى اضافة الى زرع العبوات على كامل الحدود مع اسرائيل، اضافة الى حفر الانفاق والاهم حصول حزب الله على صاروخ كورنت الروسي الصنع من الحرس الجمهوري السوري ومن مخازن سلاح الجيش السوري. وصاروخ كورنت المضاد للمدرعات يحمل في رأسه جهازا يلحق الهدف عبر رؤية الهدف مباشرة من خلال كاميرا صغيرة في رأسه، اضافة الى مركز تحسس حراري لاصابة الحرارة المنطلقة من محرك الدبابات والمدرعات، واستطاع حزب الله عبر صواريخ كورنت التي سلمته اليها سوريا من تدمير عشرات الدبابات والمدرعات الاسرائيلية، ويومها قامت اسرائيل بالاحتجاج لدى سوريا على قيام سوريا بتسليم صواريخ كورنت الروسية الصنع الى حزب الله، مما ادى الى هزيمة الجيش الاسرائيلي. 

 تقرير لجنة فينوغراد 

ونعود الى البند في تقرير لجنة فينوغراد التي درست سبب هزيمة الجيش الاسرائيلي حيث قالت ان تقصير المخابرات العسكرية الاسرائيلية وان تقصير جهاز المخابرات الخارجي الموساد كبير للغاية لانه لم يكتشف ان حزبا سياسيا لبنانيا ولو لديه اسلحة عادية مقاتلة استطاع الحصول على 50 الف صاروخ من ايران وزرعهم على الاراضي اللبنانية وقصف بهم المدن واهم المراكز الاسرائيلية في الكيان الصهيوني، كذلك حصل على صواريخ كورنت المضادة للدروع من صنع روسي وان المراقبة العسكرية على الحدود لم تكتشف زرع العبوات الناسفة بمسافة كل 50 متر تحت الارض بوزن نصف طن من المتفجرات، كذلك عدم اكتشاف الانفاق لان اهم معركة جرت هي في بلدة مارون الراس عندما استطاع مجاهدو حزب الله الانطلاق من انفاق في بلدة مارون الراس والانقضاض على اللواء غولاني نخبة الجيش الاسرائيلي وضربه في مدينة مارون الراس.
تيلرسون سيبحث مع لبنان في شأن حزب الله، وحزب الله لم يعد امراً عاديا، حزب الله قاتل في سوريا واستطاع مساندة الجيش العربي السوري وتثبيت موقع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، وهزم اكثر تنظيمات تكفيرية وحشية ودمرها، وحزب الله سنة 2006 الحق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي، وحزب الله في لبنان لا يظهر سلاحه مثلما كان يحصل في زمن الفلسطينيين، باستثناء عدوان الرئيس فؤاد السنيورة على حزب الله عندما طلبت حكومة السنيورة محاكمة كافة العاملين في وزارة الاتصالات للسماح بمد اسلاك سلكية من بيروت وعبر موزعات الهاتف من بيروت الى الجنوب وعندها تحرك حزب الله وحصلت 7 ايار 2008. وتراجعت الحكومة اللبنانية عن قرارها لان القرار الذي اصدرته حكومة الرئيس السنيورة كان قرارا صهيونيا أن حكومة السنيورة كانت حكومة اسرائيلية تحاسب حزب الله على مد اسلاك سلكية لاعطاء اوامر عبر القيادة الى الوحدات. 

 تيلرسون لن يحصل على شئ بشأن حزب الله 

تيلرسون وزير خارجية اميركا لن يحصل على شيء في  شأن حزب الله ولا في شأن الحدود ولا في شأن صفقة القرن ولا في اي تفاوض مع العدو الاسرائيلي ولا يحصل على اي مسايرة باعتراف اميركا بمدينة القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل، حتى ان الامور بدأت تظهر على حقيقتها يوما بعد يوم كيف ان سلاح الجو الاسرائيلي الذي يملك اهم الات الكتروينة تشويشية والتقاط اشارات رادار وقع في كمين لصاروخ سام 5 اس 200 والذي عمره 34 سنة مما ادى الى اسقاط طائرة اسرائيلية اف 16 واصابة طائرة معادية اسرائيلية من طراز اف 15، وعندما ردت اسرائيل بـ 12 غارة على الاراضي السورية كان نتنياهو يتصل بواشنطن كي يتصل البنتاغون الاميركي بالعماد جوزف عون قائد الجيش اللبناني والرئيس ميشال عون وكافة القيادات كي لا تنطلق حرب صاروخية من حزب الله على اسرائيل كذلك اتصل نتنياهو بالرئيس بوتين وطلب عدم التصعيد وتمنى عليه الوقوف عند هذا الحد. وبدا ان اسرائيل كانت تواجه جبهة من 42 كلم فقط في الحدود الجنوبية عليها صواريخ امتدت الدبهة من الناقورة الى مزارع شبعا من خلال زرع صواريخ في الجنوب وفي البقاع وفي جبال الضنية وفي اماكن كثيرة، كذلك هذه المرة اعطى الرئيس بشار الاسد الاذن الى حزب الله كي ينشر صواريخ بعيدة المدى في الاراضي السورية من البادية الى محافظة حماه وحمص وتدمر وباتجاه الجنوب من دمشق نحو درعا وهنالك حفريات غير معروفة ما اذا كان فيها صواريخ لكنها موجودة على السطح الشرقي لهضبة الجولان المحتلة، كما ان حزب الله موجود في الجولان لكن انتقل من الظهور الى السرية التامة بعد استشهاد جهاد عماد مغنية نجل الشهيد عماد مغنية و4 ضباط ايرانيين بصاروخ طوافات اسرائيلية، ومنذ ذلك الوقت لم يعد ينتقل حزب الله الا في الليل وسيرا على الاقدام على اطراف مزارع شبعا في اتجاه قرى في هضبة الجولان.
في النتيجة تيلرسون لم يحصل على شيء من لبنان، في ظل الادارة الاميركية المنحازة كليا لاسرائيل، وما زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى موسكو منذ يومين، وطلبه من روسيا التدخل مع اللجنة الرباعية الدولية للاشراف على مفاوضات للحصول على دولة فلسطينية واعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو المعتدل والذي ما زال رغم قرار ترامب بأن القدس عاصمة اسرائيل يقول بضرورة التفاوض ان يلجأ الى روسيا ويرفض اعتبار واشنطن راعيا نزيها للمفاوضات.

 زيارة تيلرسون فاشلة 

ومن هنا فان الاستنتاج الاكيد ان زيارة تيلرسون الى لبنان ستكون فاشلة، 
كما ان السفارة الاميركية في بيروت كتبت تقريرا الى وزارة الخارجية التي ارسلت معاون وزير الخارجية السفير ساترفيلد قالت فيه ان حزب الله عبر لجنة قام بانشائها برئاسة الشيخ نعيم قاسم تم فتح دار استقبالات ويقوم الشيخ نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله باستقبال المرشحين وحلفاء حزب الله وان حزب الله يقود المعركة الانتخابية وانه صحيح ان الرئيس بري يمثل الوجه الشيعي والقيادة للثنائي الشيعي حزب الله حركة امل لكن حزب الله اظهر انه يسيطر على ادارة اللعبة الانتخابية، فهو في طرابلس له نواب عبر فيصل كرامي وعبر المرشح العلوي عن جبل محسن اضافة الى نائب اخر قد يكون على لائحة الرئيس نجيب ميقاتي، كذلك لحزب الله هذه المرة سيكون النائب من حزب الله وليس مستقلا وليس الى حركة امل، اما في المتن الجنوبي فسيتم اعطاء نائب عن منطقة الشياح حيث هنالك مقعدان شيعيان نائب الى حزب الله ونائب الى حركة امل، اما في صيدا فيقود حزب الله معركة للمجيء بشخصية سنية هي المرشح اسامة سعد، كذلك فان حزب الله سيخوض معركة البقاع الغربي، ولان الوزير وليد جنبلاط لم يعد يزور السعودية وقال انه ليس في محور المقاومة ولكن ليس ضدها، فان حزب الله سمح هذه المرة للرئيس نبيه بري بأن يأخذ المقعد الدرزي في حاصبيا الذي يمثله النائب انور الخليل والا لكان حزب الله رشح شخصية درزية واستطاع تأمين الاصوات لها وضم شخصية درزية الى كتل نواب حزب الله، ثم هنالك معركة البقاع الغربي وزحلة مع البقاع الاوسط، اضافة الى معركة دائرة بعلبك الهرمل حيث البقاع الشمالي الشرقي وسيكون لحزب الله عدد هام من النواب ولذلك استنفرت اميركا وارسلت تجمع اطراف 14 اذار لتجمعهم لتكتل نيابي ضد حزب الله، لكن في السنوات الـ 4 القادمة سيلعب حزب الله دورا سياسيا كبيرا في لبنان مع بقاء الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب ولاعب دور سياسي، انما هذه المرة سيلعب حزب الله دورا سياسيا بامتياز في مجلس النواب وفي الحكومة كي يضرب مبدأ تصنيفه بأنه حزب ارهابي لانه في المقابل يمارس الديموقراطية اللبنانية على اصولها بطريقة شفافة ولديه كتلة نيابية كبيرة ولديه وزراء ممثلون له في الحكومة.
كل ذلك لن يجعل وزير الخارجية الاميركي يحصل على شيء من لبنان لكن الولايات المتحدة تراهن على الجيش اللبناني وتعزيزه وتعتبر انه بعد 5 سنوات من تدريب حوالى 4 الاف الى 5 الاف في الجيش اللبناني اضافة الى تسليح الجيش اللبناني سيصبح الجيش اكثر قوة من المقاومة، بينما العقل الاستراتيجي الذي لدى سماحة السيد حسن نصرالله يعرف ذلك تماما ويعرف كيف يدير الامور ويعرف انه عندما شنت محطة الـ ان. بي. ان. التابعة الى بري ومحطة الـ او. تي. في. اشرس الحملات التي كادت تؤدي الى حملات ارهابية مع هجوم شيعة على مبنى ميرنا الشالوحي ثم حصول حادثة اطلاق نار في بلدة الحدث تدخل السيد حسن نصرالله فورا واوقف الحملات ووضع الحل واتصل برئيس الجمهورية العماد عون وبالرئيس بري وكلف اللواء عباس ابراهيم بالجهود لتحديد ساعة اتصال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس بري وكيفية رد الرئيس بري باعلان احترامه لموقع الرئاسة وزيارته لبعبدا. وبطبيعة الحال فان هذا العقل الاستراتيجي والتاريخي قادر ويعرف كيف يستوعب حركة اميركا بالنسبة الى الجيش اللبناني، وفي مطلق الاحوال ولا سمح الله ان تجرأ احد او سعى الى فتنة بين الجيش والمقاومة  فانها لن تكون في مصلحة احد لكن على سبيل التذكير فان 34,3 في المئة من عناصر ورتباء وضباط من الجيش اللبناني هم من الطائفة الشيعية ولا يمكن ان يطلقوا النار على المقاومة او على اي بلدة شيعية او مناطق للمقاومة، لكن نقول اسوأ الفرضيات التي لن تحصل والجيش اللبناني موحد وله قيادة وطنية تؤمن بسيادة لبنان وتعلن عبر قائدها العماد جوزف عون في كل بيانات امر اليوم ان العدو هو اسرائيل.