يزور لبنان غدا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بعد زيارة تمهيدية قام بها مساعده دايفيد ساترفيلد منذ أيام قليلة.
وتحتل مسألة أزمة البلوكات النفطية بين لبنان وإسرائيل ، خصوصا البلوك رقم ٩ ، سلم أولويات تيلرسون في المفاوضات التي سيجريها مع المسؤولين اللبنانيين.
فبالإضافة إلى القضايا المستجدة على أجندة تيلرسون كالتصعيد العسكري في سوريا ، تأتي مسألة بناء إسرائيل للجدار الحدودي العازل في مناطق متنازع عليها مع لبنان لتضع القضية على نار حامية.
حيث شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا وتوترا كبيرين بين لبنان وإسرائيل ، وصلت إلى حد إعطاء مجلس الدفاع الأعلى الغطاء السياسي للجيش اللبناني كي يرد على أي خرق تقوم به القوات الإسرائيلية عند منطقة الحدود في الناقورة.
وعلى الرغم من التهديدات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل ، يستمر جيش العدو في بناء الجدار ضاربا بعرض الحائط كل التحذيرات والهواجس اللبنانية.
إقرأ أيضا : ماذا يريد ريكس تيلرسون من حزب الله ؟
وقد أكد الموفد الإسرائيلي للوسيط الأممي في الإجتماع الثلاثي الذي حصل في الناقورة أن إسرائيل مصرة على بناء الجدار في المناطق المتنازع عليها ، كذلك أبلغ الإسرائيليون الموفد اللبناني أن الحكومة الإسرائيلية عازمة على فصل الحدود البرية عن البحرية ، وهذا ما رفضه الجانب اللبناني المتمسك بترسيم عام ١٩٢٣ للحدود لا ترسيم الخط الأزرق أو خط إنسحاب عام ٢٠٠٠ ، كما أشارت جريدة " الجمهورية ".
كذلك يتمسك لبنان بحقه في الحدود البرية والبحرية سلة واحدة دون أي محاولة للفصل بينهما.
أمام كل هذه المعطيات ، تأتي زيارة تيلرسون كمحاولة للوساطة بين لبنان وإسرائيل للحد من حالة التوتر بينهما وإيجاد صيغة مشتركة للحل.
وبحسب مصادر صحافية ، فإن تيلرسون سيقدم عرضا نفطيا للجانب اللبناني على الشكل التالي:
١- يأخذ لبنان ٥٥٪ من البلوكات النفطية ٨ و ٩ و١٠
٢- هذا العرض قائم على أساس الخط المرسوم مع قبرص والذي ينتهي عند النقطة " ١ " وهو خط الموفد الأميركي السابق فريدريك هوف ويعرف بخط " هوف ".
إقرأ أيضا : برِّي: لا حرب بل توازنات جديدة
من الجانب اللبناني ، هناك رفض تام لعرض تيلرسون المتوقع والذي مهد له ساترفيلد ، حيث يتمسك لبنان بكامل حصته في المنطقة الإقتصادية الخالصة له ، وهي تنتهي عند النقطة " ٢٣ ".
لذلك ، يبدو أن المسألة أكثر تعقيدا مما يظن البعض ، وهي غير قابلة حتى الآن لأنصاف الحلول .
فهل ستشهد المنطقة الحدودية تصعيدا عسكريا أو أمنيا في حال فشل مهمة تيلرسون ؟
لا يبدو الأمر مستبعدا ، في ظل إستمرار إسرائيل ببناء الجدار وتكريس سياسة أمر واقع في المنطقة ، لكن قد لا تتجه الأمور أيضا إلى تصعيد عسكري في حال نجح تيلرسون في إقناع الإسرائيليين بتجميد بناء الجدار مقابل حصوله على بعض الليونة في الموقف اللبناني لناحية القبول المبدئي بحصص معينة في البلوكات.