استدعت التطورات في المنطقة والمستجدات على صعيد التهديدات الاسرائيلية اجتماعا في قصر بعبدا أمس للرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، وكان امام الرؤساء الثلاثة، ثلاثة مواضيع: التهديدات الاسرائيلية، والجدار الاسرائيلي في الجنوب، وزيارة وزير الخارجية الاميركي. 
وقالت مصادر مطلعة ان الاجتماع عرض الطروحات التي حملها مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد بالنسبة لموضوع التنقيب عن النفط والغاز، وقرر التعاون مع أي وساطة شرط ألاّ يتنازل لبنان عن أي جزء من حقوقه النفطية. 
كما تمّ التفاهم على ابلاغ وزير الخارجية الأميركي تيلرسون الذي يزور لبنان الخميس المقبل، رفض لبنان انشاء اسرائيل جدارها الفاصل على النقاط المتنازع عليها عند الحدود الجنوبية. 
وقال الرئيس سعد الحريري بعد الاجتماع الرئاسي إننا استعرضنا التحديات التي نواجهها، وتناولنا زيارة ساترفيلد للبنان، وسنبقى على تشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب كي يكون موقفنا موحدا ووطنيا في ما يخص اي تعديات على لبنان. وأضاف هذا قرار اتخذناه في المجلس الاعلى للدفاع ومجلس الوزراء، واتجاهنا ان يكون موقفنا موحدا ازاء اي تعديات اسرائيلية على لبنان. 
أما المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي شارك في جزء من اللقاء، فقال إن الوضع الامني على الحدود مستتب.

اجتماع الناقورة 
وفي الاطار ذاته، وبعد أسبوع من الاجتماع الاول الدولي - اللبناني - الاسرائيلي، عُقد أمس اجتماع استثنائي آخر في أحد مقار اليونيفل في رأس الناقورة عرضت خلاله مسألة بدء اسرائيل ببناء الجدار الاسمنتي. وذكرت مصادر مطلعة أن الوفد اللبناني تمسك برفضه إقامة الجدار في النقاط ال 13 المتنازع عليها. وقالت إن القائد العام لليونيفل مايكل بيري رأس الاجتماع وطلب من الطرفين الحفاظ على مندرجات القرار 1701 الذي ينظم الاستقرار على طرفي الحدود، مشيرة الى أن الوفد اللبناني برئاسة العميد خضر حمود، دعّم موقفه بالصور والخرائط والوثائق التي تؤكد ملكية لبنان للنقاط الثلاث عشرة المتنازع عليها. 
وكان الرئيس ميشال عون أكد ان لبنان اتخذ قرارا بالدفاع عن أرضه في حال حصول اعتداء اسرائيلي عليها او على حقوقه في النفط. واضاف لغاية الآن لم يحصل اعتداء، انما هناك تصاريح فقط، وهناك قوى تتدخل دبلوماسياً وسياسيا للمساعدة على فض هذا الخلاف، مشيرا الى ان لا يمكن لاسرائيل ان تبني جدارا في اراضينا. 
وفي حديث الى محطة ON live المصرية، قال الرئيس عون اننا استطعنا ان نرسي جوا لا تؤثر فيه نتائج الخسارة والربح في سوريا، بحيث يبقى لبنان في حالة استقرار وازدهار من دون ان يدخل في الصراعات، ويبقى الصراع الداخلي سياسيا فقط، وهذا ما أمّن الاستقرار في البلد وابعد عنا تداعيات ما يحدث في سوريا، لافتا ايضا الى ان المجتمع الدولي يريد بدوره الاستقرار للبنان. 
وبعد اجتماع القصر، زار الرئيس سعد الحريري الرئيس نبيه بري في عين التينة، وتناول الغداء الى مائدته. وتأتي هذه الزيارة لتؤشر الى تجاوز العلاقة بين الرئاستين الثانية والثالثة مرحلة الجفاء التي دخلتها على خلفية توقيع الرئيس الحريري مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994، وتنبئ بطي صفحة الفتور الذي شابها في الاسابيع الماضية، معلنة عودة المياه بين عين التينة وبيت الوسط الى مجاريها الصحيحة.