"لا تحزنوا اذا قتلتني السرعة يوماً ما... فقد كنت مبتسماً"... ستاتوس كتبه جو عنيد في صفحته بـ "فايسبوك" في الثالث من كانون الاول الماضي مرفقاً بفيديو وهو يقود دراجة نارية بسرعة 290 كلم في الساعة... لم يمرّ شهران وبضعة أيام على كلامه حتى قتلته السرعة، ليرحل ربما مبتسماً لكن بالتأكيد مبكياً كل من عرفه.
"التقليعه" الأخيرة
عند الثامنة والنصف من صباح امس الأحد كان الموت بانتظار جو على اوتوستراد طرابلس، وبحسب ما قاله صديقه الذي كان يرافقه في رحلة "الالم" مالك قنواتي لـ "النهار": "يوم السبت الماضي سهر جو في جونيه، قبل ان ننطلق نحو 20 دراجة الى الشمال، وصلنا عند الساعة السابعة والنصف صباحا قمنا بثلاث جولات سباق شارك فيها جو، الا انه اصر بعد ان انتهينا ان يقوم بجولة اخيرة مع محمد عبهر، لم يعر اهمية لرفضنا، قائلاً لنا "هالتقليعه بس، اذا رجعت ع بيروت من دون ما قلِّع رح كون زعلان". ولفت "تعطلت الدراجة النارية التي كان يقودها، نده الى احد الاصدقاء كي يعيره دراجته لكن لم يسمعه عندها اخذ دراجة اخرى وانطلق الى قدره".
مشهد مريع
"قام جو ابن عين الرمانة والعسكري في قوى الامن الداخلي بالتفافة صغيرة عكس السير قبل ان ينطلق بسرعة على الاوتوستراد، فجأة اصطدم بسيارة من الخلف تقودها إمرأة والى جانبها ابنتها، طار مسافة قبل ان يضرب بعمود كهرباء، التف جسده عليه، الاصابة اتت على ظهره قبل ان يقع ارضا على راسه، كما انزلقت دراجة محمد نتيجة ملامستها دراجة جو فاصيب بكسور في حوضه ورجله" يقول مالك، مشيراً "كان المشهد مريعاً، اذ كيف لي ان ارى صديقي ينازع، حضرت سيارة الاسعاف، نقلته الى مستشفى النيني لكن لفظ آخر انفاسه قبل ان يصل".
رحيل البطل
حاز جو (26 سنة) بطولات عدّة في سباقات الدراجات النارية، واشار مالك "كان بطلاً بكل ما للكلمة من معنى، خسارته كبيرة لنا فكيف بالنسبة لوالديه وشقيقه وشقيقته، بالتأكيد مصابهم كبير، سنفتقد كثيراً ضحكته، حماسته واندفاعه"، خاتماً "للاسف عشق جو الدراجات النارية فكان موته بسببها، خطفه من بيننا وهو في عز شبابه الا انه سيبقى في قلوبنا وذاكرتنا ما دامت عروقنا تنبض".