في حمأة انهماكه بالتحضيرات لزفاف شقيقته، قُتِلَ عبد العزيز الفارس بأربع رصاصاتٍ كانت كفيلة بأن تحوّل الزفاف الذي تتحضر له عائلة الفارس اليوم الى مأتم. فبعد خمس سنوات على قتلِ ولده ابن السبعة عشر ربيعاً، أخذ أحمد الحميدان بثأر ابنه من عبد العزيز.
كمين محكم فثأر
قبل نحو 5 سنوات فَقَدَ أحمد (55 عاماً) من بلدة رجم خلف في وادي خالد، ولده في جريمة قتلٍ نفذها الشابان عبد العزيز الفارس وعمر الأحمد من بلدة الهيشة، في كمينٍ نصبه شبان من بلدةِ رجم خلف لشبان من الهيشة على خلفية اشكال وقع في صباح ذلك اليوم بين شبان من القريتين المتجاورتين، بحسب ما روى شقيق أحمد، دحام الحميدان لـ"النهار". دحام أكد أن ابن شقيقه "لم يكن له أي صلة بالاشكال الذي وقع آنذاك بين شباب القريتين، بل كان قاصداً أحد المحال حين أمسك به عبد العزيز وعمد عمر الى قتله طعناً بالسكين".
ادعى أحمد على الشابين بتهمة قتل ولده، أمضى عبد العزيز 5 سنوات في السجن ولم يمر على اطلاقه أكثر من سنة، فيما لا يزال عُمَر خلف القضبان. ويكمل دحام روايته: "من اللحظة التي أصبح فيها عبد العزيز حراً، نطلب من عائلته منعه من التجول في وادي خالد، لأن أخي لن يحتمل رؤريته، إلا أنهم لم يحترموا جراحنا ولم يلتزموا طلبنا، وفي حين كان أحمد يشتري الوقود من إحدى المحطات، صادف مرور عبد العزيز الذي رمقه بنظرات حادة أكثر من مرة، مما أثار غضب أحمد فعاد الى منزله وتناول سلاحه الحربي واطلق عليه النار".
أحمد الحميدان، سائق جرار زراعي وأب لثلاثة شبان، اثنان منهم ينتمون الى المؤسسة العسكرية، وقد فقد الثالث في جريمة بشعة قبل سنوات، تحول اليوم من والد مفجوع الى قاتل متوارٍ، وعائلته تؤكد أنها ستسلمه الى القضاء المختص ما أن يتم العثور عليه.
الفرح تحول الى مأتم
أوصل عبد العزيز الى صالون تصفيف الشعر، شقيقته العروس التي يتحضر لاصطحابها الى حفل زفافها في غضون ساعات، الا أن الموت باغته بأربع رصاصات غادرة أطلقها أحمد الحميدان. وبحسب رواية مختار الهيشة طلال الشيخ لـ"النهار"، فإن عبد العزيز كان برفقة صديق له في طريق العودة من صالون التزيين، عندما تعطل إطار السيارة التي تقلهما، فتوقفا أمام أحد المحال لاصلاحهـ وعندما ترجل السائق، أي صديق عبد العزيز ليدخل المحل، أخذ أحمد مكانه وأطلق النار على المغدور".
وعن تورط عبد العزيز في #جريمة قتل ابن أحمد في الاشكال الذي وقع قبل 6 سنوات، ينفي الشيخ الأمر نفيا قاطعا، ويعلل ذلك بدليل اطلاقه والابقاء على عمر الأحمد مسجوناً، باعتبار أنه القاتل، مشيرا الى أن عبد العزيز كان شاهدا على الجريمة الا أنه لم يشارك فيها.
من أبٍ مفجوع الى قاتلٍ متوارٍ، ومن شاهد وفق البعض ومشارك وفق آخرين، الى ضحيةٍ، هكذا تتبدل الأدوار على مر السنين في وادي خالد وتزهق الأرواح لابسط الأسباب.