وقع خبر "اغتصاب" م. ن. فتيين لا يتجاوز عمراهما الـ15 عاماً، كالصاعقة على أبناء منطقة البيسارية الجنوبية. فالمتهم المعروف في المنطقة بـ"اللحام المرتاح مادياً" وصاحب السمعة الطيبة، قبضت عليه الأجهزة الأمنية، بعد أن تقدمت ه. ش. (سورية الجنسية) بشكوى ضده أمام النيابة العامة في الجنوب بتهمة اغتصاب ابنها خ. (15عاماً) وإجباره على ممارسة الجنس مع طفل آخر وتصويره تحت تهديد السلاح بعدم كشف أمره، بحسب ما جاء في إفادة خ. أمام الأجهزة الأمنية.
القصة بدأت وفق مصادر "النهار" حين لاحظ العديد من عمال الملحمة "اهتماماً" خاصاً من قبل المتهم بالفتى المذكور وإعطائه إجازات خلافاً لباقي العمال. فبدأت القصة تنفضح بعد أن تعرض خ. للضرب على وجهه ولم تعرف الأسباب حينها، قبل أن يكشف القاصر لصديقه ما يحصل معه، وأنه على استعداد للمواجهة في حال إنكار صاحب الملحمة. فما كان من المتهم إلا أن قام بإرغام خ. على ممارسة الجنس مع قاصر آخر يدعى ع.س. وتصويرهما تحت تهديد السلاح، كي لا يفتضح أمره. إلا أن الأمر تطوّر بعد أن تدخلت جهات حزبية علمت بالأمر وأبلغت القوى الأمنية بما حصل فتقدمت حينها والدة الفتى خ. بدعوى قضائية بحق المتهم.
وبعد أن شاع الخبر في الأيام الماضية في بلدة البيسارية، حاولت العائلة نفي الخبر، متهمة الولدين بتلفيق تهمة الاغتصاب بحق المتهم، مؤكدين أن العدالة ستظهر وسيخرج من سجنه بعد انتهاء التحقيقات.
مصادر حزبية في القرية أكدت الواقعة معتبرةً أن المسألة أمام القضاء، وهناك ضغوطات كبيرة لإسقاط الدعوى، من قبل بعض الأطراف الوازنة في القرية في محاولةً منها لتبرئةً المتهم على اعتباره صاحب خدمات ويد خيرية رافضين التهم الموجهة إليه.
والدة الطفل خ. أكدت لـ"النهار" أنها تحت سقف القانون، وكل ما تطلبه هو العدالة لطفلها الموجود قيد التحقيق وسيواجه المتهم، متمنيةً أن تكون كل التهم كاذبة. وبنبرة الخائفة أشارت هالة إلى أنها تشعر بالخوف مما حدث. فالمصيبة وقعت ولا يمكنها التكلم كثيراً عن الموضوع. "فأنا لم أطالب بتحقيق العدالة وعدم الافراج عن المتهم قبل اظهار الحقيقة". في حين رفضت مصادر العائلة محاولات البعض بالتستر عليه بحجة أن القضية ملفقة.
وأظهرت تسجيلات حصلت عليها "النهار" من مصادر في القرية، حديثاً مفصلاً للولدين عما حصل معهم، وكيف تمت عمليات التهديد والاغتصاب في إحدى الشقق، وكيف تعرض أحدهما للاعتداء قبل أن يمنعه والده من العودة إلى العمل عند صاحب الملحمة. بينما يظهر تسجيل آخر خ. موضحاً كيف أن المتهم اصطحبه إلى شقته ومارس معه الجنس مرات عدة وكان الفتى يقبل بالأمر خوفاً من كشف أمره، وقد عرض عليه المتهم مبالغ مالية مقابل تقديم تلك "الخدمات له".
مصادر أمنية رفضت التعليق على الحادث مؤكدةً أن القضية قيد التحقيق، و"لا يمكن إعطاء أي معلومة قبل انتهاء التحقيقات"، وقد استمعت النيابة الى شهود عيان وإفادات الأهل.