وتجد الكاتبة أن هذه العملية تؤشر إلى تحول الحرب الأمريكية في سوريا عن ملاحقة تنظيم الدولة، لدعم حلفائها من مقاتلي سوريا الديمقراطية.
ويشير التقرير إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا شجبتا قتل المقاتلين في شرق سوريا، ووصفتا العملية بـ"غير القانونية"، لافتا إلى أن القوات الأميركية قامت باستهداف القوات الموالية للنظام السوري، في عملية ليلية، عندما اقتربت هذه القوات من قاعدة تحميها تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وتذكر الصحيفة أن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس وصف العملية بالمحيرة، وتساءل عن السبب الذي دفع القوات السورية لمهاجمة القاعدة، وقال إنه تم الاتصال بالروس من خلال الخطوط الموجودة، وأضاف: "كنا نعلم أن هناك عناصر في هذه المعركة المعقدة خارج السيطرة".
وتقول سلاي إن هذا الاشتباك كان الأخطر بين القوات الأميركية والسورية منذ بدء انتشار القوات الأميركية في شمال شرق سوريا، لافتة إلى أن تعقيدات المعركة تشير إلى أن الحرب الأميركية ضد "داعش" قد توسعت، تاركة واشنطن تسيطر على ربع الأراضي السورية.
ويلفت التقرير إلى أن سوريا وإيران طالبتا بخروج القوات الأميركية من سوريا بعدما هزم تنظيم "الدولة الاسلامية"، إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أعلنت عن استراتيجية جديدة في سوريا، يتم بموجبها الانتشار الدائم في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حتى يتم تحقيق تسوية سلمية، وإنهاء الحرب السورية، والبدء بعملية انتقال سياسي دون رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتقول الصحيفة إنه "مع عدم وجود أي إشارة إلى اتفاق سلام أو وجود حل للأزمة السورية، فيبدو أن الجيش الأميركي ربط نفسه في الحرب لأمد غير محدود، واحتمال البقاء الدائم لتأمين كيان كردي في شمال شرق سوريا، أدى إلى تقاطع عدد من القوى اللاعبة في الحرب السورية، التي مضى عليها 7 أعوام، ووحد تركيا وروسيا وإيران والحكومة السورية ضد الوجود الأميركي الفعلي".
وتنقل الكاتبة عن السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، قوله، إن الولايات المتحدة "في مهمة زاحفة"، وأضاف أن "الأميركيين تمكنوا من خلال استراتيجيتهم الدبلوماسية من عزل أنفسهم، لدرجة أن تركيا وإيران وسوريا تتفق على أن ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا سيء".
وينوه التقرير إلى أن الكثيرين في الكونغرس بدأوا بالتساؤل عن خطورة تورط واشنطن بشكل أعمق في الحرب، من خلال نشر القوات في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، حيث قال السيناتور الديمقراطي عن فيرجينيا وعضو لجنة القوات المسلحة تيم كين، إن المواجهة تطرح أسئلة "حول استمرار وجودنا" في سوريا، معبرا عن قلقه العميق من إمكانية تورط إدارة ترامب في حرب واسعة دون تصويت الكونغرس أو وجود أهداف واضحة.
وتفيد الصحيفة بأن ماتيس رفض هذه الاتهامات، قائلا: "نحن هناك لقتال تنظيم الدولة.. وهذا ما كانت القوات تعمله في ذلك الموقع"، وأضاف: "لو أردنا المشاركة في الحرب لتحركنا إلى الجانب الآخر من النهر (الفرات) وواصلنا القتال".
ويورد التقرير أن العملية في دير الزور تتزامن مع زيارة قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا الجنرال بول فانك الثاني، الذي أكد لقوات سوريا الديمقراطية تقديم الدعم لها.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو غابرييل، قوله إن قواته تشعر بأنها تهاجم من الأطراف جميعها، واصفا الهجوم بأنه "هجوم على المشروع السياسي الذي نحاول القيام به في سوريا".
وتبين الصحيفة أنه إذا استمر التوتر، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها ستجد نفسها في حرب على ثلاث جبهات: ضد تركيا وتنظيم "داعش" والنظام السوري.