دخلت غرفة نومها مع شقيقتها، تبادلت واياها الحديث، ضحكت وتبادلت المزاح معها قبل أن ترقد في سبات طويل.
في الصباح، سمعت شقيقتها صوت شخيرها. حاولت تصحيح طريقة جلستها معتقدة انها تمزح.
لكن عندما عملت على ايقاظها من دون ان تستجيب نادت والدتها لتصدم ان امرا غير طبيعي اصاب ابنتها. هي فراشة عائلة عبد الله، لين التي صعقت الجميع برحيلها المفاجئ من دون اي انذار او تحذير.
"توقف" مفاجئ
الساعة الخامسة والنصف من صباح امس توقيت مقيت بالنسبة لكل من عرف لين(12 سنة)، وبحسب ما شرحه خالها علي عواضة لـ" النهار": "لم يسبق وان عانت من اي مرض، وما حصل معها بحسب تقرير الطبيب الشرعي ضيق تنفس أدّى الى توقف القلب".
ولفت الى انه "في ذلك الصباح كان يفترض ان تستيقظ لتحضر نفسها للذهاب الى المدرسة لكن بدلا من ذلك تم نقلها الى مستشفى رزق حيث حاول الاطباء جهدهم لنحو ساعة كي ينقذوها من الموت، لكن للأسف لم تنجح محاولاتهم فأطبقت صغيرتنا وجميلتنا عينيها للابد".
"مزحة" لين
ابنة بلدة عين قانا كانت تسكن مع عائلتها في منزل في منطقة بشارة الخوري، واشار عواضة الى انه "وقبل وفاتها سهرت في منزلنا القريب لهم، ضحكت ومزحت قبل ان تدخل الى غرفة النوم للدراسة بعدها عادت الى بيتها ليصلنا خبر وفاتها".
يسكت قليلا محاولاً جمع قوّته لكن دموعه تخونه، يبكي بحرقة مستذكراً كلمات سبق وقالتها له لين" اعتادت ان تمازحني قائلة يا كرشي يا كرشي يلي عليك انا بصرف قرشي".
لم يكتب لعائلة عبد الله ان تبقى لين بينهم، خطفت من وسطهم في غفلة تاركة شقيقة تكبرها وشقيق اصغر منها في حيرة وذهول لفراق من كانت تشاركهم الحياة.
وقال عواضة "حتى الآن لا يمكننا استيعاب ان الفراشة التي كانت تتنقل بيننا بكل سلاسة كسرت جناحيها، وهي ممددة على السرير".
في الأمس، ووريت لين الثرى في جبانة بلدتها لكن روحها المرحة وضحكتها وابتسامتها ستبقى حاضرة في اذهان محبيها وسيبقى طيفها في كل مكان وزاوية مرّت بها!