في ظل التساؤلات عن التحقيقات في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عام 2005، أكدت رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القاضية التشيكية إيفانا هردليشكوفا نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"، "أنها شخصياً ملتزمة ومهتمة للغاية بالمحكمة، فهي تؤمن "بالعدالة بشكل عام، وبالعدالة الجنائية الدولية بشكل خاص".
وأوضحت قائلة: "دعوني أُذكّر أن المدعي العام هو من يقوم بالتحقيقات، وعندما تكتمل لديه أدلة كافية، يمكنه عندها أن يقدم إلى قاضي الإجراءات التمهيدية قراراً اتهامياً، وهذا ما حصل في عام 2011، إذ أودع المدعي العام قرار الإتهام أمام قاضي الإجراءات التمهيدية الذي صدق عليه، وبدأ بالمرحلة التمهيدية تحضيراً للمحاكمة.
ثم بدأت المحاكمة أمام غرفة الدرجة الأولى في كانون الثاني 2014، وربما لاحظتم أن المتضررين أيضاً كانت لديهم فترة أسبوعين لعرض قضيتهم، وبعد الإدعاء، يمكن لفرق الدفاع تقديم قضية خاصة بها إذا ما رغبت بذلك".
وعن الفترة الزمنية الطويلة التي إستغرقتها المحاكمة، قالت هردليشكوفا: "كل المحاكم الدولية، وحتى الوطنية، لا تسير فيها العدالة بالسرعة التي نحتاج، وفي حالة محكمتنا هذه، القضية معقدة للغاية، والأدلة على درجة عالية من التقنية، كما أننا نعمل بثلاث لغات رسمية، وإذا كنتم تتابعون المحاكمة، ستلاحظون أن الفرقاء والقضاة يأخذون كامل وقتهم في شرح هذه الأدلة، ليتمكن الجميع من فهمها.
مضيفةً، "لدينا حقوق الدفاع، ويجب أن تكون ممثلة بشكل كامل، فهذه المسألة مهمة، وعلى الرغم من أن المتهمين ليسوا معنا، فإنهم يتمثلون من قبل محامين يحمون مصالحهم، ويقدمون أدلة خاصة بهم، ومن الضروري جداً أن نحقق توازناً بين الإنصاف والسرعة، ومهمتنا تقضي بأن نحقق العدالة، ونقوم بمحاكمة عادلة، ولكن يجب أن تكون سريعة ومنصفة أيضاً".
ولفتت إلى أنّ "العدالة في كل أنحاء العالم، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، تواجه تحديات كثيرة، لكن الأهم هو أن إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان يعتبر رسالة بحد ذاتها، ويعني أن جريمة الإرهاب لا يمكن أن تمر دون عقاب، العملية طويلة لكن لا شك أننا سنحقق غاياتنا في النهاية".