إن كانت صورة التحالفات في قضاء زغرتا باتت شبه واضحة، فإن صورة النتائج المتوقعة يعجز حتى الخبراء الانتخابيين عن رسم خطوطها الأولية، وذلك لأن موازين القوى متقاربة جداً بين الرؤوس المتنافسة على مستوى الدائرة التي تجمع للمرة الأولى قضاء زغرتا بأقضية ثلاثة هي بشري، والبترون، والكورة.
يمكن وصف المعركة في الشمال الثالثة بأنها من الأكثر صعوبة، والأهم سياسياً، كونها تضم العدد الأكبر من الناخبين الموارنة، ما يمنحها سخونة زائدة.
لم تنتقل عدوى تحالفات الانتخابات البلدية للاستحقاق النيابي، تفاهم معوض - فرنجية لن يتكرر في 2018، ولا تستبعد مصادر محلية أن يخسر رئيس تيار المردة في القضاء الذي يضم مسقط رأسه (بنشعي) رغم كتلته الشعبية الكبيرة، مقعدا لصالح رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض. وذلك بفعل قانون الانتخاب الجديد الذي ينتخب وفقه اللبنانيون للمرة الأولى، ويمنح المستقلين فرصاً أكبر بخرق اللوائح التقليدية، لا سيما أن معوض حاز على 47 بالمئة من أصوات المقترعين في قضاء زغرتا في انتخابات 2009.
بينما ترفض مصادر زغرتاوية أخرى هذه النظرية، وترى أن لفرنجية الحضور الأقوى في زغرتا يضاف إليها ارتفاع حظوظ المردة في الدائرة بعد تحالفها مع النائب بطرس حرب والحزب السوري القومي الاجتماعي، وذلك على اعتبار أن الأخير لاعب مهم بتحديد النتائج نظراً لحضوره القوي في زغرتا والكورة.
ويضم القضاء 3 مقاعد مارونية يشغلهم حالياً النواب سليمان فرنجية، وسليم كرم، واسطفان دويهي. بينما يبلغ عدد الناخبين 77443، يتوزعون وفق آخر تحديث أجرته وزارة الداخلية بين (61121 موارنة، 4376 أرثوذكس، 868 كاثوليك، 9976 سنة، 151 شيعة). بينما يبلغ عدد الناخبين في الدائرة ككل 246977.
تؤكد عضو لجنة الشؤون السياسيّة في المردة ميرنا زخريّا لـ"ليبانون ديبايت" أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أعلن باكراً عن تحالفاته وأسماء مرشحيه في دائرة الشمال الثالثة.
وترى في ذلك دليل قوة، وحسن نية تجاه الرغبة بإجراء الانتخابيات في موعدها، وتعتبر أن بعض الأحزاب تتريث بإعلان ترشيحها لأنها ربما غير متأكدة من إيجابية النتائج، أو ربما لأنه لم يعد بالإمكان التنقل بين اللوائح وفق القانون الجديد.
وسيكون مرشحو المردة الثلاثة (طوني فرنجية والنائبان دويهي وكرم) في لائحة واحدة (كتلة لبنان الحر الموحد) إلى جانب "الحليف السابق في قضاء البترون بطرس حرب، وويليام جبران طوق في قضاء بشري والحليف الدائم في جميع الأقضية القومي السوري الاجتماعي، بالإضافة لمرشحها في الكورة نائب رئيس تيار المردة وزير الدفاع السابق فايز غصن".
وعن الاستحقاق، تقول زخريّا "مرتاحون كالعادة في قضاء زغرتا، ونكمل معا بالأسماء التقليدية وذلك بسبب الوزن الذي يتمتع به كل من عائلتي دويهي وكرم بالتضامن مع العائلات الزغرتاوية الكريمة".
وفي ما يخص المتغيرات، تلفت إلى أن "الجديد الطارئ في القضاء هذه الانتخابات هو ترشيح طوني فرنجية، أي إدخال العنصر الشبابي إلى لائحة المردة، الأمر الذي يفعّل الدور الشبابي في الندوة البرلمانية".
أما قانون الانتخابات الجديد، "كنا مرتاحين في القانون الأكثري السابق وأيضاً في الحالي النسبي لأن اتكالنا بالدرجة الاولى على الناخب وليس على التحالف فقط". وفي حال حقق معوض خرقاً، فـ"ليس غريباً على ابن زغرتا وابن رئيس سابق أن يكون نائباً في قضائه، ولكن مهما كانت النتائج فإن ثالوث جيش شعب مقاومة هو الفائز في لبنان".
وفي ظل تنافس رئيسي حزبي التيار الوطني الحر جبران باسيل والقوات اللبنانية سمير جعجع لاستقطاب معوض باعتباره أحد اللاعبين المؤثرين جداً في الدائرة، تشير مصادر محلية لـ"ليبانون ديبايت" أن معوض الذي يتوقع أن يخوض معركة زغرتا على لائحة يترأسها لم يكشف الستار عن تحالفاته بعد.
ولكن "بما أنه لن يكون على لائحة واحدة مع المردة لأنه لا يجمعه معها نفس الخط السياسي، فمن المتوقع ألا يكون على لائحة الوطني الحر، لأنه في حال التحالف مع الوطني الحر سيكون كمن يناقض نفسه لأن ما يجمع الوطني الحر والمردة خط سياسي واحد". ولذلك ترجّح الأوساط أن يكون معوض إلى جانب القوات اللبنانية التي كانت تجيّر أصواتها له في استحقاقات قضاء زغرتا السابقة.