يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ارسل اكثر من 140 طائرة الى سوريا وقام بعمليات حربية لم يسبق لها مثيل ذلك ان الطائرات الروسية كانت تقوم بـ 2000 غارة في الشهر وهو اعلى نسبة شهدتها الحروب الكبرى. واستطاع الرئيس الروسي بوتين قلب موازين القوى واعادة تثبيت نظام الرئيس السوري بشار الاسد ونقل سيطرة النظام السوري من مساحة 17 في المئة الى 66 في المئة من الاراضي السورية، كما ان الجيش الروسي من خلال دعمه للجيش العربي السوري بالتعاون مع حزب الله والتعاون مع القوات الايرانية، اضافة الى قوى مساندة الى النظام السوري قلبوا الموازين وادوا الى شبه تصفية المنظمات التكفيرية التي ارسلتها السعودية وقطر وزادت عن 180 الف مقاتل تكفيري دخلوا الى سوريا عبر الحدود التركية مع كامل اسلحتهم وتمويلهم بغطاء اميركي ورغبة اسرائيلية.

 

 

 

 

 

واجتاح هؤلاء التكفيريون كامل مناطق الحدود من تركيا وصولا الى ريف حماه، لكن بعد القصف الجوي للطيران الروسي الحربي بغارات كما قلنا وصلت الى 2000 غارة في الشهر، واستعمال طائرات سوخوي 25 و27 و35 ادى الى تدمير مواقع التكفيريين وبدأ الجيش العربي السوري بالتقدم من دمشق بدعم خاصة من حزب الله وقوات ايرانية لكن الجهد الاساسي كان للجيش العربي السوري وحزب الله واستطاعوا فتح طريق دمشق الى الساحل عبر حمص وانهاء مشكلة حي الوعر والتكفيريين في مدينة حمص ثم الانتقال الى بقية المحافظات حتى استطاع الجيش الروسي عبر دعمه للجيش العربي السوري والقوات الحليفة له من ايصالهم الى دير الزور وريف ادلب تماما على حدود تركيا اضافة الى ريف حلب ثم تحرير مدينة حلب التي احتلها تنظيم داعش منذ عام 2013 وحتى سنة 2016 لمدة 3 سنوات، وكان اخراج تنظيم داعش وجبهة النصرة من ثاني مدن سوريا او العاصمة الثانية لسوريا وهي حلب هو اكبر انتصار في تاريخ الحرب السورية ضد التكفيريين. والقوى المدعومة من السعودية بالمال والسلاح والمدعومة ايضا من قطر واميركا، كذلك كانت مدعومة من تركيا عبر تأمين خطوط تموين الذخيرة والمدفعية والصواريخ لهذه القوات التكفيرية.

الرئيس الروسي بوتين الذي حقق هذا الانتصار ثم زار مطار حميمم واعلن ان الحرب انتهت وحققنا الانتصار وان البقية الباقية من التنظيمات التكفيرية ستبقى 60 طائرة روسية تساند الجيش العربي السوري مع القوى المؤيدة له وتقوم بانهاء هذه البقع التي تتواجد فيها قوات تكفيرية.

 

 

 

لكن الرئيس بوتين اصيب بضربتين بعد ان كان قد اعلن ان الانتصار العسكري في سوريا سيقوم بتحويله الى انتصار سياسي من خلال عقد مؤتمر في روسيا كي يستثمر الرئيس الروسي بوتين الانتصار العسكري الكبير في سوريا الى انتصار سياسي ينهي الحرب في سوريا ويؤدي الى تثبيت النظام، نظام الرئيس بشار الاسد مع مشاركة المعارضة السورية في الحكومة ومراكز المسؤولية واقرار البنود الاربعة للقرار الصادر عن مجلس الامن وهي :

1 – تشكيل هيئة دستورية انتقالية برئاسة الرئيس بشار الاسد

2 – وضع دستور لسوريا الجديدة على قاعدة مجتمع مدني وان النظام برلماني والدستور يمنح الحرية الى الشعب السوري باعطاء رأيه وينتقل النظام من نظام رئاسي ومخابرات الى نظام برلماني وحكومة مع عدم تدخل المخابرات في شؤون المواطنين السوريين، بل يختصر الامر على المحاكم السورية المدنية والجهات المدنية.

3 – اجراء انتخابات برلمانية لانتخاب مجلس نواب جديد، ثم اجراء انتخابات رئاسية لاختيار رئيس لجمهورية سوريا من خلال استفتاء شعبي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، على ان يتم ذلك باشراف 5 الاف ضابط وضباط صف وجنود في مراقبة الانتخابات النيابية والرئاسية تحت اشراف الامم المتحدة كي تأتي النتائج شفافة وواضحة ويختار الشعب السوري مجلس النواب الجديد ورئيس الجمهورية الجديد.

 

 

 

4 - يتم تشكيل الحكومة الجديدة وفق عدد الكتل النيابية في المجلس النيابي ويتمثل نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة وفق عدد النواب الذين نالوها في الانتخابات النيابية الحرة التي جرت باشراف الامم المتحدة ولا يستطيع احد نقض نتائج الانتخابات لانها ستكون تحت اشراف الامم المتحدة كذلك سيشرف مراقبو الامم المتحدة على كامل عمليات الانتخابات والانتشار في القرى والبلدات لضمان عدم تدخل المخابرات السورية، كذلك اثناء فرز الاصوات وصدور النتائج كاملة. وعلى هذا الاساس تتشكل الحكومة وفق تمثيل عدد نواب النظام ووفق عدد نواب المعارضة. لكن الدستور السوري الجديد لا يعطي الحق الى رئيس الجمهورية بتعيين رؤساء فروع المخابرات في سوريا بل يقوم وزير الدفاع بتعيين رئيس المخابرات العسكرية في الجيش ورئيس المخابرات الجوية ويختصر عملهم على مراقبة الجيش السوري وسلاح جوه والبحرية وغيرها. كذلك يقوم فرع الامن العسكري بمراقبة الضباط والجنود في سلاح البر من مدرعات ومدفعية والوية برية وقوات خاصة. ولا يتم توقيف مواطنين مدنيين لدى اجهزة المخابرات العسكرية. اما تعيين رئيس المخابرات السياسية ورئيس جهاز امن الدولة فيقوم بتعيينهم وزير الداخلية وهذا التعيين يجب ان يأخذ اكثرية عدد النصف زائد واحد في مجلس الوزراء، ويتم رفعه الى رئيس الجمهورية للتوقيع عليه .

الرئيس بوتين اعتبر ان عليه بعد تسجيل انتصارات عسكرية في سوريا تحويل الانتصار العسكري الى سياسي لكنه فشل في ذلك فدعا الى مؤتمر في سوتشي ودعا كافة المعارضة حتى المسلحة الى سوتشي في روسيا، لكن الولايات المتحدة والسعودية دخلت على الخط وقامت بتعطيل اشتراك المعارضة المسلحة وهكذا فشل مؤتمر سوتشي الروسي الذي دعا اليه الرئيس الروسي بوتين. ويومها قال الرئيس الروسي بوتين ستدفع المعارضة المسلحة ثمنا غاليا لرفضها الاشتراك في مؤتمر مدينة سوتشي في القوقاز في روسيا.

موقف الرئيس بوتين والوضع في سوريا

عندما فشل الرئيس بوتين في تحويل الانتصار العسكري الى انتصار سياسي بسبب تدخل الولايات المتحدة والسعودية واسرائيل انما التدخل الكبير كان اميركي – سعودي، حيث جمعت السعودية 11 فصيلا تكفيريا وقامت بتوحيدهم في جيش واحد، وانشاء غرفة عمليات كبيرة لهم في مدينة سراقب في محافظة ادلب، والبدء بتسليمهم اسلحة وتمويلهم ودفع رواتب كل المقاتلين التكفيريين.

واذا كان الرئيس بوتين قد اعتبر اسقاط الطائرة الروسية منذ 5 سنوات بصاروخ اطلقتها طائرة تركية على الطائرة الروسية امرا خطيرا لن يسكت عنه ووضع شرطين، اعتذار الرئيس التركي علنا من روسيا وثانيا تسليم المقاتل من الشيشان الذي كان يطلق الرصاص على الطيار الروسي وهو يهبط بالمظلة في الاراضي التركية.

 

 

 

وعندها امتنعت تركيا عن الاعتذار فقامت روسيا باجراءات عقوبات مشددة وهدد الرئيس الروسي بوتين بضرب صواريخ بعيدة المدى من جزيرة القرم على البحر الاسود ضد مدينة اسطنبول ويومها استحق الجيش التركي هذا الخطر وابلغ واشنطن خطر اطلاق صواريخ بعيدة المدى روسية على اسطنبول ومدى الضرر الذي سيصيب اهم مدينة كبرى هي اكبر من العاصمة وهي اسطنبول. فقالت الولايات المتحدة انها تجري اتصالات مع روسيا لكنها لم تجد الا اصرار من الرئيس بوتين على ضرب اسطنبول. وعندها قام الرئيس التركي بالاعتذار من روسيا على اسقاط الطائرة. كما قام بتسليم المقاتل من الشيشان الذي قتل الطيار الروسي اثناء هبوطه بالمظلة واطلاق النار عليه، وقام الرئيس بوتين بتحويله الى محكمة ميدانية عسكرية التي قامت باعدامه في الساحة الرئيسية في مدينة غروزني عاصمة الشيشان واعتبر الرئيس بوتين انه اعاد الاعتبار لسلاح جوه وهيبة الجيش الروسي.

لكن بالامس، اصيب الرئيس الروسي بضربة جديدة معنوية وعسكرية عندما ظهر صاروخ اميركي من نوع ستينغر مع قوات تكفيرية تابعة الى جبهة النصرة التي اطلقت الصاروخ على الطائرة الروسية من طراز سوخوي 25 وادت الى اسقاطها ومقتل الطيار بعد ان هبط على الارض وقاوم التكفيريين لكنهم قتلوه.

فحصل الرئيس بوتين على جثة الطيار خلال 48 ساعة ومنحه اعلى وسام في روسيا وسام بطل روسيا الاتحادية.

ثم طلب من تركيا ان تعمل على تسليم اجزاء الطائرة الروسية المحطمة كي يستلمها سلاح الجو الروسي ويدرس كيفية اصابة الطائرة بالصاروخ.

وهنا علم الرئيس الروسي بوتين ان اميركا والسعودية هما الجهتان التي سلمت صواريخ ستينغر من جديد وضربت الانتصار العسكري الروسي الكبير في روسيا واصيب الرئيس بوتين بضربتين الضربة الاولى فشل المؤتمر السياسي في مدينة سوتشي في روسيا واسقاط طائرة حربية روسية في ريف ادلب.

فقام الرئيس الروسي بوتين بقصف مدمر على ريف ادلب عبر استعماله طائرات استراتيجية من طراز يو 22 التي تحمل القنابل من زنة 2 طن، ودمرت كامل منطقة اطلاق الصاروخ مع حوالي 12 بلدة يتواجد فيها عناصر لجبهة النصرة، وقال ان الحرب بدأت من جديد، وستعود الطائرات الروسية الـ 100 التي انسحبت من مطار حميمم لتنضم الى الـ 60 طائرة الباقية هناك.

كما بدأت معركة في الغوطة الشرقية عنيفة للغاية، ويسيطر على الغوطة الشرقية 3 منظمات ارهابية هي فيلق الرحمان واحرار الشام وجيش الاسلام، وتوالت الطائرات من سلاح الجو السوري على قصف الغوطة الشرقية مما ادى الى وقوع مجازر بين المدنيين على مدى يومين، وفي كل يوم كان يقع حوالي 30 قتيلا من المدنيين، اضافة الى مقتل عناصر تكفيرية تسكن بين بيوت المدنيين وتحاول استعمال المدنيين كدرع بشري ضد القصف الجوي. وكذلك قامت المنظمات التكفيرية الثلاث فيلق الرحمان واحرار الشام وجيش الاسلام بقصف دمشق بمدافع الهاون واصابت اوتوستراد المزة الذي يشق العاصمة دمشق في نصفها وهو الشريان الرئيسي لها، لكن الطيران السوري والطيران الروسي بدأوا شن حرب فعلية من جديد في سوريا وقامت الطائرات الروسية بتدمير اكثر من 18 قرية في ريف حماه دون النظر الى وجود مدنيين او مقاتلين تكفيريين لكن هذه القرى هي مركز لجبهة النصرة ولمنظمات تكفيرية. كما ركز الطيران السوري على قصف الغوطة الشرقية لضربها بعنف خاصة وان الغوطة الشرقية ليس فيها مستشفيات ولا ادوية وادى الامر الى جرح اكثر من 80 مدني ومقتل 32 مدني امس فقط، مع قتل حوالي 25 مقاتل تكفيري وتدمير 4 مراكز لقيادات جيش الاسلام واحرار الشام وفيلق الرحمان.

وحاولت الولايات المتحدة عبر اجتماع لمجلس الامن ادانة سوريا باستعمال اسلحة كيمائية من نوع كلور لكن روسيا تصدت باستعمال الفيتو واسقطت القرار الاميركي، ويمكن اعتبار ان روسيا بدأت حربا جديدة في سوريا وهي ستصل الى خطوط تماس مع القوات الاميركية التي تحتل 28 في المئة من اراضي سوريا، وهنالك حلف ايراني – تركي – روسي، اصبح واضحا ضد تحالف الولايات المتحدة مع السعودية واسرائيل.

وفي آخر الانباء الواردة من الكرملين حيث انتقل الرئيس الروسي بوتين من مدينة سوتشي الى الكرملين في موسكو ليقود العمليات الحربية فان الطائرات الروسية بدأت بالاقلاع والوصول الى مطار حميمم قرب اللاذقية حيث القاعدة الجوية الحربية الروسية، كذلك فان قصف الطيران السوري لا يرحم في الغوطة الشرقية خاصة في ضوء حصول مجازر في صفوف المدنيين، كذلك فان الطيران الروسي لا يرحم في قصف ريف حمص وريف حماه اضافة الى مناطق في ريف ادلب كما ان الجيش العربي السوري مع حزب الله وقوات ايرانية تقدم بقوة كبيرة نحو ريف ادلب على الحدود التركية وبات الجيش السوري يسيطر على معظم ريف ادلب وهو اهم انتصار حققه حتى الان لان المنطقة جبلية ووعرة للغاية، ومع ذلك استطاع الجيش السوري ضرب التكفيريين والانتصار هناك.

 ماذا سيحصل الان في سوريا

في سوريا ستجري معركة تركية ضد الاكراد في مدينة عفرين وصولا الى حدود حلب ولكن على الطريق توجد مدينة منبج حيث يوجد 2000 جندي اميركي وطلبت تركيا من الجيش الاميركي الانسحاب من مدينة منبج قام الاكراد باحتلالها وطرد السكان العرب وقال الرئيس التركي انه سيضرب الاكراد ورفض الجيش الاميركي الانسحاب من مدينة منبج وخلال اسبوع او اكثر او اقل ستصل القوات السورية الى مدينة منبج وسيكون اول خطوط تماس بين الجيش التركي والجيش الاميركي، لكن الجيش التركي دفع بتعزيزات وصلت الى 60 الف جندي لاجتياح كامل ريف حلب. كما قام الطيران الروسي بقصف كامل المواقع الكردية والتكفيرية في ريف حلب كي يفتح الطريق امام القوات البرية التركية وساعد ذلك كثيرا الجيش التركي،

واخيرا نقول ان المواجهة الاميركية الروسية اصبحت شبه مباشرة لكن ستكون عبر قوات الجيش العربي السوري مع حزب الله والايرانيين وقوات من الحشد الشعبي العراقي، ضد الجيش الاميركي وجيش حماية الشعب الكردي.

اما الرئيس الروسي بوتين فالى اي حدود سيذهب والجواب من موسكو ان لا حدود عنده للمعركة الحاصلة في سوريا وسيربح المعركة، كما تقول المصادر العسكرية في موسكو