إذا استمرّت عمليّة غصن الزيتون العسكرية التركيّة في عفرين على هذا المنوال، فعلى أنقرة أن تتخذ قريبًا قرارًا مهمًا للحملة، فإمّا أن تدخل مدينة عفرين وهو هجوم له مخاطر سياسية وديبلوماسية، أو أن تبقي الحصار طويل الأمد، بحسب مقال نشره موقع المونيتور.
 

وتحدّث الموقع عن الخيارات المقبلة لأنقرة في هجوم عفرين، مشيرًا الى أنّه "في المرحلة الأولى من العملية، دخلت الدبابات التركية برفقة عناصر من الجيش السوري الحر ودعم جوي الى منطقة عفرين من 9 مرابط، لتشتيت وحدات الشعب الكرديّة".

في التفاصيل، فقد تقدّمت هذه القوات من 8 الى 10 كلم على الأرض، وتمكّنت من السيطرة على تلال وقرى مهمّة. فهل ستلجأ تركيا في خيارها المقبل للدخول الى عفرين التي تضمّ عددًا كبيرًا من السكان؟ وبهذا الخيار، يرى الموقع أنّ الجيش التركي جمع خبرة في هذا النوع من الحروب خلال المعارك التي خاضها بين عام 2015 و2017.

أمّا الخيار الثاني فهو إذا ما كانت تركيا ستعدل عن الدخول الى عفرين وتبقي "حرب الحصار"، فالقوات العسكرية التركية لديها خبرة أيضًا في الحصار، إذا قادت معركة حصار الباب التي استمرّت 80 يومًا ضمن عملية "درع الفرات". وعلى ما يبدو فإنّ تركيا اختارت الخيار الأول.

ولفت الموقع الى أنّه في الثالث من شباط الجاري قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "سيطرنا على الجبال في عفرين، ونتقدّم نحو المدينة، ولم يتبقَّ أمامنا الكثير". وأضاف "المونيتور" أنّه من الصعب أن يرى الشعب التركي انتصارًا عسكريًا في عفرين قبل السيطرة على المدينة وانهيار المقاومة الكرديّة.

ومن هذا المنطلق، فقد انتشرت قوات مقاتلةـووحدات خاصّة من الشرطة التركية على الجانب التركي من الحدود بكامل الجهوزية وهناك حديث عن أنّ عدد هؤلاء يقارب الـ3000 عنصر. والقوات التركية التي لديها خبرة، لا تثق بما يكفي بقوات الجيش السوري الحر، الذي تبقى فعاليته عاديّة. ويمكن وفقًا للخطّة، أن يُطلب من الجيش الحر تأمينات لوجستيّة وتعزيزات على خطوط الجبهات.

ودليل آخر على الحرب في عفرين هو تكاثر الطائرات بدون طيار فوق مركز المدينة. ووفقًا لتقارير إعلاميّة، تقدّم الطائرات بدون طيّار صورًا ثلاثية الأبعاد 3D للشوارع والمباني في عفرين.

ويمكن أن تعدّل أنقرة في خطتها، ومن الإحتمالات الواردة السماح بإجلاء المدنيين إلى مناطق يسيطر عليها الجيش السوري. ومن أجل انتصار سهل في عفرين، يمكن أن تسمح أنقرة للأكراد بإخلاء غير المسلّحين من المدينة. لكنّ هناك عاملاً أمام أنقرة وهو المجال الجوي الذي تشغله موسكو، فخلال حصار الباب، رفضت موسكو فتح المجال الجوي.

ومع السيطرة على عفرين، ستحقّق أنقرة انتصارًا عسكريًا يمكن أن يقلّص التعاون الأميركي مع القوات الكرديّة وتعزيز القوة التركيّة في المقابل. وتسعى أنقرة لإيجاد طريقة لتقليل الخسائر البشريّة والأضرار الماديّة في عفرين، بحسب الموقع.