يقول الرئيس الإيراني حسن روحاني لو كانت الولايات المتحدة تستفيد من الفرصة التي اتاحها الإتفاق النووي كان من الممكن التفاوض بشأن قضايا أخرى مضيفًا أن مفتاح التفاوض بين إيران والولايات المتحدة في واشنطن وعندما تتخلى واشنطن عن فرض الضغوط واستخدام لغة التهديد فإن الأجواء سوف تختلف.
وبشأن العلاقات الإيرانية السعودية دعا روحاني السعودية الى تبني لغة العقل وفق قوله وعدم الرهان على الكيان الصهيوني الذي هو عدو لجميع الشعوب والدول الإسلامية من دون إستثناء في ذلك بين إيران والسعودية.
إقرأ أيضًا: التطبيق الإنتقائي للشريعة: قطع يد سارق في مشهد الإيرانية
جاءت تصريحات روحاني بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة ردًا متأخرًا على الموقف الأميركي الذي عبر عنه وزير خارجية أمريكا تيلرسون الذي أعرب عن رغبة بلاده بطي صفحة الماضي مع إيران ووضع نهاية على عداء بينهما استمر لأربعة عقود، وقال تيلرسون حينها ان احدى التحديات لنا تتمثل في تصميم جديد للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة واذا سنحت لنا فرصة للحوار فإننا نرغب في أن نتساءل هل نريد البقاء على ما نحن عليه لنا لأولادنا؟
وأعرب تيلرسون عن أسفه ضمنيا لقطع العلاقات السياسية بين البلدين طيلة اربعة عقود.
اللهجة التصالحية التي استخدمها وزير الخارجية الأميركي بعيد اللقاء مع ظريف لم يأبه لها الإيرانيون.
وتأتي تصريحات روحاني بشان إحتمالية استئناف المفاوضات مع أمريكا بمثابة رد متأخر على تلك التصريحات.
ويريد روحاني التأكيد على ضرورة احترام العقود السابقة قبل الدخول في أية مفاوضات قادمة بشأن قضايا تعني البلدين، وبتعبير آخر التناقض الذي يكمن في موقف الولايات المتحدة وتصرفاتها تجاه إيران هو أنها تحرم إيران من التمتع بالإتفاق النووي وبنفس الوقت تطالب إيران بالتنازل عن المشروع الباليستي والإنسحاب من مواقعها في المنطقة، بينما يتوقع الإيرانيون أن يقطفوا ثمار مفاوضاتهم الماضية مع الولايات المتحدة حتى يخوضوا معها في مفاوضات جديدة، فضلًا عن أن الخضوع المتكرر للضغوط الأميركية يفقد النظام الإيراني مصداقيته في الداخل وقد رأينا أن إيران لم تقتنع بجدوى الدخول في المفاوضات النووية إلا بعد تطمين واستمالة الرئيس أوباما لها عبر الوسيط العماني، بعد أن قاومت بوجه أقسى العقوبات الدولية جزاء على الاستمرار في مشروعها النووي.
إقرأ أيضًا: إيران ... فتيات شارع الثورة يطالبن بحق السفور
واذا يريد ترامب أن يجلب إيران إلى طاولة المفاوضات فالطريق إليه هو التخلي عن استخدام لغة التهديد وانتهاج منهج سلفه ولكن ترامب أظهر خلال السنة الأولى لولايته بأن لديه منهج مختلف.
واذا يريد ترامب ان يستخدم البعبع الإيراني لإخافة العرب وخاصة السعودية لجلبهم كما هو صرح بذلك فهذا شأنه وشأن من يهمه الأمر، إن الرئيس روحاني أكد على أن لا مبرر لهلع الجيران العرب في المنطقة من إيران وأن إيران لديها استعداد لحل الخلافات مع السعودية، فهل تقابله السعودية بالمثل لبدء الحلول أم تبقى المشاكل عصية على الحل ويدخل الجميع في دوامة المنافسة التسليحية لتتحول المنطقة الى براميل للبارود؟