كشفت صحيفة "هآرتس" على موقعها بشبكة الإنترنت، أن "رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوط، كرر، أمس الأحد، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، تحذيرات قادة الجيش من أن تدهور الأوضاع في قطاع غزة يقرب اندلاع المواجهة العسكرية القادمة مع حركة حماس".
وبحسب الصحيفة فقد أبلغ الجنرال أيزنكوط أعضاء حكومة الاسرائيلية أن حدوث تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع من شأنه أن يعزز إمكانية اندلاع المواجهة في العام 2018، مضيفاً أن على حكومة إسرائيل القيام بخطوات كبيرة لمنع انهيار قطاع غزة.
واستعرض رئيس أركان جيش الاحتلال أمام الوزراء السيناريوهات المحتملة في ظل استمرار تدهور أوضاع قطاع غزة، عبر تكرير ما قاله مؤخراً عدد من قادة الجيش والمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في هذا السياق، خاصة وأن الأخيرة أوضحت للمستوى السياسي في إسرائيل مؤخراً أن تقليص تمويل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من قبل إدارة الرئيس ترامب من شأنه مفاقمة تدهور الأوضاع في القطاع.
ولفتت مصادر عسكرية، بحسب "هآرتس" أن عدد الشاحنات التي كانت تنقل المواد الغذائية والدواء للقطاع قد انخفض مؤخراً من 800 شاحنة يومياً إلى نحو 300 فقط وذلك بعد تراجع القوة الشرائية عند المواطنين الفلسطينيين.
ووفقا للجيش فإنه كلما تراجعت الأوضاع الإنسانية في غزة زادت احتمالات وأعداد المتظاهرين الفلسطينيين من القطاع الذين يتوجهون للتظاهر إلى مناطق السياج الحدودي مع إسرائيل، ووقوع مواجهات مع جنود الاحتلال، وهو ما يحدث حالياً إذ تشهد هذه المظاهرات ارتفاعاً أسبوعياً في عدد المشاركين فيها، وهو ما ينذر بوقوع عملية أو اصطدام يكون الشرارة التي تطلق المواجهة القادمة.
وكانت حكومة الاحتلال عرضت في اجتماع للدول المانحة عقد في بروكسل الأسبوع الماضي، شارك فيه أيضا رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية، رامي الحمد الله، إلى جانب الوزير الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن يقوم المجتمع الدولي بتمويل القطاع.
وكشفت القناة الإسرائيلية الثانية، مساء السبت، النقاب عن رفع تقرير عسكري للحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو يحذر من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة لدرجة تهدد باندلاع مواجهة عسكرية، على الرغم من أن حركة حماس غير معنية وفق التقرير المذكور، بمواجهة عسكرية.
وقال تقرير القناة الإسرائيلية الثانية إن الأوضاع في قطاع غزة تدهورت لوضع خطير للغاية من شأنه أن يضطر حكومة الاحتلال لأول مرة لدراسة إمكانية تزويد القطاع بالغذاء والدواء بشكل مباشر.
وقال تقرير آخر نشر الأحد في موقع "والاه" الإسرائيلي إن أجهزة الأمن الإسرائيلية باتت تخشى من أن يستخدم سكان قطاع غزة مسار التسلل إلى داخل إسرائيل الذي دخل منه آلاف اللاجئين الأفارقة، وأن ذلك يأتي بعد أن ضبطت قوات الاحتلال وأحبطت في الفترة الأخيرة محاولة عشرات الفلسطينيين من القطاع التسلل إلى إسرائيل بحثاً عن عمل.
ووفقا لموقع والاه فإن الأذرع الأمنية الإسرائيلية تخشى من حركة تسلل واسعة النطاق، ومن قيام عناصر من المقاومة باستخدام مسار التسلل إلى إسرائيل الذي استخدمه اللاجئون الأفارقة لتنفيذ عمليات داخلها.