فيما يستمر التأزم في العلاقة بين بري وحركة «امل»، مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، توقعت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان يتمّ في الايام المقبلة «وضع مخطط لتنفيذ محاولتين: الاولى، لفصل النزاع بين حركة «امل» وباسيل عن علاقة رئيس مجلس النواب برئيس الجمهورية.
امّا المحاولة الثانية فهي فصل النزاع بين حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» عن المجتمع المسيحي ككل، لأنّ الممارسات التي شهدها الشارع اللبناني اخيراً أزعجت المسيحيين عموماً وصار «فيديو محمرش» بالنسبة اليهم وكلام باسيل الذي تناول بري، أمراً ثانوياً امام الممارسات في منطقتي الحدث وسن الفيل».
الّا انّ هذه المصادر تحدثت «عن عقبة تحول دون ضمان نجاح هاتين المحاولتين، وتتمثّل في وجود استياء حقيقي لدى «حزب الله»، وإن لم يعبّر عنه صراحة وعلانية كُرمى لرئيس الجمهورية، من مواقف باسيل، وليس آخرها ما تضمّنته مقابلته الى مجلة «الماغازين» الفرنسية واعتباره انّ الحزب يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية، وأن كل لبنان يدفع الثمن.
وأكدت هذه المصادر انّ «المراجع الديبلوماسية المعتمدة في لبنان توقفت ملياً عند هشاشة الوضع الامني في لبنان»، مشيرة الى انّ عددا كبيرا من السفراء الاساسيين المشاركين سواء في مؤتمر روما 2 او في مؤتمر باريس باتوا يتساءلون عن فائدة إعطاء مساعدات لدولة، وضعها الأمني بات يتوقف على تصريح من هنا وتصريح من هناك، مُنتقدين رهن الاستقرار اللبناني بمشيئة بعض القوى السياسية».
إلّا أنّ مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» أكدت لـ«الجمهورية» عشيّة الذكرى ١٢ لتفاهم مار مخايل «انّ العلاقة الاستراتيجية مع «حزب الله» سليمة ولا غبار عليها، مؤكدة أنّ التفاهم باق ومستمر ولن يستطيع أحد تخريب العلاقة بين «التيار» و«الحزب».
ومن هذا المنطلق، أفادت المصادر نفسها، انّ ما حصل في الأيام الاخيرة لم يترك أي ذيول سلبية على هذه العلاقة، بل على العكس فإنّ الاتصالات بين الطرفين دائماً مفتوحة وصريحة في اي ملف من الملفات، وانهما مدركان جداً ويعرفان انّ ثمّة محاولات لزعزعة هذا التفاهم عبر أخبار مزعومة لا أساس لها من الصحة».