جدّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق رفضه تكرار مصطلح "مظلومية بيروت". وقال خلال عشاء تكريمي لمحافظ بيروت القاضي زياد شبيب، إنّ "بيروت مدينة عظيمة ولا يليق بها اقتران اسمها بهذه الكلمة البشعة، فهي أوسع وأكبر من هذا الوصف، هي التي تحسدنا عليها عواصم العرب".
وخلال احتفال دعت إليه جميعة تجّار كورنيش المزرعة، ردّ المشنوق على "ما قرأته في الوثيقة البيروتية التي أطلقت قبل يومين، وأوافق على كلّ ما ورد فيها، بل وأعتبرها وثيقة أدبية وخدماتية، لكنّ ما أشارت إليه يحتاج إلى جهد كبير وإلى عمل مستمرّ وليس إلى الشكوى فقط ولو انها تحتاج الى تدقيق ولا يجوز أن يكون عنوانها المظلومية، بل العمل من أجل تحقيقها".
وأضاف: "إذا كان هناك من تقصير فيجب العمل على معالجة المشكلة ومحاسبة المقصّرين واحداً واحداً وفق دفتر حسابات، كوننا اليوم في حضرة التجّار، ويمكن تسمية المقصّرين بالاسم، لكن ليس تحت عنوان المظلومية. قد يكون هناك بعض الحقائق المزعجة والمشاكل التي لا ينكرها أحد، لكنّ الإصرار على المظلومية يرمي إلى تأكيد الخطأ وليس إلى إصلاحه".
وقال المشنوق: "الأهمّ هو أنّ الوثيقة لا تتحدّث عن السلاح الموجود في بيروت ولبنان والذي لا شرعية له دون استراتيجية دفاعية وطنية يكون بموجبها السلاح تحت إمرة الدولة"، وتابع: "هذه النقطة الوحيدة التي تغيّر حياة بيروت ولبنان، حين نتفاهم على صيغة تكون الدولة من خلالها هي الآمرة، والسلاح يتوجّه حصراً لمواجهة أيّ اعتداء إسرائيلي".
واعتبر المشنوق أن "ما حصل خلال الايام الماضية من أحداث مؤسفة هو مدان، لأن الصعود الى سطح الكلام ليس كما نزوله"، وأضاف: "وحده الرئيس الحريري بقي ضمانة الاستقرار العاقل، وكذلك الرئيس المبادر ميشال عون".
وتوجّه المشنوق إلى المحافظ بالقول: "خلال العامين الماضيين استطعتَ أنتَ والمجلس البلدي في بيروت، أن تضعوا أسساً جديّة ومخططات تبشّر بعمل إنمائيّ جديّ سمّيته في بداية عملكم "جمهورية بيروت الخدماتية المستقلّة"، بحيث وضعتم على سكّة التنفيذ حلولاً لمشاكل الكهرباء والنفايات وتزيين واجهة بيروت البحرية، وصولا إلى كورنيش المزرعة والمتحف، إضافة إلى استملاك 3 قطع أرض لتحويلها إلى مواقف للسيارات في كلّ من كورنيش المزرعة والحمرا والأشرفية".
وأشاد الوزير بـ"كلّ مناسبة بيروتية، يشعر فيها الواحد منّا بمزيد من الودّ إلى المدينة، ومزيد من الإحساس بلطفها وأهميتها ومحبتها وجهدها واستمرارها وقدرتها على الوقوف مجدّداً مهما حصل داخلها وخارجها وقابليتها لاستعادة دورها والوقوف في وجه المحن، ومسح الغبار، والتأكيد على أنّها مشروع للمستقبل ولا تنظر الى الوراء، وهذا سرّ نجاحها، وسرّ نجاح البيارتة واستمرارهم في السكينة التي تحدّث عنها الحاج عفيف".
أما المحافظ صاحب التكريم فقد اعتبر أنّ "كل ما نقوم به في المحافظة هو بتوجيه ومتابعة حثيثة ودائمة من الوزير المشنوق . وأضاف: "وزير الداخلية خير المدافعين عن بيروت والمطالبين بحقوقها، هي المدينة المحظوظة لأنّه نائب عنها، ولأنّ رئيس الحكومة سعد الحريري أيضاً نائب عنها".
وكانت كلمة ترحيبية من يوسف حمدان الذي أشاد "بدور وزير الداخلية في صيانة بيروت وحفظها وحمايتها". كذلك كانت كلمة للحاجّ عفيف كشلي الذي شكر الوزير المشنوق وسمّاه "العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن كي ننعم بالهدوء والسكينة والأمان في بيوتنا".
حضر الاحتفال النائبان عمّار حوري وعاطف مجدلاني والوزير السابق خالد قباني ورئيس تحرير جريدة "اللواء" صلاح سلام ورئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي وتجّار من بيروت ووجوه سياسية وأمنية واجتماعية.