أكد وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ان "التوتر الذي حصل في الشارع في الأيام الماضية لا يوجد فيه لا رابح ولا خاسر بل هناك خاسر وخاسر فقط"، معتبرا ان "الأمور وصلت الى مرحلة فلتان خطير جدا والتوتر الطائفي ينقذ الشياطين النائمة، وهذا ما حذرت منه، لذا وجب التعلم مما حصل والحفاظ على النقاش السياسي ضمن أطر المؤسسات".
ولفت في حديث اذاعي الى أن "الدستور يكفل حق التظاهر السلمي للمواطنين، ولكن النزول الى مناطق معينة بشكل استفزازي للناس والظهور المسلح واطلاق النار هو أمر غير مقبول"، مشددا على أن "الحل يكون بقرار حازم من قبل القوى الأمنية والقضاء لتوقيف المسلحين، وهذا ما نطالب به كقوات وانا كوزير ولا سيما ان لغة الشارع عقيمة وخطيرة وللأسف كل شارع يواجهه شارع"، داعيا الى "حصر النقاش في المؤسسات وعدم تحريك المناصرين الا عند الضرورة وبشكل سلمي".
وردا على سؤال عن اللقاء الذي جمع وفد "حزب الله" و"امل" و"التيار" في الحدت ورفع الايادي في محاولة لحل الخلاف بالتزامن مع ما يحصل في مؤتمر الطاقة الاغترابية في ابيدجان، اجاب: "رغم حبي الكبير للفولكلور اللبناني لكنني لا احب الفولكلور السياسي، وفي صراحة لم اجد ان هناك مضمونا في لقاء الحدت".
عن موقف "حزب الله" من المشكلة الاخيرة بين حليفيه "أمل" و"التيار الوطني الحر"، لفت بو عاصي الى ان "الحزب في ورطة، اذ لا يمكنه التنصل من الرئيس بري والحركة، رغم انهما لا يتفقان في الشارع وعلى المستوى الفكري، وفي المقابل لا يمكنه التنصل من التيار لأنه يؤمن له الغطاء السياسي المسيحي. لذا عندما بلغ التوتر، وخصوصا بعد حادثة الحدت، حدا خطيرا تدخل الحزب بقوة لضبط الوضع".
وقال: "علاقة التيار بحزب الله دقيقة وصعبة، فصحيح ان الحزب دعم التيار داخليا والتزم معه، ولكن اليوم عون رئيس الجمهورية هل في عمقه مستعد لتقاسم السلطة والامرة والسلاح مع مكون آخر هو حزب الله الذي لديه ارتباطاته العقائدية والخارجية؟ هل الوزير باسيل وزير الخارجية الذي يتواصل مع العواصم في اوروبا واميركا ويعرف الاجواء الضاغطة وتصعيد العقوبات، هل من مصلحته التماهي مع حزب الله؟ لا أرى، وهل سيتجه للاصطدام لا اعتقد؟"
وشدد على ان "أي ظلم يقع على فئة معينة في لبنان سينفجر في يوم ما"، متوقفا عند "الظلم الذي تعرض له المسيحيون ولم يلتئم جرحه حتى يومنا هذا"، معتبرا ان "يجب إعادة التوازن بين المكونات اللبنانية جميعا والانتخابات ستكون الفصل لتبيان حجم كل فريق".