امضى سهرته مع عائلته وكأنه يودعها الوداع الاخير، قبل أن يقود سيارة مستأجرة ويتوجه الى عمله، من دون أن يتمكن من الوصول بعدما انزلقت مركبته واصطدمت بشاحنة متوقفة على جانب الطريق، ليتحوّل ربيع عمره الى خريف... هو عبد الله محمد دبس الشاب المفعم بالحيوية الذي سقطت ورقته الاخيرة في الحياة على طريق المطار.
آخر اللحظات
عند الرابعة والنصف من فجر أول من امس الخميس وقع ما لم يكن في حسبان عائلة دبس، وبحسب ما شرحه مختار الحلوسية مسقط الضحية نعمه مونس لـ"النهار" فإن" عبد الله (23 سنة) استأجر سيارة لايصال خاله من المطار الى بلدته، وبالفعل استقبله وتوجّه الى الحلوسية، امضى بعدها السهرة مع عائلته، ضحك ومزح مع الجميع وكأنه يودعهم من دون أن يشعر بما ينتظره عند الرحيل". واضاف "عند الرابعة فجراً توجه الى عمله في الفندقية، وما ان وصل الى طريق المطار حتى اصطدم بشاحنة متوفقه على جانب الطريق. لا نعرف ماذا حصل معه، استقرت مقدمة سيارته في اسفلها، ويا للأسف كانت الضربة من جهته. حضرت فرق الاسعاف والدفاع المدني، تم سحبه ونقله الى مستشفى الرسول الاعظم، لكن الروح كانت قد فارقت جسده".
خسارة السند والمُعين
رحل عبد الله تاركاً والده في حسرة على شاب ربّاه سنوات، منتظراً اليوم الذي يصبح فيها عكّازه التي يتكئ عليها، وعندما بدأ حلمه بالتحقق خُطف منه في غلفة. وقال مونس "اصيبت عائلة دبس بصدمة، فقد خسر شقيقه وشقيقته الرفيق والحبيب، وخسر والديه السند والمعيّن، ومع ذلك لم يدّعِ والده على مالك الشاحنة، فهو انسان مؤمن بقضاء الله وقدره". مفرزة سير الضاحية فتحت تحقيقاً بالحادث، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار"، كانت الشاحنة متوقفة على يمين الطريق في مكان الوقوف فيه ممنوع ، الاّ انها لم تتسبب بتضييق المساحة". اضاف "حررنا محضر مخالفة وقوف، ومالكها لا يزال موقوفاً في فصيلة الاوزاعي، علماً ان والد الضحية لم يدّعِ عليه".
انطفأت شمعة عبد الله وهي في بدايتها، لكن نوره الذي طالما اضاء حياة من عرفهم سيبقى الى الابد في قلوبهم!