تنفس اللبنانيون الصعداء بعد تنفيس أجواء التشنج التي شهدها لبنان، عبر اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري أول من أمس الخميس، والتي كاد انزلاقها إلى الشارع يتسبب باحتكاك ذي طابع طائفي بين مناصري "حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" نتيجة الأزمة الناجمة عن إساءة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى بري.
في السياق ذاته، أوضحت مصادر متابعة نقلًا عن صحيفة "الحياة" أن الإتصال الذي كان ينتظره بري منذ الإثنين الماضي جرى بعد سلسلة جهود توّجت بانتقال الرئيس سعد الحريري إلى قصر بعبدا لتشجيع الرئيس عون على إجرائه، فيما كان استعداد الأخير قد نضج لأخذ المبادرة، بعد سلسلة جهود بذلت معه، منها الرسالة التي بعث بها إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤكدًا أن ما حصل لم يعد محتملاً بمضاعفاته.
ودعت المصادر إلى عدم التقليل من دور عدد من السياسيين في تشجيع عون على الإتصال، من بينهم الوزير السابق جان عبيد الذي فنّد أمام رئيس الجمهورية أضرار مفاعيل الأزمة، وأهمية اعتماد الحكمة في تدارك الفتنة، إضافة إلى اقتناع عدد من المحيطين بعون بوجوب التقاط المبادرة والإتصال ببري، وقالت المصادر إن قادة الأجهزة الأمنية لعبوا دورًا في الدعوة إلى احتواء ما يحصل في الشارع نتيجة التقارير التي كانت تصلهم عن التحركات على الأرض.
وبدوره، أكد الرئيس ميشال عون أن "الأمور عادت إلى ما كانت عليه وتمت تسوية الأوضاع"، مشيرًا إلى "التطورات والظروف التي عاشها لبنان أخيرًا"، وجدد دعوته إلى "حل كل الخلافات ضمن الأجهزة المختصة والمؤسسات وليس في الشارع".
من ناحيته، قال عون أمام زواره أمس الجمعة: "اطمئنوا لأنه تم أخذ العبرة من الحوادث الأخيرة، وأكملوا مسيرتكم بثقة لأن على الوطن أن يُبنى وأن يكون صلبًا، وعلى المؤسسات أن تكون مركزًا لحل المشاكل"، واعتبر أن "جزءًا من الثقافة هو احترام القوانين والتزامها، وعلى الشباب أن يتعلَّم تحمل المسؤولية، ليتسلَّم لاحقًا مراكز المسؤولية".