برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضوره، نظمت هيئة شؤون اعداد الكوادر والتثقيف في "تيار المستقبل" حفل اختتام برنامج بناء المهارات لعام 2017، في قاعة البافيون في البيال، في حضور وزراء ونواب التيار، الأمين العام أحمد الحريري، أعضاء من الأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي، وحشد من الكوادر والأهالي فاق الـ1200 شخص.
حيدر
بعد تقديم من دموع شرقاوي، ألقى منسق هيئة شؤون اعداد الكوادر والتثقيف في "تيار المستقبل" مختار حيدر كلمة عرض فيها الجهود التي بذلت لإنجاح برنامج بناء المهارات من قبل كوادر "تيار المستقبل" والمدربين.
وقال: نحن اليوم نعتبر هذا العمل خطوة جادة متواضعة في مسيرة التيار معطوفة على الجهود السابقة منذ تحول تيارنا الى مؤسسة سياسية متكاملة بعد المؤتمرين التأسيسي والاول"، منوهاً بـ"القيادة الحكيمة الشجاعة والمتواضعة المتجسدة برئيس تيار المستقبل دولة الرئيس سعد الحريري الذي هو ضمانة النجاة من العواصف والحرائق والازمات، والذي اعطى ويعطي لبنان بتفاني لا حدود له".
وتوجه بالشكر "إلى الأهل والناس الطيبين الطيبين على امتداد الوطن الذين يميزون بوضوح بين الحق والباطل".
الحريري
ثم ألقى الرئيس الحريري الكلمة الآتية:
في بداية كلمتي، أود أن أتذكر معكم، نصير تيار المستقبل، وصديقي، المرحوم نصير الأسعد، الذي أسس مدرسة التثقيف في تيار المستقبل بعد مؤتمرنا الأول وترك فيها بصمات الوفاء والتواضع. رحم الله رفيقنا ورفيق... رفيق الحريري، الصحافي الكبير نصير الأسعد.
هذه مدرسة أساسها القيم والثوابت الوطنية والعربية للرئيس الشهيد رفيق الحريري. مدرسة قائمة عليكم أنتم، كوادر تيار المستقبل الذين تقرؤون معي، في كتاب رفيق الحريري، أي كتاب الإنجاز والأمل والتضحية من أجل لبنان.
أنتم، كوادر تيار المستقبل، الذين تكتبون معي منذ 13 سنة، فصولا جديدة من هذا الكتاب بحبر الاعتدال والإصرار على مواصلة المسيرة على دروب الوفاء لرفيق الحريري. مدرسة عنوانها الاستمرار وصناعة الأمل، مهما كانت التحديات والصعوبات. مدرسة لم يتمكن شيء من كسرها، لا السلاح غير الشرعي ولا الاغتيالات ولا طعنات الغدر. ولن يتمكن شيء من كسرها بإذن الله، لأنها مدرسة تيار صلب، ثابت الأركان، لأنه يستمد كل قوته من الناس، الذين كانوا ولا يزالون وسيبقون الأساس بأي خطوة نخطوها.
هذا تيار، يثبت كل يوم أنه ما زال كما أسسناه، تيار للناس ومن الناس في كل لبنان. وأنتم أثبتم منذ 13 سنة، ومنذ 13 شهرا، ومنذ 13 أسبوعا، ومنذ 13 يوما، وكل يوم، أنكم "قدها وقدود"، بصبركم وإرادتكم ووفائكم. فشكراً لكم جميعا من كل قلبي... لأنكم شمس تيار المستقبل التي لا تغيب، والتي تشرق بعد كل عاصفة، تحت السماء الزرقاء التي تجمعنا سويا، على الحلوة والمرة.
واليوم، كلي فخر، أن كوادر تيار المستقبل، الشباب والشابات، يكتسبون المهارات بالعلم والحوار، ويقدمون نموذجا يرفع الرأس، ويعزز الثقة بأننا سنبقى تيار الاعتدال والضمانة لحماية لبنان.
وهنا دعوني أقول كلمتين: ما حصل خلال الأسبوع الماضي... درس للجميع. درس أن الكلام العالي فوق السطوح لا يصنع حلا... بل يخلق تشنجا سياسيا. ودرس أن استخدام السلاح لبت الخلافات السياسية لا يخلق إلا فتنة. ونرى أمام أعيننا، أنه حتى من يحمل سلاحا بالداخل، صار يخاف منه. ودرس أيضا أن النزول إلى الشارع وإقفال الطرقات وحرق الدواليب لا يوصل لنتيجة.
أنتم تعرفون أن الرئيس الشهيد، ونحن من بعده، تعرضنا لموجات من الكلام والإهانات، أسوأ بكثير مما تسمعونه... لكننا كنا دائماً نرى كرامة البلد أهم من كرامة الأشخاص والأحزاب، وأن البلد الجميل يستحق منا أن نتنازل له، وندع المؤسسات والقانون والدولة أن تكون هي الحكم.
غير ذلك، نذهب جميعا إلى الفوضى ويصبح الفلتان في الشارع هو الحكم بين الناس. رغم كل ما حصل، أقول الحمد لله، أن صوت العقل والحكمة تغلب بالأمس، على صوت الدراجات النارية، وعطل بالوقت المناسب مشكلا كان يمكن أن ينقل البلد لمكان آخر.
ما نراه في هذه الأيام يتطلب من الجميع أن يفعلوا مثلما فعلتم، أن يعملوا على بناء المهارات واحترام الكرامات وعدم الإساءة لأحد والترفع عن الصغائر ومنع الأخطاء والابتعاد عن لعبة الشارع والفوضى وتغليب مصلحة لبنان على أي مصلحة شخصية أو حزبية أو انتخابية.
اللبنانيون لن يقبلوا بعد الآن أن يكون بلدهم معلقا على كلمة من هنا وردة فعل من هناك. ما يريدون هم ونريده نحن هو أن يستعيدوا الثقة بدولتهم، بأمنهم واستقرارهم، وليس أن يستعيدوا ذكريات الأيام السوداء الملعونة! قبل بضعة أيام، قلت أن استقرار لبنان أهم من أي امر آخر، وثقتي بأن كل المكونات السياسية ستكون على قدر المسؤولية، وأننا سنتمكن سويا من أن نعود للمساحة الوطنية المشتركة، تحت سقف الطائف وثوابت العيش المشترك والسلم الأهلي.
دعونا لا نضيع الفرصة من جديد: ثمار العمل الجدي بمتناول اليد، من تجديد السلطة بانتخابات ديمقراطية إلى المؤتمرات التي يتم التحضير لها لدعم الجيش والقوى الأمنية في لبنان ودعم الاستثمار والاقتصاد في لبنان.
رفاقي في تيار المستقبل، الكل ينتظرنا "عالكوع"، وليست لديهم لا شغلة ولا عملة، إلا تيار المستقبل... دعونا لا نضيع البوصلة، ولا نتلهى بالقيل والقال، خصوصاً الآن في موسم الانتخابات، موسم الأحلام والطموحات والصراعات والزكزكات الشخصية، ولماذا هو ولماذا هي، ولماذا لست أنا...
الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يقول: "مش مهم مين بيروح ومين بيبقى، المهم يبقى البلد". واليوم، معكم، بمناسبة الانتخابات أريد أن أضيف: "مش مهم مين بيترشح ومين ما بيترشح، المهم إنو تيار المستقبل، بفضلكن وبهمتكن، يبقى الرقم الصعب بالمعادلة السياسية، وبإذن الله... سيبقى".
هناك عمل كثير أمامنا جميعا، دعونا نستعد لـ 6 أيار، حتى نحتفل معا في 7 أيار، بانتصار جديد لرفيق الحريري، ولمدرسة رفيق الحريري، ونكمل معا مسيرة رفيق الحريري.
عشتم، عاش تيار المستقبل، عاش لبنان.
دروع
وفي الختام، سلم الحريري دروعاً تقديرية للمدربين ثم تم التقاط الصور التذكارية للخريجين مع الأمين العام للتيار أحمد الحريري.