ولعل من أبرز هذه الوجوه الإعلامية، بولا يعقوبيان، التي عملت لسنين طويلة في مجال تقديم البرامج السياسية في لبنان لا سيما على شاشة "تلفزيون المستقبل" التابعة لرئيس الحكومة سعد الدين الحريري، لكن المفارقة أن يعقوبيان ستخوض غمار الانتخابات على لائحة المجتمع المدني بوجه اللائحة السياسية المدعومة من الحريري.
وتقول يعقوبيان لـ"سبوتنيك" إنها ستكون على لائحة المجتمع المدني في بيروت الأولى أي منطقة الأشرفية الصيفي رميل مدور والمرفأ، وأن السبب الأساسي لترشحها بحسب قولها هو "الفشل الذريع الذي وصل إليه البلد، عندما ننظر الآن إلى الوضع في لبنان، لا يوجد لبناني يرضى بما آلت إليه الأمور، نحن في العام 2018 ولا داعي للترديد كم هي الخدمات رديئة في لبنان، لا يوجد لدينا كهرباء ونعيش على المولدات الملوثة، ندفع فاتورتين، كذلك ملف النفايات المأساوي، والمعالجة كانت سيئة جداً".
وتابعت يعوبيان: "وصلت إلى وقت جاء إلي مجموعة من المجتمع المدني وقالوا لي إذا انضممتي إلينا ستشكلين رافعة لهذا المجتمع المدني فقلت لهم أظن هذا واجب أي مواطن لبناني صالح أن يقوم بهذه المحاولة للتغيير، وفي حال لم نستطع التغيير فأقله سنوجه عبر الناس وعبر المواطنين اللبنانيين في حال انضموا إلينا وانتخبونا، سنوجه أقله رسالة لهذه الطبقة السياسية مفادها أن الأحوال ليست على ما يرام وأن هناك شعب يحاسب، لا نجدد لكم كما تقولون كالغنم، أراهن على الناس وعلى وعيهم وأراهن على مجموعة أفتخر جدا بالانتماء إليها".
أما بالنسبة للعناوين العريضة لمشروع الإعلامية بولا يعقوبيان، فتقول "هنالك مشروع وخطة لازالت قيد البلورة، المجتمع المدني يلتقي اليوم تحت عنوان تحالف وطني، هذا التحالف العريض يتألف من عشرات المجموعات والتوفيق ما بين هذه المجموعات يحتاج إلى بعض الوقت، ولكن لا شك أنه سيكون هنالك مشروع ورؤية موحدة وسيكون هنالك ترشيح في كل المناطق اللبنانية".
وتشير يعقوبيان إلى أن "القانون الجديد يساعد المجموعات الجديدة بأن تتمكن من أن تمثل، نريد أن نصل إلى الناس ونخاطبهم، وأن يصدقونا لأن هناك حالة من الإحباط واليأس، الأكثرية تقول ماذا سيتغير؟ كيف ستغيرون؟".
وعن سبب ترشحها بوجه لائحة رئيس الحكومة سعد الحريري تقول يعقوبيان "تربطني علاقة جيدة جدا مع رئيس الحكومة سعد الحريري وأحبه على الصعيد الشخصي، ولكن هنالك مشكلة على صعيد الوطن والنظام ويجب إعطاء فرصة ودور أكبر للمجتمع المدني ليستطيع أن يحرك هذه المياه الراكدة، الرئيس الحريري لديه كل النية الطيبة في الإصلاح وهو رجل منفتح ورجل اعتدال عملت معه لعشر سنوات وأتمنى ألا تفسد السياسة هذه العلاقة ولكن الخيار هو خيار متعلق بالحياة العامة وبالنظرة إلى البلد وهذا هو خياري وأتمنى أن يتفهم هذا الخيار وأن ينضم هو إلى المجتمع المدني من أجل النهوض بالبلد".
وبالنسبة إلى عدم صحة تمثيل المرأة في البرلمان اللبناني تؤكد يعقوبيان أن السبب الرئيسي هو "تربية الخوف الذي يمنع المرأة اللبنانية من انتخاب المرأة اللبنانية، الحمى الانتخابية تكون كل مرة متجهة باتجاه واحد، التخويف من الآخر بحيث تصب الجماهير بطريقة مذهبية، امرأة ورجل، الفرد يذهب لينتخب ويجدد للزعيم "المذهبي" ولذلك لا يكون هناك أي استماتة لتمثيل المرأة، أنا بالنسبة لي صحة التمثيل الجندري قبل أي شيء وأتمنى أن يطبق هذا الأمر خلال هذه الانتخابات لأننا لم نتمكن من إقرار الكوتا النسائية رغم وعود كل السياسيين ولكن كالعادة الوعد يبقى وعدا ولا نرى أي تمثيل".
كما تؤكد يعقوبيان على وجود ضغط دولي كبير لإجراء الانتخابات في موعدها، "للأسف نحن ما زلنا نعول على هذا الضغط الخارجي وحركة السفراء ويبدو أن هنالك اهتمام كبير لأن يعود لبنان بلدا ديمقراطيا، إذ أنه منذ تسع سنوات لم تجر انتخابات وإذا ما تم تأجيلها مرة أخرى أظن أنه لا يمكننا الادعاء أننا نعيش في بلد ديمقراطي".
وتختم يعقوبيان بالقول: "حاولت لأكثر من عقدين من الزمن أن أحمل كل قضايا الوطن وأن أكون إلى جانب الجمعيات التي آمنت بقضايها ولكن لم نفلح كثيرا، صراحة أعترف وأقر لم نصل الى ما يجب أن يكون عليه مجتمعنا، سأحاول أيضا في عالم السياسة ولكن بالنسبة لي أنا لن أضحي بمهنتي أنا قد أعود الى العمل الإعلامي قريبا، قد يكون هنالك سابقة في حال نجحت بالانتخابات أن أقدم أيضا برنامجا تلفزيونا، أن أكون في نفس الوقت في البرلمان وعالم الصحافة كون هذا هو عملي الأساسي ومورد رزقي، لذلك أنا قد أعود الى الشاشة لم أعتزل".