منذ الإثنين الماضي، إستيقظ الشعب اللبناني على فيديو مُسرب عبر مواقع التواصل الإجتماعي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يقول فيه كلام غير لائق بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري مشيرًا "هيدا بلطجي، مش رئيس مجلس نواب"، وسرعان ما أثار هذا الفيديو موجة غضب واسعة عبر مواقع التواصل التي مهددت بدورها إلى أعمال تخريب وعنف في الشوارع بين اللبنانيين دفاعًا عن الزعيمين بري وباسيل، كادت أن تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني والإستقرار في لبنان.
"هيدا بلطجي"، عبارة قالها باسيل دون أن يعلم أن بانتظاره وسيلة إعلامية تُسمى "السوشيال ميديا"، قادرة على أن تنشر الفيديو إلى دول العالم، وأن ترد على كلامه بعدة تعليقات وهاشتاغات، فباسيل لم يسلم من رواد المواقع، خصوصًا جمهور حركة أمل الذي رد عبر موقع تويتر على كلام باسيل تحت هاشتاغ #البلطجي_جبران، وبعده الهاشتاغ #قزم_العهد للإشارة إلى باسيل، مُرفقًا بعدة هاشتاغات دافعت عن الرئيس بري مثل #نبيه_بري_خط_أحمر، وصولاً إلى الهاشتاغ الذي أُطلق يوم أمس.
إقرأ أيضًا: إتصال عون ببري يسحب فتيل التفجير من الشارع
وفي المقابل ثار جمهور التيار الوطني الحر مُدافعًا عن باسيل تحت عدة هاشتاغات مثل #بلطجية_ونص، #جبران_باسيل_يمثلني، #التيار_الوطني_الحر....
وراح أنصار الطرفين يتبادلون الكلام المُهين فيما بينهم، ولم يخلُ كل هاشتاغ من الشتم والتحريض، في وقت أصبحت فيه مواقع التواصل لاسيما الفايسبوك وتويتر وسيلة لنقل الحقد والكراهية بين اللبنانيين، ولإثارة التحريض المذهبي والطائفي وصولاً إلى التهديد بالقتل، إذ تحولت مواقع التواصل من وسيلة للترفيه والتسلية ونقل الأخبار إلى وسيلة للشتم والسب، عدا عن الحسابات الوهمية التي لعبت دورًا كبيرًا في التحريض والفتنة.
والمؤسف أن "السوشيال ميديا" ساهمت في إشعال فتيل هذه الفتنة في الشارع اللبناني، إذ شهد لبنان منذ تسريب الفيديو حالة إرباك فظيعة، أدت إلى التنبؤ بإشتعال الحرب بين أنصار التيار الوطني الحر وأنصار حركة أمل، تلك الحرب التي كادت أن تنتهي بالدم، والسبب الرئيسي لإفتعالها هو تلك النقمة التي طغت على هواتفنا وأجهزتنا، وبرمجت عقولنا على التحريض والحقد ألا وهي "السوشيال ميديا".
منذ الإثنين والشارع اللبناني يغلي، والخلاف البرتقالي الأخضر مازال موجودًا طالما أن مواقع التواصل مستمرة في بث الكره والشتائم، فالسوشيال ميديا لم تعد للتسلية أو وسيلة للتعبير أو حتى ما يُسمى "فشة خلق"، بل تجاوزت التسلية والتعبير إلى حرب الكترونية سلاحها الكلام، قد تصبح ميدانية بسلاحٍ حقيقي يقتل فيه اللبناني أخيه.