ولفتت الصحيفة إلى أنّ المجموعات الكرديّة التي قاتلت تنظيم "الدولة الإسلاميّة" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تسيطر على عفرين، فيما تُعتبر تركيا حليفًا جوهريًا للناتو. أمّا الإدارة الأميركيّة فهي تتخبّط، إذ أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاهل دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـتجنّب أي أفعال يمكن أن تنشب خلافًا بين الأتراك والقوات الأميركية، وشنّ حرب في منطقة حدوديّة تضمّ 2000 عنصر من القوات الأميركية الخاصّة.
وأضافت أنّ تركيا تحمّل واشنطن مسؤولية تدهور العلاقات بينهما، بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكرديّة. ويعتبر مسؤولون أتراك أنّه مع هزيمة "داعش"، ستنخرط "وحدات الشعب" في "حزب العمّال الكردستاني" وتسحب الأسلحة الأميركية إلى تركيا. كما أنّ سوريا تبقى في دائرة القتال التركي، كونها كانت خاضعة للسلطنة العثمانيّة.
وقالت الصحيفة إنّ عبدالله أوجلان مؤسّس "حزب العمّال الكردستاني" بدأ في العام 1984 "التمرّد" ضد تركيا من دمشق بموافقة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، موضحةّ أنّ الأخير كان يرى أوجلان كقوة في النزاع السوري - التركي حول مياه الفرات. ولفتت الى أنّ في الأحداث التي قام بها الحزب في العام 1990، كان ثلث المقاتلين معه من الأكراد السوريين.
إنطلاقًا مما تقدّم، رأت الصحيفة أنّ إنهاء الصراع بين "حزب العمّال الكردستاني" وتركيا يرتبط بعلاقات جيدة مع أكراد سوريا. ولكنّ أردوغان يصعّب هذا الموضوع، وبإمكان عبدالله أوجلان المساعدة بإخراج تركيا من هذه الفوضى.
وعلى ما يبدو فإنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تهمل "وحدات حماية الشعب"، إذ قال وزير الخارجية ريكس تيليرسون إنّ القوات الأميركية ستبقى في سوريا بعد انتهاء المعركة مع "داعش" لتكافح النفوذ الإيراني وتضغط على النظام السوري حتى تجبر الرئيس السوري بشار الأسد على التنازل.
ورأت الصحيفة أنّه يتوجّب على تركيا و"حزب العمال الكردستاني" عدم الإنتظار كثيرًا للحوار أو تأجيله حتى يدفع الطرفان ثمنًا كبيرًا في الحرب. وأضافت أنّ الرجلين اللذين بإمكانهما إنهاء الحرب القائمة هما أردوغان وأوجلان، وعليهما الإتفاق على وقف إطلاق نار فوري في تركيا وسوريا.