أرسل صوره بالزي الباكستاني إلى أصدقائه ومعارفه ممازحاً اياهم، قبل أن يتوجه الى الملعب للعب كرة القدم، لكن ما إن مرّ وقت قصير على بدء المباراة حتى أصيب بذبحة قلبية أودت بحياته... هو الشاب حسين غضبان ابن بلدة ميس الجبل الذي فجع أحبابه برحيله المبكر والمفاجئ.
ابتسامة الوداع
عند الساعة الحادية عشرة والربع من ليل الاثنين الماضي خسرت عائلة غضبان فلذة كبدها وهو يمارس هوايته في لعب كرة القدم، وبحسب ما شرحه شقيقه عصام لـ "النهار"، "قبل ان أتوجه وإياه الى الملعب أرسل لي ولاصدقائه صوره عبر تطبيق "واتساب"، ضحكنا ومزحنا، طلبت منه بعدها ارتداء ملابس الفوتبول للتوجه الى الملعب، أجابني "يلا يلا"، بعد دقائق ارسل لي انه جهز نفسه وينتظرني اسفل المبنى الذي يقطنه في منطقة الكفاءات، نزلت من شقتي المجاورة له، توجهنا الى الملعب، كان طبيعياً جداً، لكن عندما مرّت الكرة من امامه اثناء لعبه، جلس على الارض مبتسماً، ليتمدد بعدها على ظهره، حينها اقترب منه صديقي فأطلعني انه غائب عن الوعي".
الشهقة الاخيرة
للوهلة الاولى ظن عصام أن حسين (24 سنة) الذي يتابع دراسته في المحاسبة في ثانوية حسن قصير الى جانب عمله ابتلع لسانه، واشار "لففت يدي بـ "تي شيرت"، حاولت فتح فمه لسحبه لكنه شد عليه قبل ان يشهق لافظاً آخر انفاسه"، مضيفاً "كل شيء حصل في لحظات، لا اصدق الى الآن أن من كان مبتسماً وهو ممد على الارض سيفارق الحياة، ولا سيما انه لم يكن يعاني من أي مرض ولم يسبق أن اصابه اي عارض صحي، تقرير الطبيب الشرعي حدد سبب وفاته ذبحة قلبية، لكن الحقيقة اننا ذبحنا على فراقه".
صدمة الخسارة
الى جانب هواية حسين في لعب كرة القدم كان يكتب الشعر ويطمح كما قال عصام لان "يكون صحافياً لكن قبل ان يتمكن من تحقيق احلامه بات هو خبرا تتداوله الصحافة". وتابع "سنشتاقه كثيراً، سنفتقد ابتسامته وروح الفكاهة التي تحلى بها، فقد كان فرحة البيت، السند والملجأ لاشقائه الثلاثة وشقيقتيه، وفاته بهذه الطريقة السريعة تركتنا جميعاً في حال من الصدمة، ولا كلمات يمكنها وصف حالة والدي اللذين كان ينتظران عودته من دون ان يتوقعا انه لن تطأ قدماه بعد الآن عتبة البيت".
في الامس زفّت ميس الجبل حسين الى مثواه الاخير في مأتم مهيب، التحف تراب بلدته ليكون ذكرى طيبة لشاب مرّ سريعاً في هذه الحياة.